سارة سعد تكتب: السمراوات حياة

سارة سعد تكتب: السمراوات حياةسارة سعد تكتب: السمراوات حياة

*سلايد رئيسى31-3-2019 | 13:42

السمار له بريقُ النحاس .. والنحاسُ ليسَ كالذهب، الذهب إذا أهملتَه لايغضب لونه، لكن النحاس سريع الغضب.. كثيرُ الدلال .. يطلب على الدوام أن تمسح على وجههِ وإلا تغيرَ لونه. النحاس مدلل.. والسمراوات أيضًا. السمراء امرأة لها صوت التفاح الطازج . هل سمعت صوت التفاحة حين تقضمها ؟ ذاك صوت السمراء ساعة الشوق. لاتضع السمراء بالمبردات أبدًا كالفاكهة البليدة.. السمراوات لا يصلحن للانتظار.. فالسمراء لاتسكن إلا فوق الشجر أو بين شفتيك. السمارُ غواية الغجر ووشم القدر .. السمراوات فخاخ القلوب التواقة والأرواح الشاردة . والسمراوات لاينضجن إلا برؤوس الجبال أو بين شقوق البراكين فلا يصل إليهن إلا كل مغامر ولا يسكن إلا بصدر عاشقٍ مجنون مستعد للموت من فرط الهوى والحماقة. عجيب هو ذاك السمار الشَّهي المُشتَـهَى.. الفوار النابض الحارق.. المرتفع الهابط الصاعد.. الفاتك الآكل . ما أحسب الجنة إلا سمراء .. وما كانت الخمر إلا سمراء غمزت بعينيها، وسال ريقها فصارت خمرا .. وما كانت النار إلا سمراء، عَشِقَت واشتاقت.. ثم غارت واشتعلت ذات غياب فصارت نارا .. السمراوات لايكبرن أبدًا ولا يبلغن المشيب . لايمكنك أن تحدد عمر امرأة سمراء .. متى مانضجت ثمارها، واستدار رمانها، اختلطت الأعمار. فلا تفرق بين بنت السادسة عشر والستين. السمراواتُ سرٌّ من أسرارِ الربّ، لا يبلُغه إلا ذو حظ عظيم. المجدُ للسمراواتِ فى الأعالي..
أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2