أحمد عاطف آدم يكتب: قصة حياة كيس النفايات*

أحمد عاطف آدم يكتب: قصة حياة كيس النفايات*أحمد عاطف آدم يكتب: قصة حياة كيس النفايات*

*سلايد رئيسى4-4-2019 | 14:24

منذ عرفت الدنيا مع أشقائي الثلاثة الأصفر والأخضر والبني وأنا سعيد ، أشعر أحيانا أن لوني مميز عنهم ههههههه ، وأسأل نفسي أحيانا لماذا لوني الأزرق مميز في نظري عن ألوانهم ؟! وتكون دائما إجابتي بأن لوني مجرد لون ، وربما هم الآخرين معجبين مثلي بألوانهم برغم أنا كلا منا يستخدم لحفظ ونقل النفايات ، أسمحولي أن أعتذر لكم لأنني لم أعرفكم بنفسي وولجت بسرعة إلي صلب الموضوع . أنا كيس النفايات المخصص لحفظ أو نقل معظم أنواع مخلفات الإنسان ، دائما تروني موجود مع زملائى داخل صناديق القمامة بألوانها المختلفة والمتراصة بالشوارع وفي الميادين لحفظ المخلفات، ثم يتم تفريغنا داخلنا بدقة وإحكام غلقنا جيدا . أعرف أنكم تنفرون قليلا بسبب رائحتي وآسف بشده علي ذلك ، فكل كيس له رحله يخوضها في مهمة رسمية .. الموضوع كبير يا أصدقائى ، ولكن الأهم أن تعرفوا بعض المعلومات التي ربما تساعدكم كثيرا علي فهم طبيعة وظيفتي داخل البيئة. سأحدثكم اليوم عن عملي الحالي بمصنع تدوير المنتجات الورقية والكرتونية الذي تم نقلي إليه ، حاملا بعض من تلك المخلفات تمهيدا لإعادة تدويرها ، سأضيف إليكم معلومة أخري هامة : وهي أن كل لون من ألواننا له فائدة تعريفية تميزه عن غيرة ، فأنا الأزرق بداخلي بقايا المنتجات الورقية ومنها الورق المقوى ، والأصفر به العبوات البلاستيكية وكل منتجات التعبئة والتغليف ، والأخضر فهو مخصص للمنتجات الزجاجية ، والبني يحمل بداخلة الفضلات العضوية القابلة للتحلل كبقايا الطعام ، أما الأحمر والأسود والرمادي فهي أكياس مخصصة لجميع أنواع المخلفات الأخري المتبقية بالبيئة ، هكذا تم تصنيفنا من قبل المسئولين بمصانع التدوير في المحيط الذي نحن فيه ، وبالطبع كل بلد حول العالم تختار الألوان التي تحلو لها لتصنيف عبوات مخلفاتها مثلنا . أما الآن أصدقائي تلاميذ المدارس : دعوني أستغل فرصة تواجدى بمصنع تدوير المنتجات الورقية والكرتونية لأطلعكم علي كل ما يحدث لمخلفاتي بعد تفريغها ، والمراحل التي يمر بها الورق المراد تدويرة وإعادة تصنيعة مرة أخري ، والبداية دائما تكون من عندي . فبعد تفريغ محتوياتي الورقية والكرتونية ، يتم فصل كل نوع منها علي حدَه من أوراق المجلات والجرائد والورق المقوي إلخ ، ونقعها في خليط من الماء والمواد الكيميائية لتحليل أليافها وذلك لتشكيل عجينة الورق ، وبمجرد أن تتحللّ الألياف بشكل تام ، فإنّه يتم دمجها مع لب ورق جديد ، والذي يكون عبارة عن بعض من رقائق الخشب حيث تقوّي هذه التركيبة الألياف الضعيفة ، وتساعدها على التماسك في النهاية . بعد ذلك يتم إزالة بعض الملوثات من اللب مثل كُتَل الغراء والقطع البلاستيكية أو أي من الملوثات الثقيلة كالدبابيس ، وذلك بتدوير اللب بواسطة إسطوانات ضخمة مخروطية الشكل ، تقوم بدورها بإزالة الملوثات الثقيلة خارج المخروط باستخدام قوة الجذب ، أما الملوثات الخفيفة فتنتقل إلى مركز المخروط ليتم التخلص منها ، وبالنسبة للأحبار الموجودة يا أصدقائى فيتم التعامل معها وإزالتها بوضع اللب في أجهزة طفو مملوئة بمواد كيميائية، والتي تعمل في النهاية علي إزالة تلك الأحبار والصبغة من لب الورق . وفي المرحلة الأخيرة وهي مرحلة الإنتهاء من التدوير ، يخلط اللب الذي تم تنظيفه، مع مواد أولية ثم يتم تجفيفه على حزام ناقل ، أو طاولة مسطحة ، وأثناء عملية التجفيف تمر المادة الناتجة من خلال جهاز يقوم باستخراج الماء الزائد ، ويعمل على تشكيل الألياف لتصبح ورقة صلبة ، ثم يُباع الورق إلى الشركات التي تَصنع الصُحف، والمجلات، لتصبح متوفرة في نهاية المطاف على الرفوف حيث يتم شرائها ، وتبدأ عملية اعادة تدويرها مرةً أخرى بعد ذلك وهكذا . في نهاية ما أودكم أن تعرفوه من قصتي يا أصدقائى الصغار : هو ضرورة إهتمامكم بإلقاء مخلفاتكم داخلنا فقط ، وعدم إلقائها في الشارع ، لأنه وببساطة عند وضعها في أكياس معده لذلك ، ستعود عليكم بالنفع بعد تدويرها وسوف تتقون شر الأمراض المنقولة بسبب تراكمها ، هذا بالإضافة إلي أن الشكل العام لوجودها ملقاه في كل مكان سيعكس صورة سلبية عن حضارتنا وثقافتنا .

* النص مشروع مسرحية مدرسية توعوية عن ضرورة إلقاء تلاميذ المدارس لمخلفاتهم في الأماكن المخصصة لذلك

    أضف تعليق