تقرير يكتبه: العميد محمد الكيلانى
[caption id="attachment_262717" align="alignnone" width="75"]
العميد محمد الكيلانى[/caption]
كتائب جماعة الشياطين أو اللجان الإلكترونية ويطلق عليها أيضًا ميليشيات جميعها تعمل على شبكة الإنترنت، من خلال حملات منظمة تستخدم عدة وسائل إلكترونية لنشر أفكار جماعة الشياطين الإرهابية وهدم بعض الأفكار والمعتقدات، بل واستقطاب عدد كبير من الشباب لإقناعهم بأفكار الإرهاب والتطرف, كما أنها تهاجم وتشوه كل من يعادى جماعة الشياطين وكذلك تزييف الحقائق وتعمل على نشر الشائعات، أيضًا وظيفتها الدفاع عن بعض الكيانات الإرهابية والعناصر الإخوانية ومهاجمة الدولة وتشويه كل إنجاز يتم تحقيقه على أرض الواقع.
لقد أصبحت تكنولوجيا الألفية الثالثة في خدمة أساطير ما قبل التاريخ, فلجان الإخوان الشيطانية تعتبرها معركتهم في حسم الفضاء الإلكتروني، كمحرك للشعوب وجرها للغضب والسخط على حكوماتهم ومؤسسات دولهم، كأهم وسائل وأدوات ما تسمى " القوة الناعمة" التى كانت قد اعتمدت عليها الولايات المتحدة الأمريكية في تنفيذ استراتيجيتها الجديدة في الشرق الأوسط ولا تزال تستخدمها كبديل عن التدخل العسكرى المباشر.
الإرهابى
يعد الإرهابى الشيطان خيرت الشاطر أول قيادات جماعة الشياطين الذين عملوا على إيجاد كيان إلكتروني يتحدث بلسان الجماعة حيث يرجع تاريخ الكتائب الإلكترونية إلى عام 1990 لامتلاكه شركة « سلسبيل» وهى شركة تعمل فى مجال الإلكترونيات، فالشاطر استغل مهارته فى الكمبيوتر من أجل إعداد خطة للوصول للحكم من حينها، وقد تم تحرير قضية كبرى عرفتها مصر عام 1992 وسميت بنفس اسم الشركة «السلسبيل» التى أسسها الإرهابيون محمد خيرت الشاطر و حسن مالك للعمل فى مجال الحاسبات ونظم المعلومات وقد داهمتها قوات الأمن واستولت على كافة الأجهزة والأقراص بها، وقد نسبت إليها أجهزة الأمن إعداد خطة جماعة الإخوان المسلمين التى عرفت وقتها بخطة « التمكين» للوصول للحكم وخدمة أغراض الجماعة سيطرتها على قطاعات عديدة مهمة فى الدولة المصرية، لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تعداه إلى محاولات الشاطر المستمرة لتطوير هذه الشبكة من المواقع الإلكترونية لتكون نوعًا جديدًا من أسلحة الجماعة ولكنها غير واضحة المعالم.
فالإرهابى المعتقل خيرت الشاطر صاحب النظرية التي تقول " لا داعي أن تدخل الجماعة في مواجهة صريحة مع معارضيها، بل أطلق الشائعات عليهم واتركها تأكلهم" طبق نظريته على أرض الواقع في جميع المعارك التي مرت بها الجماعة مستغلاً الفضاء الإلكتروني وشباب الإخوان المدرب على استخدامه .
بعد 25 يناير
فكتائب الشياطين الإلكترونية، نشطت بشكل واضح وكبير بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011، حيث سمحت الجماعة لـ " كتائبها الإلكترونية" أن تتحرك في مساحات واسعة، محاولةً كسب جميع الأزمات التي يمر بها الإخوان عبر التأثير على الرأيين العامين الداخلي والدولي سواء بسواء ، معتمدة بشكل صريح على طبيعة وتركيبة الشخصية المصرية، التي تهول أية شائعة صغيرة و تضخمها إلى أن تصل لكارثة، ربما تؤدي لإيقاف الحياة في البلاد، على الرغم من عدم وجود جذور لها على أرض الواقع.
القرصنة
الكتائب لا يقتصر دورها على نشر الأخبار المغلوطة أو الموجهة فقط لكنها أيضًا تمتلك قراصنة تعتمد اختراق صفحات مشاهير يعادونها لابتزازهم من أجل نشر ما يؤيدهم، وتعتمد أيضًا فى نسب صفحات بأسمائهم لنشر ما يرغبون فيه بالزيف والتزوير تحت شعار « الغاية تبيح الوسيلة».
المواقع التى أنشأتها لجان الشياطين تقوم بنشر أخبار بغرض الاغتيال المعنوى و الإحباط او المبالغة وتحطيم مسئولين، فالخطاب الإعلامى لهذه الكتائب يركز على الجيش والشرطة والقضاء والأوضاع الاقتصادية وحقوق الإنسان، تلك هى المواضيع التى تتخصص فيها الكتائب، والمواطن المصرى يتطلع على معظم معلوماته الآن من وسائل التواصل الاجتماعى.
ومعظم تلك الكتائب تكون من خارج الدولة المصرية بالإضافة إلى أن تلك الكتائب تعلم الأخبار التى يقومون بنشرها عن طريق أجهزة المخابرات القطرية والتركية أو عن طريق خبر تم نشره فى الجرائد المصرية ويقومون بتضخيمه، وقمة نجاح تلك الكتائب عند نشر أخبار فى وقت معين تكون فيه الدولة غير مستقرة لأى سبب فيحدث فوضى ويصدق المجتمع تلك الشائعات.
آليات التصدى
وللتصدى لتلك الكتائب يجب بناء إعلام وطنى قوى مؤهل للرد على الشائعات أولًا بأول، وقول الحقائق لتكذيب تلك الأخبار، وذلك لاستعادة مصداقية الإعلام، إلى جانب أنه يجب على الإعلام كشف المواقع الإلكترونية لتلك الكتائب لكى يتم معرفتها وتجنب معرفة الأخبار من عليها أو تصديق أى خبر يتم نشره من اتجاهها، وتوعية المجتمع بما تقوم به تلك الكتائب.