أبو الغيط فى أول حديث بعد القمة: العمل العربى المشترك .. يحبط أطماع أعداء العرب

أبو الغيط فى أول حديث بعد القمة:  العمل العربى المشترك .. يحبط أطماع أعداء العربأبو الغيط فى أول حديث بعد القمة: العمل العربى المشترك .. يحبط أطماع أعداء العرب

* عاجل4-4-2019 | 18:40

كتب: محيى عبد الغنى  

فى أول حديث له بعد مؤتمر القمة العربية الـ 30 التى عقدت بتونس الأسبوع الماضى أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن العمل العربى المشترك يمثل ضرورة قصوى لمواجهة أزمات العرب، وكذلك ضرورة لإحباط الأطماع الإقليمية والدولية التى تهدد مختلف الأقطار العربية.. وأكد أنه المرتكز الأساسى هو الحفاظ على الدولة العربية من الفناء، بعدما تعرضت كل من العراق وسوريا وليبيا واليمن لإنهيار دولها الوطنية .

جاء ذلك فى كلمة الأمين العام لجامعة الدول العربية التى ألقاها فى مقر الجمعية المصرية للقانون الدولى مساء أمس الأربعاء.

قمة التحدى

وأشار أبو الغيط فى كلمته إلى أن الجامعة العربية منظمة هامة على مستوى العالم ، وسبقت إنشاء منظمة الأمم المتحدة بستة شهور، لكن الجامعة تواجه الآن الضعف المميت للدول الوطنية، وعوامل الإنهيار التى تواجهها مثل ما حدث فى سوريا وليبيا والعراق واليمن، وهذه قضايا تهدد الوجود العربى.

 وأكد أبو الغيط أن استعادة الدولة الوطنية العربية هو المهمة الأولى للعرب، خاصة أنه توجد أقليات عرقية ضمن مكون الدول العربية، والتى لابد من مراعاة حقوقها ضمن منظومة الدول الوطنية العربية، مضيفًا أن  الدول العربية تعرضت لهزات كثيرة خلال الـ 10 سنوات الماضية، وقامت الملشيات المتأسلمة بمحاولة القضاء على الدولة الوطنية لإنشاء دولة الخلافة كما يزعمون .

التصدى للأطماع الإقليمية

والتحدى الثاني الذى تواجهه الأمة العربية ( حسب أبو الغيط ) هو الأطماع الإقليمية المتمثلة فى إيران وتركيا، وبينهما منافسة للاستحواذ على المنطقة العربية وتمثل إيران وتركيا خطر داهم على الدول العربية ، والآن بالفعل تغزو تركيا شمال سوريا للسيطرة على جزء من الأراضي السورية .

 وأصدرت الجامعة العربية قرارات تدين الأطماع التركية والإيرانية فى المنطقة العربية بدولها وشعوبها، ولدى البلدين طموحات إمبراطورية وأهداف معلنة للاستيلاء على الأراضي العربية من خلال استخدام إيران للمذهب الشيعى الإسلامى لتحقيق طموحات قومية فارسية بعودة الأمبراطورية الفارسية على حساب العرب ، وكذلك تستخدم تركيا المذهب السنى الاخوانى للهيمنة على بلاد الشام بهدف عودة الإمبراطورية العثمانية ، لكن ذلك لن يحدث مادام العرب متمسكون بهويتهم وقدراتهم ، وكذلك فان هناك قوى دولية وأقليمية تنافس التوسع التركى الإيراني ، والجميع طامعون وطامحون فى المنطقة العربية.

التحدي الثالث

ويواصل أحمد أبو الغيط حديثه قائلا إن التحدي الثالث الذى يواجه العرب هو إسرائيل ، والتى بلغ عمرها 70 عاما وخلال 10 سنوات ماضية حققت إسرائيل ما كانت لا تحلم به طوال مدة إنشائها، وذلك بسقوط الدولة الوطنية فى العراق وسوريا ، وكذلك الخلافات الفلسطينية - الفلسطسينية وبالتالى تغولت إسرائيل فى الأراضى الفلسطينية ببناء المستوطنات والاحتلال الأبدي للشعب الفلسطيني، ولا توجد دولة فلسطينية قادمة من وجهة نظر حكام إسرائيل اليمنيين، والذين يحصلون على أصوات 80% من الشعب اليهودى منذ 30 عاما مضت بشكل غير مسبوق وقد أنحازت الأغلبية لحكم اليمين المتطرف، وإسرائيل مدعومة أمريكيًا بشكل مطلق ، وقد رضخت الإدارة الأمريكية الحالية لكل مطالب إسرائيل.

اليمين الشعبوى المعادى

والتحدى الرابع الذى يواجه الأمة العربية هو صعود أنظمة الحكم اليمنية فى العالم الغربى والذي يشمل أمريكا وأوربا وبعض دول أمريكا اللاتينية، وتمثل هذه الأنظمة موجة مضادة للعرب والمسلمين، وهى متحالفة مع إسرائيل وتعادى بالمطلق العرب والمسلمين، وينظرون بعداوة شديدة للمسلمين، والكثير من الحكومات الأوربية موالية لإسرائيل، وهناك قوى دينية أنجيلية غربية تتحالف مع إسرائيل ضد العرب والمسلمين.

التحدى الخامس

أما التحدى الخامس الذى يواجه العرب فهو الصعوبات الاقتصادية التى تعانى منها بعض الدول العربية فهناك أزمات غذائية تعرضت لها الشعوب العربية فى سوريا والعراق واليمن وليبيا.

دور جديد للجامعة

وإزاء هذه التحديات فإن الجامعة العربية لها الدور الرئيسى فى التصدى لها، وهى تعنى وجود منظومة عربية متكاملة لديها منظمات نوعية ومجالس وزارية متخصصة لكل شئون الوزارات العربية فى كافة المجالات وهناك مباحثات عربية متعددة ومتنوعة تجرى فى الأروقة العربية منها وجود برنامج فضائى عربى طرحته دولة الإمارات العربية ، وكذلك دراسة تحويل العالم العربى إلى مجتمع رقمى بالكامل من خلال العمل فى البرمجيات الحديثة لتغيير المجتمعات العربية إلى الأحدث والأفضل .

وهناك اجتماع رباعى عربى إفريقي أوربى دولى لنصرة القضية الليبية ، و العمل على عودة الاستقرار والأمن للدولة الليبية .

نتائج القمة

وقال الأمين العام للجامعة العربية إن القمة العربية الـ 30 قد أنهت أعمالها فى تونس بإصدار قرارات هامة بإدانة واستنكار الاعتراف الأمريكى بسيادة إسرائيل على الجولان السورية المحتلة، كما تقر بذلك قرارت الشرعية الدولية، وناصرت مصر القضية الفلسطينية بتأكيد الرئيس عبدالفتاح السيسى وقوف مصر إلى جانب الشعب الفلسطينى فى الحصول على حقوقه المشروعة وتحقيق الاستقلال بإنهاء الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدوده وعاصمتها القدس الشرقية .

وأيدت السعودية موقف مصر تجاه الشعب الفلسطينى ، وقدمت كل الدعم للقضية الفلسطينية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ، كما أيدت استمرارها  فى دعم الفلسطنين على كافة الأصعدة.

وتصدت الجامعة العربية لمسألة نقل سفارات دول العالم إلى القدس الشرقية ، ونجحت فى إقناع الكثير من دول العالم لعدم نقل سفاراتها للقدس لأنها أرض فلسطينية محتلة.

وبالنسبة لايجاد حل للقضية الفلسطينية فيكون ذلك ممكنا إذا ما توحد الفلسطينيون وأنهوا خلافتهم، فهم تعدادهم 6.5 مليون نسمة داخل فلسطين التاريخية والتى تشمل ثلاث مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة والفلسطينيون داخل إسرائيل، وبذلك يمثل الفلسطينيون الأرض والسكان واعتراف الشرعية الدولية بهم أرضاً وسكاناً ودولة، وعليه لابد من وجود سلطة فلسطينية واحدة تشمل كل فئات الشعب الفلسطيني، عندها يمكن للفلسطينين نيل استقلالهم والحصول على كافة حقوقهم المشروعة فى دولتهم التي تعترف بها كل دول العالم ما عدا أمريكا وإسرائيل .

بقاء الجامعة

وحذر أبو الغيط من حل الجامعة العربية كما تطلب كل من إيران وتركيا وإسرائيل واستبدلها بنظام إقليمي بديل يضم هذه الدول ! .. لأن الجامعة العربية منظمة إقليمية كبيرة ولديها العديد من الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإنسانية، والتى تعمل كلها لصالح الدول والشعوب العربية .

والإبقاء على الجامعة العربية بميثاقها ونظامها الحالى هو الضمانة الوحيدة لتفعيل العمل العربى المشترك فى مواجهة التحديات الإقليمية والدولية المحيطة والمتربصة بالأمة العربية شعوباً ودولاً.

والتمسك بالجامعة العربية يعني المحافظة على الحقوق السياسية والقانونية للدول العربية ، والتى ستعود حتماً لأصحابها إذا تغيرت موازين القوى لصالح الدول العربية، وإذا استطاعت الدول العربية حل أزماتها واوقفت التدخل الإقليمي والدولى فى شئون دولها.

ركيزة العمل العربى

وأشار أحمد أبو الغيط إلى أن مصر هى رمانة الميزان فى الحفاظ على مقدرات العرب لأنها تصف الأمة العربية والقوة الرئيسية عسكرياً وسياسياً.

وأنهى أحمد أبو الغيط حديثه بضرورة التزام الدول العربية بسداد المستحق عليها فى ميزانية الجامعة العربية لتأخر هذه المستحقات لدعم ميزانية الجامعة لتمكينها من إنجاز مهامها مما يسهم فى تفعيل العمل العربى المشترك فى كافة النواحى.

أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2