تقرير يكتبه: عميد مهندس محمد الكيلانى
يعد السبب الأول فى نمو وترابط وقوة تنظيم جماعة الإخوان الإرهابية على مر العصور بدء من تكوينها عام 1928 وحتى الآن هو قيام الجماعة بتوفير الأسرة البديلة للعناصر التى يتم إستقطابها .
حيث تعمل الجماعة على سحب البساط فى تربية النشء من الأسر الأصلية لتحل محلها بأسر بديلة مهمتها تربية نشء منتمى لجماعة الإخوان منفصل عن الدولة يؤمن بفكر الأممية، مستغلة ضعف رقابة الأسرة والضغوط الإجتماعية والإقتصادية التى تمر بها معظم البيوت المصرية , فدور الأسرة تجاه النشئ هو الإحتواء والتوجيه والكفالة والثواب والعقاب, وهذا ما يتم توفيره من الجماعة للنشئ الإخوانى, فهى توفر من يحتويهم ويعلمهم ويتكفل بهم ويكافئهم ويعاقب المخطئ , ومن هنا تنتج الأسر البديلة.
فالجماعة تستقطب عناصرها الجدد تعتمد على إستراتيجيتين إعتمادا على طبيعة المرحلة العمرية التى يمر بها الإنسان، وهما :
- فترة المدرسة
- فترة التعليم الجامعى
مراحل صناعة براعم الشيطان
حيث يتم تنفيذ المخطط على مراحل وهى مرحلة الإختيار فالإختبار فالتجهيز ثم التنفيذ.
وفيما يلى سنتناول كل مرحلة على حدة .
أولا: مرحلة الإختيار
يتم إختيار أشبال وبراعم الإخوان بواسطة المعلمين بالمدارس بمختلف مراحلها, حيث يعد المدرس أخطر عنصر من عناصر التنظيم والمسؤل عن إتساع وتمدد قواعد الإخوان فى كافة الدول العربية, فهو يقوم بالآتى:
- إختيار العناصر المراد إستقطابها
- بث أفكار الجماعة وتلقينها للنشئ
- المتابع الأول لسلوك العناصر الجدد
وبعد أن يتم إختيار البراعم التى سيتم العمل عليها يقوم المعلم بالتقرب منهم وتشجيعهم والعمل على إعطائهم الثقة بأنفسهم والمكوث أكبر وقت معه حتى بعد إنقضاء اليوم الدراسى من خلال:
- إعطائهم دروس خصوصية مجانية
- دعوتهم للصلاة معه فى مساجد معينة وحفظ القرآن
- مشاركتهم فى الهوايات كلعب الكرة
- مصاحبتهم فى نزهات
- المكوث معهم كثيرًا على مواقع التواصل الإجتماعى
ومن خلال هذه المرحلة من التلقين والمتابعة يقوم المعلم بإختيار العنصر المحتمل بنسبة كبيرة نجاح إنضمامه لجماعة الإخوان , فيقوم المعلم بالتركيز عليه وبث فكرة أنه أفضل شخص فى المجموعة وأنه الوحيد محل ثقته ويبدأ فى إيهامه بأنه الصديق الوحيد له من المجموعة ويفضى إليه ببعض الأسرار المدروسة ومراقبة رد فعل هذا التلميذ ليبدأ بعد ذلك المرحلة الثانية وهى مرحلة الإختبار .
ثانيا: مرحلة الإختبار
وهى المرحلة التى يتم التأكد فيها من ولاء هذا التلميذ لمعلمه أكثر من والديه , حيث يتم قياس مستوى الولاء والطاعة عن طريق تكليف العنصر الجديد بالذهاب لمكان معين والتنبيه عليه بعدم إخطار أى شخص بوجهته , ثم بعد ذلك يتم إرسال شخص آخر من عناصر الجماعة للسؤال عن العنصر الجديد , فإذا كانت النتيجة سلبية بأنه لا أحد فى الأسرة يعرف مكان تواجد إبنها يكون المعلم قد نجح بالفعل فى إستقطاب شخص جديد للجماعة, وإذا كان العكس فعلى الفور يتم إستبعاد هذا العنصر من الإختيار.
ثالثا: مرحلة الإعداد للأسرة البديلة
بعد تجاوز التلميذ الإختبار ونجاح المعلم فىا استقطاب عنصر جديد تبدأ على الفور مرحلة الإعداد الجيد للعنصر ليصبح من براعم جماعة الإخوان وتوفير الأسرة البديلة من خلال :
- توفير الأب البديل وغالبا ما يكون نفس المعلم .
2.الإحتواء النفسى والتعليم.
محاولة خلق طالب متفوق من خلال تكثيف الدروس الخصوصية ومساعدته فى الإمتحانات لوضعه فى مرتبة المتفوقين ليصبح قدوة لزملائه بالمدرسة وبث الثقة بالنفس, وتعليمه الخطابة .
3.التربية الإخوانية ورسائل الجماعة.
يتم تلقين العنصر ليصبح شخص يشعر بأنه أفضل من باقى البشر لأنه إخوانى, وأن الله إصطفاهم لحفظ الدين ونهضة الأمة من خلال جماعة الإخوان التى يجب أن تقود العالم إنطلاقا من مبدأ الأستاذية .
4.الترفيه
يتم عمل برنامج ترفيهى للنش كل على حسب مرحلته السنية , إما برحلات قصيرة أو طويلة أو معسكرات صيفية أو تنظيم دورات فى كرة القدم أو برامج مسابقات أو مصايف مثل معسكر أندلسية بمرسى مطروح والعجمى ............ إلخ .
ومن هنا تكون جماعة الإخوان قد نجحت فى توفير الأسرة البديلة بكل عناصرها ومقوماتها .
رابعا: مرحلة التجهيز للنشئ الجديد
وهذا يتم من خلال :
- الإعداد البدنى من خلال ممارسة الرياضة صباحا بعد صلاة الفجر.
- تحفيظ النشئ صور القرآن الكريم التى تحث على العنف ضد غير المسلمين.
- تلقينهم فكر الحاكمية .
- تلقينهم فكر السمع والطاعة والبيعة
- تعليمهم كيفية الحفاظ على الأسرار ونقل التكليفات.
- تحفيظهم نشيد لبيك إسلام البطولة.
وبعد ذلك تكون جماعة الإخوان قد أعدت وجهزت نشئ إخوانى وبراعم شيطانية ووفرت لهم أسر بديلة حتى ولو كانت أسرهم الحقيقية لا تعتنق الفكر الإخوانى , ولكن بآليات الجماعة نكون قد وصلنا لأطفال تعتنق الفكر الأممى ومعدة إعداد جيد للإنخراط والإنضمام فى أطر جماعة إرهابية على مستوى العالم .
كل ما سبق بمثابة ناقوس خطر للآباء والأمهات لضرورة حماية أبنائهم من خطر السقوط فى مستنقع الحقد والكراهية, من خطر الإنضمام لعالم الشياطين, عالم لا يعرف الرحمة يستغل الأطفال فى حروبهم السياسية بل ويجعلهم فى الصفوف الأولى فى المعركة بكل خسة ونذالة , وقد رأينا هذا جليا فى فاعليات جماعة الإخوان الإرهابية أثناء إعتصام رابعة العدوية , رأينا أطفالهم يحملون الأكفان مرتدين أوشحة مدون عليها (مشروع شهيد) يقودها مسؤلو ملاجئ أيتام إخوانية وآباء وأمهات من أسر إخوانية شيطانية .
وما سبق جعل أجهزة الأمن والعيون الساهرة المصرية تضع كافة دور رعاية الأطفال والأيتام تحت المجهر و الإشراف المباشر للدولة وإعادة تأهيل الأيتام وضخهم مرة أخرى فى المجتمع كأعضاء صالحين لا إرهابين, وخير دليل على ذلك مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى مكافحة ظاهرة أطفال الشوارع والمشريدين ووضعهم دور الرعاية الحكومية لرعايتهم إجتماعيًا لتكون الدولة المصرية هى الأسرة البديلة لكل من فقد أهله.