رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة بجامعة الدول العربية: العلاقات العربية الإفريقية أقوى من الإغراءات الإسرائيلية

رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة بجامعة الدول العربية: العلاقات العربية الإفريقية أقوى من الإغراءات الإسرائيليةرئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة بجامعة الدول العربية: العلاقات العربية الإفريقية أقوى من الإغراءات الإسرائيلية

*سلايد رئيسى28-2-2019 | 22:04

  • وضع العرب خطة للتحرك ومواجهة المخططات الإسرائيلية في القارة الإفريقية.
  • جهود الدول العربية نجحت في إلغاء قمة إسرائيلية إفريقية في جمهورية توجو.
  • إسرائيل تحاول تفكيك الكتلة التصويتية لإفريقيا القوية المناصرة للقضايا العربية.
  • إسرائيل تمارس أبشع صنوف التمييز العنصري الذي عانت منه إفريقيا.
  • هناك اعتراف من كل الدول الإفريقية بالدولة الفلسطينية، وحق الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال بإنهاء الاحتلال.
  • مصر برئاستها للاتحاد الإفريقي ستعزز وستعيد التألق للشراكة العربية الإفريقية التاريخية.
  • نستعد لانعقاد القمة العربية الإفريقية في رحاب المملكة العربية السعودية هذا العام.

حاورته : نادية صبره

في سبتمبر 2017، شكلت الجامعة العربية لجنة وزارية عربية مفتوحة العضوية لمواجهة المخططات الإسرائيلية في القارة الإفريقية برئاسة المملكة العربية السعودية، ومشاركة فلسطين والأمانة العامة لجامعة الدول العربية.

ويكشف هذا الحوار المهم الذى أدلى به لـ "دار المعارف" الأمين العام المساعد رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة لجامعة الدول العربية السفير الدكتور سعيد أبو على، سبل مواجهة التمدد الإسرائيلي في القارة الإفريقية، ومستجدات وتطورات العلاقات الإسرائيلية الإفريقية بما في ذلك استئناف العلاقات الإسرائيلية التشادية، كما يكشف لنا العديد من التفاصيل الأخرى عن تشكيل هذه اللجنة وعملها، وإلى نص الحوار:

  • كيف جاءت فكرة تكوين لجنة لمواجهة إسرائيل في إفريقيا؟

- لاحظت الجامعة العربية ازديادًا كبيرًا في حجم النشاط الإسرائيلي في إفريقيا وتكثيف في المحاولات الإسرائيلية لإحداث اختراق في القارة الإفريقية ينعكس سلبًا على العلاقات العربية الإفريقية التاريخية، وبما يتركه ذلك من أثر على الأمن القومي العربي من جهة، وعلى القضية المركزية للأمة العربية، وهي القضية الفلسطينية وانطلاقاً من هذا التقييم وما بدأ يلحظه الجميع من مؤشرات في العلاقات الدولية في الأمم المتحدة، وحرصاً من الدول العربية على التصدي لهذه المخططات الإسرائيلية وإصرارًا من العرب على المحافظة على علاقتهم الأخوية مع دول القارة الإفريقية تم إصدار قرار من مجلس جامعة الدول العربية بتشكيل لجنة وزارية مختصة ومكلفة بمتابعة هذا الموضوع، وتشكلت هذه اللجنة الوزارية في دورة مجلس الجامعة ألـ 148 في سبتمبر 2017 بعضوية تونس وفلسطين والسودان وليبيا ولبنان والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وبرئاسة السعودية وباشرت هذه اللجنة عملها بإعداد خطة للتحرك ومواجهة المخططات الإسرائيلية، هذه الخطة التي تم اعتمادها أيضًا في مجلس الجامعة الموالي لتصبح خطة التحرك والعمل من خلال كافة الدول العربية فيما واصلت اللجنة الوزارية اجتماعاتها على مستوى السادة المندوبين أو على المستوى الوزاري على هامش اجتماعات مجلس الجامعة.

  • هل اللجنة مقتصرة على هذه الدول فقط أم من الممكن انضمام دول أخرى لها؟

- اللجنة مفتوحة العضوية من حق كل الدول الأعضاء الانضمام أوالمشاركة.

  • كم اجتماعًا عقدته اللجنة حتى الآن؟

- أربعة اجتماعات منها اجتماع على المستوى الوزاري عقد على هامش انعقاد دورة مجلس الجامعة العربية، ومن المنتظر انعقاد اجتماع آخر للجنة على المستوى الوزاري في الشهر القادم.

كما عقد اجتماع تنسيقي مؤخرًا على مستوى المندوبين مع البرلمان العربي لتنسيق العمل المشترك.

  • ماذا تقصد بالتنسيق مع البرلمان العربي ما هو دوره بالضبط.. هلسيخاطبالبرلماناتالإفريقيةمثلاً؟

- البرلمان العربي هيئة دبلوماسية شعبية مؤسساتية، ونحن نعمل مع المؤسسات البرلمانية نظراً لأن الهدف العربي ينطلق من باب الحرص على العلاقات العربية الإفريقية وتنميتها وتجنيبها الاختراقات الإسرائيلية التي تضر بالأمن والمصالح المشتركة للعرب والأفارقة وتعزيز العمل العربي الإفريقي المشترك المعبر عن القيم التي تجمع ما بين العرب والأفارقة في تاريخهم المشترك ومصالحهم المشتركة وتعزيز الاستقلال ومحاربة الفصل العنصري والتمييز، الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني اليوم جراء السياسات وممارسات الاحتلال الإسرائيلي على غرار ما عاشته إفريقيا سابقًا وخاصة جنوب إفريقيا والأفارقة يدركون أبعاد التمييز والفصل العنصري ويشعرون بمآسيه وبالتالي يتفهمون بإيمان عميق النضال المشترك ضد التمييز العنصري.

  • هل استطاعت اللجنة معرفة حجم علاقة إسرائيل بالدول الإفريقية أو حجم الوجود الإسرائيلي في إفريقيا وصل إلى أي مدى؟

- لا يمكن بأي حال مقارنة حجم العلاقات والمصالح والقيم المشتركة التي تجمع بين العرب والأفارقة بمحاولات الاختراق الإسرائيلي في بعض الدول الإفريقية ويدرك العرب وأغلبية الأفارقة أهمية مواجهة هذه الاختراقات المخططات الإسرائيلية.

  •  هل تعتبر ذلك تهوينا للوجود الإسرائيلي في إفريقيا؟ 

- لا أهون منه، فهو ينذر بمخاطر لأنه يمثل خروجًا عن السياق الطبيعي التراكمي لهذا التاريخ المشترك بين العرب والأفارقة، والذي ينظر إليه العرب بأهمية، لأهمية العلاقات العربية الإفريقية، ومن منطلق الحرص على تجنيب هذه العلاقات الأخوية أي مضاعفات تحرف أو تؤثر على هذا المسار، فنحن كعرب وأفارقة تربطنا الكثير من الروابط التاريخية العميقة الضاربة جذورها عمقاً في كل مستويات وأبعاد العلاقات العربية الإفريقية الثقافية والحضارية.

  • ما أكثر الدول الإفريقية علاقة بإسرائيل ؟

- هي الدول التي تتمتع بعلاقات دبلوماسية مع إسرائيل مثل توجو، وقد كانت هناك محاولات لعقد قمة إسرائيلية إفريقية في جمهورية ( توجو) ومن هناك بدأ المسار إلا أن التحرك الفلسطيني والعربي الجماعي المتكامل والمتناسق نجح في إلغاء هذه القمة وكان هذا بمثابة جرس الإنذار لمحاولات الاختراق الإسرائيلي لإفريقيا.

  • ما أكثر الدول الإفريقية تأييدًا للقضية الفلسطينية، وهل يأثر هذا التأييد بعد محاولة إسرائيل التواجد في إفريقيا؟

- كان هدف إسرائيل المباشر من جملة الأهداف التي تسعى إليها في القارة الإفريقية العمل على تفكيك الكتلة التصويتية لإفريقيا لصالح القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية ورغم كل الجهود والإغراءات الإسرائيلية والمؤيدة بالموقف الأمريكي فإن تلك المحاولات وإن حققت نجاحا محدودا للغاية في بعض المواقف لبعض الدول الإفريقية إلا أن الموقف الإفريقي شبه الجماعي ما زال ملتزماً وقوياً في تدعيم الحق والقضايا العادلة للعرب والمطابقة للقانون والشرعية الدولية، وفي مقدمتها حقوق الشعب الفلسطيني العادلة والتي تلقى انسجامًا مع مواقف الأغلبية الكاسحة لدول العالم، وهذا ما تعبر عنه الدول الإفريقية باصطفافها مع الأغلبية من خلال التصويت في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ثم من خلال اللقاءات الجماعية العربية الإفريقية، ومن خلال القمم الإفريقية، ومن خلال العلاقات الوثيقة بين الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية ثم على صعيد العلاقات الثنائية بين الدول العربية والإفريقية، وبين دولة فلسطين والدول الإفريقية.

  • ما الآلية التي وضعتها اللجنة لمواجهة إسرائيل في إفريقيا، وهل تتوقع النجاح للجنة في مواجهة النفوذ الإسرائيلي؟

- الآلية قوامها وإطارها خطة التحرك المعتمدة من قبل المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية، وتضمنت هذه الخطة إلى جانب تأكيد الروابط والمصالح والأهداف والرؤى المشتركة التي تجمع بين العرب والأفارقة، والتأكيد على الاستمرار في تعزيزها وتعميقها على كافة المستويات والمجالات السياسية والاقتصادية فقد تضمنت الخطة أيضًا آليات للتحرك والتعامل مع المستجدات، مع تنامي التواجد الإسرائيلي في القارة الإفريقية، بما يغطي أو يشمل توجيه الرسائل والمبعوثين والقيام بالزيارات الرسمية، والتأكيد على كل ما من شأنه أن يحدث تأثيرا إيجابيا مباشرا في تعزيز العلاقات الثنائية، وفي تعزيز قوة الشراكة العربية الإفريقية في المجال الاقتصادي، وفي إعادة هيكلة العلاقات العربية الإفريقية وتفعيل مؤسسات التعاون المشترك وتشجيع المؤسسات المالية العربية للاستثمار في إفريقيا وفق الأولويات الإفريقية.

  • ما الإغراءات التي تقدمها إسرائيل للدول الإفريقية في مقابل اختراقها لهذه الدول؟

- إسرائيل في هذا المجال تحاول النفاذ من خلال استغلال بعض احتياجات إفريقية كجانب تحفيزي في الموضوع ويتمحور حول التقنيات الزراعية والتقنيات الأمنية والصحية والتدريب في جميع المجلات ( الأمن ـ الصحة ـ التدريب) وهذه محاولات لأهداف في إطار اقتصادي ينسجم مع احتياجات إفريقية أهدافه ورؤيته أبعد من ذلك وهي أهداف ذات صلة لتغيير نمط التصويت في الأمم المتحدة والتأثير على المواقف السياسية الإفريقية، وكذلك لتعريض الأمن القومي العربي للخطر وتقديم إسرائيل كواحدة من الدول الطبيعية في المنطقة رغم ما تقوم به وتنفذه من حرب مفتوحة على الشعب الفلسطيني بتعميق احتلالها للأراضي الفلسطينية وتهويدها وتسريع الاستيطان وممارسات التنكر لكل حقوق الشعب الفلسطيني، والتنكر أيضًا لقواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية بل لإرادة المجتمع الدولي في أن تحقق عملية السلام جوهر أهدافها بإنهاء الاحتلال وتمكين الدولة الفلسطينية من السيادة والاستقلال.

دولة الاحتلال الإسرائيلي التي تمارس أبشع صنوف التمييز العنصري والتطهير العرقي، الأمر الذي عانت منه إفريقيا طويلاً، تعرّف نفسها اليوم وتمديد (الصداقة) لإفريقيا وهي اليد الغارقة بدماء الشعب الفلسطيني والمجسدة لأبشع صور التمييز العنصري الذي انتصرت عليه إفريقيا وناضلت ضده.

  • ماعلاقة السلطة الفلسطينية بالاتحاد الإفريقي، وهل هناك اعتراف رسمي من الاتحاد الإفريقي بالدولة الفلسطينية؟

- نعم هناك اعتراف من كل الدول الإفريقية، فكلها اعترفت بالدولة الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال وكلها داعمة لدولة فلسطين المستقلة وحق هذه الدولة في اكتساب العضوية الكاملة في الأمم المتحدة وسائر المنظمات والمواثيق الدولية، فالدول والشعوب الإفريقية من الداعمين الأساسيين المميزين لكفاح الشعب الفلسطيني في استرداد حقوقه، وفلسطين عضو مراقب في الاتحاد الإفريقي، مع أن فلسطين ليست من إفريقيا لكنها تشارك في القمم الإفريقية حيث يلقي الرئيس الفلسطيني باستمرار خطاباً أمام القمة الإفريقية حتى آخر قمة التي عقدت هذا الشهر، وهناك الكثير من الروابط الثنائية ومجالات التعاون بين إفريقيا وفلسطين مثل النضال المشترك ضد الاستعمار والتمييز والحرية والاستقلال.

  • ما أهمية رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي؟  ولأي مدى يمكن لهذه الرئاسة أن تخدم القضايا العربية والقضية الفلسطينية؟

- أولاً: نتقدم بالتهنئة لمصر ولفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي بهذه المهمة على رأس الاتحاد الإفريقي، وهي المهمة التي نثق تماماً بأنها ستضيف للاتحاد الإفريقي وإلى العلاقات العربية الإفريقية إضافات نوعية في تعزيز الروابط وتعميقها بما يخدم المصالح المشتركة والرؤى والأهداف التي تجمع بين  العرب وإفريقيا.

مصر بثقلها العربي وبرئاستها للاتحاد الإفريقي ستعبر تعبيراً قوياً عن حالة الشراكة وعن المواقف المشتركة التي تعكس التاريخ المشترك للعرب والأفارقة خاصة أن العرب والأفارقة يفخرون بمصر ورئاستها للاتحاد الإفريقي، وبقدرة الرئيس السيسي على أن يقدم الصورة القوية والصوت المرتفع للعرب والأفارقة في هذا العالم، عالمنا اليوم، عن تجربة مصر العريقة وإمكاناتها وقدرتها كشقيقة كبرى للجميع، عرب وأفارقة، بإعادة القوة والتألق للشراكة العربية الإفريقية ومعناها ودورها.

وهذا ما سينعكس إيجابيا على قضايا العرب والقضايا الأفريقية لخير وصالح الجانبين خاصة ونحن نستعد هذا العام لعقد القمة العربية الإفريقية في رحاب المملكة العربية السعودية التي تولي بدورها اهتماماً خاصاً بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين بتنمية وتعزيز العلاقات العربية الإفريقية.

    أضف تعليق

    تسوق مع جوميا

    الاكثر قراءة

    إعلان آراك 2