دار المعارف
عقد الرئيس عبدالفتاح السيسي - اليوم الخميس - جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس الإيفواري "الحسن واتارا" بمقر القصر الجمهوري بأبيدجان، أعقبتها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين، وذلك في إطار الزيارة الحالية للرئيس إلى جمهورية كوت ديفوار، وقد أقيمت للرئيس مراسم الاستقبال الرسمي، وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف.
ورحب الرئيس الإيفواري، بالزيارة التاريخية وغير المسبوقة للرئيس، كونها أول زيارة على الإطلاق لرئيس مصري إلى أبيدجان، مثمنًا جولة الرئيس الحالية إلى عدد من الدول الأفريقية، والتى تعكس الثقل الذي تتمتع به مصر في عمقها الأفريقي رسميًا وشعبيًا، وتبوء مصر لمكانتها ودورها الحيوي على الساحة القارية.
كما أكد الرئيس "واتارا"، متانة العلاقات الثنائية والروابط الممتدة بين مصر وكوت ديفوار، معربًا عن تطلع بلاده لتدعيم مظاهر تلك العلاقات بين البلدين، خاصةً في مجال تكنولوجيا المعلومات، وكذا على الصعيد الاقتصادي، وذلك في ظل حرص كوت ديفوار على تشجيع الاستثمارات المصرية بها، ومشيدًا في هذا الصدد بنشاط الشركات المصرية العاملة في كوت ديفوار، مع تأكيد حرص حكومته على توفير جميع التسهيلات اللازمة لها وتذليل أي عقبات قد تواجهها.
وأعرب الرئيس السيسى، خلال المباحثات، عن اعتزازه لكونه أول رئيس مصري يزور أبيدجان، ومن ثم تطلع مصر لأن تساهم هذه الزيارة في فتح آفاق التعاون بين البلدين، بما يحقق نقلة نوعية في مستوي العلاقات الثنائية، مؤكدًا سيادته حرصه على تضمين كوت ديفوار في أول جولة أفريقية عقب تولي مصر لرئاسة الاتحاد الأفريقي، وذلك انطلاقًا من تقديرنا لدورها المهم في إقليم غرب أفريقيا.
وقد أكد الرئيس السيسى، وجود آفاق واسعة لتطوير مستوى التعاون الاقتصادي بين مصر وكوت ديفوار، مشيرًا سيادته في هذا الصدد إلى أهمية العمل على الارتقاء بمعدلات التبادل التجاري بين البلدين لتتسق مع مستوى العلاقات الثنائية المتميزة، ومنوهًا كذلك بحرصنا المتبادل على تعزيز تواجد الشركات المصرية العاملة في كوت ديفوار وتشجيع شركات جديدة على الاستثمار هناك.
كمأ أشار الرئيس السيسى، إلى استعداد مصر لتقديم الدعم لكوت ديفوار على صعيد مشروعات البنية التحتية في مجال تكنولوجيا المعلومات، وذلك في ضوء الخبرة المصرية العريضة في هذا الشأن، وأكد سيادته كذلك حرص مصر على تعزيز التعاون مع الأشقاء الإيفواريين في مجال بناء القدرات والتدريب بمختلف المجالات المدنية والعسكرية.
وشهدت المباحثات بين الرئيسين، اتساقًا فى وجهات النظر، بشأن عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خاصةً الأزمة الليبية في ضوء التطورات الأخيرة، وقد تم التوافق في هذا الصدد حول تكثيف التشاور السياسي والتنسيق بين البلدين خلال الفترة المقبلة بخصوص الملفات الملحة على الساحة الأفريقية، ومن بينها تطورات الأوضاع في بؤر النزاعات المختلفة بالقارة، إلى جانب أنشطة مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، وجهود إعادة الإعمار في مرحلة ما بعد النزاعات، لا سيما في ضوء تزامن رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي مع عضوية كوت ديفوار الحالية غير الدائمة بمجلس الأمن الدولي، حيث أشاد الرئيس في هذا السياق، بالدور الذي تقوم به كوت ديفوار داخل المجلس في تمثيل صوت أفريقيا في عملية صياغة المواقف الدولية.
وقد ثمن الرئيس "واتارا"، من جانبه، الجهود المصرية الحثيثة لدفع عجلة العمل الأفريقي المشترك في إطار رئاستها الحالية للاتحاد الأفريقي، حيث أكد الرئيس في هذا الصدد الأولوية التي توليها مصر لمساعي تحقيق التنمية المستدامة في أفريقيا، لا سيما من خلال العمل على صياغة تصور متكامل لمشروعات الربط والبنية التحتية القارية، ومن ثم اهتمامه بالتنسيق مع الرئيس الإيفواري في ظل توليه مهمة الترويج لأجندة 2063 بالاتحاد الأفريقي، باعتبارها الإطار الاستراتيجي للتنمية في أفريقيا.
واتفق الرئيسان، بختام المباحثات، على تفعيل دور اللجنة المشتركة بين البلدين على مستوى وزراء الخارجية، وذلك لمتابعة ودفع مختلف مجالات التعاون الثنائية.
كما شهد الرئيسان التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم لتعزيز التعاون بين البلدين بمجالات الثقافة، والصحة، وتكنولوجيا المعلومات؛ وتلى ذلك عقد مؤتمر صحفي مشترك بين الرئيسين.