سارة سعد تكتب: عابرو سبيل

سارة سعد تكتب: عابرو سبيلسارة سعد تكتب: عابرو سبيل

*سلايد رئيسى21-2-2019 | 14:39

  تيقن أن الدنيا تقصم ظهر كل شخص على شاكلته.. إن مال ظهره لها وانحنى، ولا تميل إلا لمن ترفّع، ونأى، واعلم أن العين الغاضّة طرفها عن نِعَم الناس، التي فقدتها.. مُمتلئة وراضية. وأن القلب المُشبّع بحب الله، في سَكَن. صَنع بينه وبين قسوة الدنيا حجاباً، لا يطوله منه إلا إحسانها.

تيقن أن الله لا يعطي أصعب المعارك إلا لأقوى جنوده..

وأعلم أن الحياة، لا تَهب.. بل تُقايض

لا تُعطي شيئاً بلا مقابل، لا بد من تضحية، جهد، وفوق كل ذلك شُكْر.

وأن خلال سيرك في الحياة ستتخلّى عن حلمٍ، وستفقد شخصاً، ربما اثنين أو أكثر. قلبك لن يسلَم مهما آويته في رُكن بعيد، وروحك وإن ضُمِّدت، ستُندَب.

واعلم أن الأوقات أبداً لا تتحيّن، لا يوجد بالأصل أوقات مناسبة.. غير " الآن". وأن ما فات بالأمس على الأغلب لن يعود غدًا.

لا أحد يستحق العائدين بعد خيبة، بل الباقين دائماً بالجوار رغم كل خيبة.

وأن لكل نصٍ، دائماً هناك رواية أخرى، وسيميل قلبك لأخرى وإن كانت بلا سَنَد.

لا يوجد حب مثالي، ولا أبطال روايات خارقون.. لأن الأبطال على مسرح الدنيا هم أنا وأنت، ونحنُ لا نعرف شيئاً عن المثالية.

واعلم أن كرب العالم كله قد يذوب في عناق.

وأنّا كائنات على تعقيدها، تحوي بين ضلوعها أرواحًا، تجتذب كل جميل لتألفه، وأن جُرحك المُلتئم، وضماد روحك وقلبك سيوخز أحياناً، ويذكِّرك دوماً.. وأنّا جميلين بآثار ندوبنا التي صنعت منا ما نحن عليه، هى جزء دقيق من ملامحنا.

أن المَسير يهون.. برفقة، وأن اليد الممدودة وحدها في الطريق، تؤلِم وتُثقل الخُطى. وأن التعاهُد على البوح المُطلَق مهما زاد القُرب، إثم، فإن بعض الحكايا نصيبها من البوح أن لا تُحكىٰ. أن الحب المُتصابي، والأشعار الحزينة، والقفزات المتهوّرة.. مراهقة لا بد من العبور بها، وإن طال الوقوف عليها.. حُطِّم جِسرها.

أما الحب، فهو دون ذلك يظهر، بعد انطفاء وهج الإعجاب، وبهرة البدايات. يدوم، بالتغافل وكُل الصدق.

والرحمة أعظم من الحب.. والسَكَينة غايتهما معاً.

النجاة، كل النجاة في سلامة قلبك من الدنيا، وتعلُّقه بمن خلقه وخُلِق له، وأن قدْر الحياة لا يسعها إلا أن تكون محطة عبور، لانت أو عُسِّرت.، وأن السَكَينة سعادة كل الدنيا، ونعيم الجنة فوز الأولى والآخرة.

فلا تأسَ على ما فاتك ولا تفرح بما آتاك..

كلنا عابرو سبيل، تلاقينا اليوم على عَجَلة، وغداً نجتمع في زمن الخلود.

أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2