ننشر كلمة البابا تواضروس للرئيس الفرنسى ماكرون

ننشر كلمة البابا تواضروس للرئيس الفرنسى ماكرونننشر كلمة البابا تواضروس للرئيس الفرنسى ماكرون

* عاجل29-1-2019 | 13:17

كتب: على طه

رحب قداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بالرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، خلال استقباله فى مقر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

وجاء نص كلمة البابا على النحو التالى:

"السيد الرئيس إيمانويل ماكرون، والسيدة الفاضلة مدام ماكرون، والوفد الفرنسى، يسرنى أن أرحب بكم فى مقر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وباسم المجمع المقدس وسائر الهيئات القبطية أرحب بكم على أرض مصر المقدسة التى تباركت بزيارة العائلة المقدسة فى بداية القرن الأول الميلادى".

"مصر صاحبة التاريخ الطويل والحضارة العريقة الغنية بكل جوانبها الفرعونية والمسيحية والإسلامية والإفريقية والعربية، وحضارة البحر الأبيض المتوسط التى تجمعنا بلادنا مصر وفرنسا معًا فى صداقة قوية ممتدة عبر التاريخ وبين الشعبين المصرى والفرنسى فى شتى المجالات الثقافية والحضارية والتعليمية والاقتصادية والسياسية".

"هناك خصوصية الفرنكوفونية المصرية كرابط ثقافى قوى بين بلدينا نجده فى التاريخ والتعليم والثقافة واللغة فهناك فى قلب باريس المسلة المصرية المشهورة، وهنا على أرض مصر كتاب وصف مصر الذى سجله علماء فرنسيين وصار من أهم مراجع التاريخ المصرى وسبقه رحلات عديدة سجلها التاريخ من رحالة فرنسيين وصفوا مشاهد الحياة المصرية الثرية فى كل أشكالها الحضارية والزراعية والاجتماعية".

"كل هذا ينم على مقدار التبادل الثقافى بين بلدينا وكم من أدباء وكتاب مصريين كتبوا قصصهم وأدبهم وهم يدرسون أو يزورون بلادكم الجميلة.. فى هذا الصدد أتذكر زيارة مبعوثًا فرنسيًا منذ عدة شهور هو السيد شارلز بيرسونازر الذى زار بعض الأديرة المصرية بوادى النطرون وتحدثنا عن ضرورة تعضيد التعليم المصرى ودور المكتبات التعليمية وأهمية حفظ التراث مع ضرورة مساندة فرنسا لمصر فى تسجيل مسار رحلة العائلة المقدسة فى قائمة التراث العالمى باليونيسكو".

"السيد الرئيس أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية واحدة من أقدم كنائس العالم والتى تأسست فى القرن الأول الميلادى فى مدينة الاسكندرية على ساحل البحر الأبيض المتوسط والتى هى مدينة متعددة الحضارات والثقافات ومنها انتقل الإيمان المسيحى إلى إفريقيا وبلاد أخرى كثيرة، وفى أحضان الكنيسة المصرية نشأت الرهبنة والحياة الديرية منذ القرن السادس الميلادى، وكان أول راهب مصرى من جنوب الوادى هو الراهب أنطونيوس الكبير".

"وتذخر بلادنا بالعديد من الأديرة أديرة الرهبان وأديرة الراهبات والتى صارت بمثابة جامعات روحية غنية بالتراث الروحى والنسكى عبر الأجيال منذ حضارة الفراعنة العظيمة حتى وقتنا الحاضر".

"إننى إذ أشكركم على اهتمامكم البالغ بالشئون البيئية وبكل الجهود التى تقومون بها فى سبيل الحفاظ على البيئة وحرصكم القوى على تنفيذ اتفاقية باريس للحد من الاحتباس الحرارى المتزايد.. فإننا أيضًا فى الكنيسة المصرية نهتم بالبيئة وعلى سبيل المثال نتعلم دائمًا احترام نهر النيل ذلك النهر الذى نعيش حوله كمصريين وجعل منا وحدة واحدة فريدة".

"لقد احتفلنا منذ أيام قليلة بعيد الغطاس المجيد والذى نقيم فيه قداسًا خاصًا بالمياه نسميه قداس اللقان واللقان هو الوعاء الذى نضع فيه بعضا من مياه النيل لتقديس المياه ونكرر هذا القداس ثلاثة مرات فى السنة كدعوة وتذكرة باحترام النهر ومياه النهر الخالد.. كما أن النظام السنوى فى الكنيسة المصرية يقوم على أسس زراعية وحفظ البيئة من مياه وهواء وزراعات وثمار".

"السيد الرئيس إننا نرحب بكم فى بلادنا مصر وهى تقود خطة طموحة فى التنمية والتنمية المستدامة لتقود مستقبل مشرق وإذ نتابع بكل اهتمام زيارتكم الحالية لمناطق الآثار المصرية المدهشة فى جنوب الوادى فإننا نتابع لقائكم مع السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى وكل المسؤولين المصريين ونعتز بزيارتكم إلى كاتدرائية ميلاد السيد المسيح ومسجد الفتاح العليم فى العاصمة الإدارية الجديدة".

"هذه العاصمة التى تبنيها مصر والتى تم افتتاحهما منذ أسابيع قليلة تعبيرًا عن روح العصر الجديد التى تعيشه مصر لكل المصريين وعن الإرادة السياسية القوية التى أفخر بكل إنجازاتها ومشروعاتها، حيث نعمل جميعًا من أجل السلام والاستقرار وبناء مصر الحديثة".

"أهلا بكم فى هذه الزيارة الأولى والتى نرجو أن تتكرر راجيًا لكم وقتًا بهيًا وممتعًا وذكريات سعيدة، وشكرًا لزيارتكم".

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2