دار المعارف
أصدر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة بدار الإفتاء المصرية، تقريرًا تحدث فيه عن دور النساء فى إعادة إحياء عمليات التجنيد لدى تنظيم "داعش"، بعد الهزائم التى تعرض لها فى سوريا والعراق، وفرار الكثير من عناصره وإعدامه للكثير من مقاتليه فى الآونة الأخيرة.
وتتجه الأنظار إلى مصير المئات من نساء التنظيم اللآتى يلاقين مصيرًا مجهولًا، إلا أن الرصد المستمر لنشاط التنظيم كشف فى الآونة الأخيرة أن هناك مساندة من فئات نسائية فى جنوب سوريا والعراق، وذلك بالمشاركة فى استقطاب مقاتلين جدد ومؤيدين للتنظيم ومشاركين معه فى العمليات القتالية.
وأوضح التقرير، أن تنظيم "داعش" يعد من أكثر التنظيمات الإرهابية التى نجحت فى اجتذاب العنصر النسائى بين عناصره واعتمد عليهن فى عمليات استقطاب وتجنيد مقاتلين جدد، ففى سوريا استعان التنظيم مؤخرًا بالعنصر النسائى عبر منصات التواصل الاجتماعى من أجل تجنيد مزيد من السيدات عبر تقديم خطاب ومادة إعلامية تدعو إلى "نصرة الإسلام والمسلمين" من خلال دعم دولة "الخلافة"، واقتصر دور النساء فى المرحلة الحالية من عمر التنظيم على عمليات التدوين عبر المنصات الإعلامية متحدثة عن فضل الهجرة ووجوبها، وأهمية الانضمام إليه، وتضمنت هذه المعلومات ما يجب على المرأة أن تحضره معها للذهاب إلى دولة "الخلافة"، وما هو شكل الحياة اليومية بالنسبة للنساء المنضمات إلى التنظيم.
وأشار المرصد، فى تقريره إلى أن تنظيم "داعش" عمل على استخدام استراتيجية "القاعدة "فى استغلال المرأة لنشر "أيديولوجيته الفكرية" المتطرفة بين العناصر النسائية الأخرى، إضافة إلى استخدامهن فى الترويج الدعائى لأفكاره الخاصة بفكرة "الخلافة"، فمنذ أواخر عام 2017 أعلن تنظيم "داعش" فى إحدى إصداراته أن "الجهاد ضد الأعداء" واجب على المرأة، كما قام بإنتاج صور دعائية لنساء يقاتلن فى معاركه، وكان لهذه الإصدارات أثر فى الدور الذى باتت تلعبه النساء داخل التنظيم، إذ وصلت نسبة الفتاوى التى تروج للعنصر النسائى فى التنظيم منذ عام 2018 إلى ما يقارب من 60% وكانت توجب مشاركة المرأة فى نصرة دولة "الخلافة".
وذكر التقرير أن عودة التنظيم للاعتماد على المرأة فى التجنيد يرجع إلى عدة أسباب، أهما قدرتها على الحركة دون قيود أمنية تعوق قيامها بعمليات إرهابية، خصوصًا وأن اعتماد التنظيمات الإرهابية على النساء فى العمليات الإرهابية لم يكن معروفًا منذ زمن بعيد، هذا بالإضافة إلى أنها قادرة على نشر الأيديولوجيا المتطرفة بشكل أكبر، كما أن اعتماد التنظيم على المرأة يعنى إعادة مفهوم "الإرهاب العائلى"، وبالتالى توسع التنظيم فى تجنيد مزيد من الأشخاص، ففى أكتوبر الماضى ذكرت صحيفة "الإندبندنت" أن هناك امرأة تحمل طفلًا قامت بتفجير نفسها على أحد الحواجز الأمنية بالموصل، وفى أكتوبر 2018 قامت امرأة مؤيدة لتنظيم داعش بتفجير نفسها بقنبلة فى العاصمة التونسية تونس فى شارع الحبيب بورقيبة، مما أدى إلى إصابة حوالى 15 شخصًا.
وأضاف المرصد، أن التنظيم يسعى حاليًّا إلى تدريب النساء للتعامل مع المتفجرات، وتحضيرهن للسفر إلى أوروبا، كما أن دور النساء فى تجنيد المتطرفين لا يعتمد فقط على نشر الأفكار، بل أيضًا توظيف قدرة النساء على الجذب للتأثير على الشباب وحثهم على الانضمام للتنظيم.
وأكد التقرير على أن النساء فى تنظيم "داعش" من المرجح أن يلعبن دورًا قويًّا فى الحفاظ على إرث التنظيم وأفكاره، خاصة أن العنصر النسائى يشكل ما يقرب من 25% من مقاتلى التنظيم فى الفترة من 2013 وحتى 2018.