رسالة وداع بوتفليقة الأخيرة.. العفو والسماح

رسالة وداع بوتفليقة الأخيرة.. العفو والسماحرسالة وداع بوتفليقة الأخيرة.. العفو والسماح

*سلايد رئيسى3-4-2019 | 18:24

وكالات

طلب الرئيس الجزائري المستقيل عبد العزيز بوتفليقة من الجزائريين، خلال رسالة وداع، "المسامحة والمعذرة والصفح عن كل تقصير ارتكبته بكلمة أو فعل".

وقال بوتفليقة "أطلب منكم أن تظلوا موفين الاحتفاء والتبجيل لمن قضوا نحبهم من شهداء حرب التحرير".

وأضاف: " أطلب منكم أن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا".

الرسالة كاملة من ھنا : "بسم الله الرحمن الرحیم والصلاة و السلام على أشرف الـمرسلین وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين أخواتي وإخواني الأعزاء.. وأنا أغادر سدة الـمسئولیة وجب علىّ ألا أن هي مساري الرئاسي من دون أن أوافیكم بكتابي الأخیر ھذا وغايتي منه ألا أبرح الـمشهد السیاسي الوطني على ثناء بیننا يحرمني من التماس الصفح ممن قصرت في حقهم من أبناء وطني وبناته من حیث لا أدري رغم بالغ حرصي على أن أكون خادما لكل الجزائريین والجزائريات بلا تمییز أو استثناء.

الآن وقد أنهيت عهدتي الرابعة أغادر سدة الـمسئولیة وأنا أستحضر ما تعاونا علیه بإخلاص وتفان فأضفنا لبنات إلى صرح وطننا وحققنا ما جعلنا نبلغ بعض ما كنا نتوق إلیه من عزة وكرامة بفضل كل من ساعدني من بناته وأبنائه البررة.

عما قريب سیكون للجزائر رئیس جديد أرجو أن يعینه الله على مواصلة تحقیق آمال وطموحات بناتها وأبنائها اعتمادا على صدق إخلاصهم وأكید عزمهم على الـمشاركة الجادة الحسیة الـملـموسة من الآن فصاعدا في مواصلة بناء بلادھم بالتشمیر عن سواعدھم و بسداد أفكارھم ويقظتهم الـمواطنیة.

أجل، رغم الظروف الـمحتقنة، منذ 22 فبراير الـماضي، أحمد الله على أني ما زال كلي أمل أن الـمسیرة الوطنیة لن تتوقف وسیأتي من سیواصل قیادتها نحو آفاق التقدم والازدھار مـولِیّا، وھذا رجائي، رعاية خاصة لتمكین فئتي الشباب والنساء من الوصول إلى الوظائف السیاسیة والبرلـمانیة والإدارية، ذلك أن ثقتي كبیرة في قدرتهما على الـمساھمة في مغالبة ما يواجه الوطن من تحديات وفي بناء مستقبله.

أخواتي وإخواني في القرن الحادي و العشرين وهي في حال أفضل من الذي كانت علیه من ذي قبل، ومن حقي التنويه بما تحقق إن كوني أصبحت الیوم واحـــدا من عــــامة الـمــــواطنین لا يمنعني من حق الافتخار بإسھامي في دخول الجزائر للشعب الجزائري الذي شرفني برئاسته، مدة عشرين سنة، من تقدم مشهود في جمیع الـمجالات.

لـما كان لكل أجل كتاب، أخاطبكم مودعا ولیس من السهل عليّ التعبیر عن حقیقة مشاعري نحوكم و صدق إحساسي تجاھكم ذلك أن في جوانحي مشاعر وأحاسیس لا أستطیع الإفصاح عنها و كلـــماتي قــــاصرة عن مـــكافـــــأة ما لقیته من الغالبیة العظمى منكم من أياد بیضاء ومن دلائل الـمحبة والتكريم.

لقد تطوعت لرئاسة بلادنا استكمالا لتلك المهام التي أعانني الله على الاضطلاع بها منذ أن انخرطت جنديا في جیش التحرير الوطني الـمجید إلى الـمرحلة الأولى ما بعد الاستقلال وفاء لعهد شهدائنا الأبرار وسلخت مما كتب لي الله أن أعیشه إلى حد الآن عشرين سنة في خدمتكم و الله يعلم أنني كنت صادقا ومخلصا، مرت أيام وسنوات كانت تارة عجافا و تارة سنوات رغد.. سنوات مضت و خلفت ما خلفت مما أرضاكم و مما لـم يرضكم من أعمالي غیر الـمعصومة من الخطأ والزلل.

ولـما كان دوام الحال من الـمحال، وھذه هي سنة الحیاة، و لن تجد لسنة الله تبديلا ولا لقضائه مردا وتحويلا، أغادر الساحة السیاسیة وأنا غیر حزين ولا خائف على مستقبل بلادنا بل أنا على ثقة بأنكم ستواصلون مع قیادتكم الجديدة مسیرة الإصلاح والبذل والعطاء على الوجه الذي يجلب لبلادنا الـمزيد من الرفاه و الأمن بفضل ما لـمسته لدى شبابنا قلب أمتنا النــــابض من توثب وإقدام و طموح وتفاؤل.

أخواتي وإخواني، كنتم خیر الإخـوة والأخـوات وخیر الأعوان وخیر الرفاق وقضیت معكم و بین ظھرانكم أخصب سنوات عطائي لبلادنا. ولن يعني لزوم بیتی بعد الیوم قطع وشائج الـمحبة والوصال بیننا ولن يعني رمي ذكرياتي معكم في مھب النسیان و قد كنتم وستبقموني تسكنون أبدا في سويداء قلبي.

أشكركم جمیعا على أغلى ما غنمت من رئاستي لبلادنا من مشاعر الفخر والاعتزاز التي أنعمتم بها عليّ وكانت حافزي على خدمتكم في حال عافیتي وحتى في حال اعتلالي.

أطلب منكم وأنا بشر غیر منزه عن الخطأ الـمسامحة والـمعذرة والصفح عن كل تقصیر ارتكبته في حقكم بكلـمة أوُ بفعل. وأطلب منكم أن تظلوا على الاحتفاء والتبجیل لـمن قضوا نحبهم ولـمن ينتظروني من صناع معجزة تحريرنا الوطــــنی وأن تعـــــتصموا بــــحبــــل الله جمیـــــعا ولا تفرقوا وأن تكونوا في مستوى مسؤولیة صون أمانة شهدائنا الأبرار.

"من الـمؤمنین رجال صدقوا ما عاھدوا الله علیه فمنھم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا". صدق الله العظیم

أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2