تقرير لهيئة الاستعلامات عن نتائج الجولة الرئاسية: زيارات الرئيس أعادت لمصر ريادتها الأفريقية

تقرير لهيئة الاستعلامات عن نتائج الجولة الرئاسية: زيارات الرئيس أعادت لمصر ريادتها الأفريقيةتقرير لهيئة الاستعلامات عن نتائج الجولة الرئاسية: زيارات الرئيس أعادت لمصر ريادتها الأفريقية

مصر13-4-2019 | 15:35

كتب: فتحى السايح
أعادت الجولة الأفريقية التى قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى كل من غينيا وكوت ديفواروالسنغال، أجواء الريادة المصرية للقارة الافريقية، كماأعادت روح التقدير الشعبى والرسمى المتبادل الذىعاشته مصر مع أشقائها فى أفريقيا فى ستينيات القرنالماضى فى عهد الزعيم الخالد جمال عبد الناصر الذىتكرر ذكره مراراً خلال هذه الجولة مع أسماء الزعماءالمحررين لأفريقيا من الاستعمار، والمؤسسين لوحدتها، وتحديدا أحمد سيكوتورى فى غينيا، وفيليكس بوانييهفى كوت ديفوار، وليوبولد سنجور فى السنغال.
ويقول تقرير أصدرته "الهيئة العامة للاستعلامات"عننتائج جولة الرئيس فى الدول الأفريقية الثلاث، إن القراءة الأولية لهذه الجولة الأفريقية، تكشف عنالعديد من الملاحظات ذات الدلالات السياسية العميقة منبينها:
أولاً: أن هذه أول جولة للرئيس السيسى إلى دولأفريقية منذ تسلمه رئاسة مجلس رؤساء وقادة دولالاتحاد الافريقى فى 10 فبراير2019، أى بعد شهرينفقط من تسلم الرئيس المهمةالتى أولاه إياها قادة أفريقيا، الأمر الذى يؤكد جديةمصر وإدراك قيادتها لمسئوليتها إزاء القارة، وترجمة هذاالمسئولية إلى واقع ملموس يعزز علاقات مصر بدولالقارة، ويحقق التواصل والتشاور السياسى من أجل حلالمشكلات الأفريقية، وبناء علاقات تعاون متطور يحققمصالح شعوبها، وآمالها فى الاستقرار والتنمية والرخاء.
وخلال الشهرين الماضيين كان سجل التحرك المصرىحافلاً من أجل القارة الافريقية، بدءاً من نشاط الرئيسفى مؤتمر ميونخ للأمن ( فى 16 فبراير 2019) لصالحالاستقرار والأمن فى أفريقيا، ثم لقاء الرئيس على أرضمصر برؤساء المحاكم الدستورية والعليا فى أفريقيا (فى19 فبراير 2019)، ثم مع نواب العموم فى الشرق الأوسطوشمال أفريقيا( 20 فبراير 2019)، ثم لقاء الرئيسبالشباب الأقريقى فى ملتقى الشباب العربى - الأفريقى فى أسوان (16 مارس 2019)، إلى جانب لقاءاتالرئيس مع وزراء ومسئولين من عدد من دول أفريقيا، ومشاوراته الهاتفية مع بعض قادتها.
وبمثل اهتمام الرئيس، كان نشاط كل مؤسسات الدولةفى مصر، التنفيذية والتشريعية تجاه أفريقيا على مدىالشهرين الماضيين، فى تجسيد عملى لبدء حقبة جديدةمن التفاعل بين مصر والقارة الأفريقية.
توازن جغرافى
ثانياً: طبقاً لتقرير"هيئة الاستعلامات" فإن اختيارالدول الثلاث ( غينيا – كوت ديفوار – السنغال) ضاعفمن أهمية جولة الرئيس ومغزاها السياسىوالاستراتيجى لأسباب عديدة منها:
1- أن الدول الثلاث تقع فى غرب أفريقيا وهى منطقةذات ثقل ثقافى واستراتيجى للقارة الافريقية.
وزيارة الرئيس السيسى لهذه الدول تكمل اهتمامهبكل مناطق القارة، حيث سبق للرئيس، قبل هذه الجولة، القيام بعدد (23 ) زيارة شملت (11) دولة أفريقية تقع فىمجملها فى شرق ووسط وشمال أفريقيا، وهى:(الجزائر،وغينياالاستوائية،والسودان،وإثيوبيا، ورواندا،وأوغندا، وكينيا،وتنزانيا، والجابون، وتشاد، وتونس)، ومن ثم فإن زيارات الرئيس لهذه الدول الرئيسية فى غربافريقيا يؤكد حرص مصر على التواصل مع كافة مناطقالقارة وتنوعاتها الثقافية والجغرافية.
2- أن الدول الثلاث، فضلاً عن موقعها الاستراتيجى، ودورها الثقافى والتاريخى والسياسي فى غرب أفريقياوفى كل القارة، فإنها تضم فى مجملها أكثر من (55) مليون نسمة ( غينيا 13 مليون نسمة، كوت ديفوار 25 مليون نسمة، والسنغال 17 مليون نسمة).
كما تشغل الدول الثلاث مساحة كبيرة فى موقعاستراتيجى على المحيط الأطلسى، تبلغ فى مجملهانحو 770000 كيلو متر مربع ( غينيا نحو225000 كممربع – كوت ديفوارنحو 322000 كم مربع – والسنغالنحو 196000 كم مربع)، وهى أرقام كبيرة بالمعاييرالأفريقية، تعكس حجم وتأثير هذه الدول الاقتصادىوالسياسى ضمن المنظومة الافريقية.
3- أن التواصل مع قادة الدول الثلاث أمر له أهميةكبيرة بالنسبة لمصر، خاصة إزاء ما أبدوه من إرادةواهتمام بتعزيز العلاقات مع مصر.
فالرئيس الغينى ألفا كوندى بادر بزيارة مصر تلبيةلدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسى فى عام 2017 وأجرى مباحثات مهمة مع الرئيس، كما يتولى الرئيس"ألفا كوندي" فى الفترة الحالية" مهمة تفعيل المبادرةالأفريقية للطاقة المتجددة".
والرئيس الحسن واتارا رئيس كوت ديفوار قام أيضاً بزيارة لمصر فى عام 2017 وشارك فى منتدى أفريقياللاستثمار الذى تنظمه مصر، كما أن كوت ديفوار حالياً عضو غير دائم فى مجلس الأمن الدولى عن قارة أفريقيا، يالإضافة إلى أن الرئيس الحسن وتارا يتولى دوراً رائداً فى قيادة جهود القارة في تنفيذ أجندة2063 (طبقاً لوصف الرئيس السيسى فى كلمتهفى أبيدجان).
أما رئيس السنغال ماكى سال، فقد انتهى للتو منتشكيل حكومته بعد فوزه بفترة رئاسية جديدة فىالانتخابات الرئاسية فى السنغال التى أجريت فى 24 فبراير الماضى، ومن ثم كان الرئيس عبد الفتاح السيسىهو أول رئيس دولة يقوم بزيارة رسمية للسنغالفى الفترة الرئاسية الثانية للرئيس السنغالى، كماأن الرئيس ماكي سال هو الرئيس الحالي للجنة رؤساءالدول والحكومات الأفارقة لتوجيه مبادرة النيباد، ويرأسلجنة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة المعنية بالتعليموالعلوم والابتكار.
أفريقيا فى القلب
ثالثاً: إن الجولة الخارجية الأخيرة للرئيس عبدالفتاح السيسى شملت (4) دول، هى بالترتيب الزمنىللزيارات: غينيا – الولايات المتحدة – كوت ديفوار – السنغال، وهو ترتيب غير مسبوق ضمن جولة واحدةلرئيس مصرى.
إن جولة الرئيس بدأت بعاصمة أفريقية، واختتمتبعاصمتين أفريقيتين، وفى وسطهم زيارة العاصمةالأمريكية واشنطن، وهى إشارة لاتخطئها عين مفادها أنأية عاصمة أفريقية تحظى بنفس الأهمية لدى مصروقيادتها وحركتها الدبلوماسية، مع أكبر وأهم عواصمالعالم، رغم الحجم الكبير جداً لعلاقات مصر معواشنطن: تجارياً ( 7.2 مليار دولار سنوياً) واستثمارياً( 23 مليار دولار) فضلاً عن العلاقاتالسياسية والعسكرية، ولكن علاقات مصر بأفريقيا، وإنلم تكن على نفس القدر فى هذه المجالات، إلا أنها علاقةجغرافيا وتاريخ ومصير مشترك وتفاعل إنسانى.
رابعاً: إن زيارة الرئيس للدول الثلاث، جاءت بعدانقطاع طويل جداً لقادة مصر عن زيارتها، وهو انقطاعبدا غير مبرر لدى شعوب هذه الدول.
فقد جاءت زيارة الرئيس السيسى لغينيا بعد (54) سنة منذ آخر زيارة لرئيس مصرى إليها، وهى زيارةالرئيس جمال عبد الناصر التاريخية إلى غينيا والتىاستمرت عدة أيام فى نهاية أكتوبر وبداية نوفمبر عام1965.
فى الوقت نفسه جاءت زيارة الرئيس للسنغال بعد 12 سنة من آخر زيارة رئاسية مصرية إلى السنغال عام2007.
وقد كان لهذه العودة المصرية بعد هذا الغياب، وقعكبير عبر عنه قادة الدول الثلاث، ودلالات مهمة
على جدية مصر فى استعادة دورها وثقلها المعتادبين أشقائها فى أفريقيا.
استقبال شعبى وأرفع الأوسمة
خامساً: قابلت الدول الافريقية الثلاث هذه العودةالمصرية بما تستحق من حفاوة وتقدير وترحيب وتجاوب.
فمشهد الاستقبال الشعبى المفعم بالمشاعر للرئيسالسيسى فى شوارع العاصمة الغينية، هو مشهد لمنألفه لرئيس مصرى على أرض أفريقية منذ نصف قرن، كما لم تبادر أية دولة أفريقية، منذ عشرات السنينأيضاً، بإطلاق اسم رئيس مصرى على أحدمعالمها، مثلما فعلت غينيا بإطلاق اسم الرئيسالسيسى على المجمع الجديد بجامعة جمال عبد الناصربالعاصمة كوناكرى.
نفس التقدير عبر عنه الرؤساء فى الدول الثلاث، ففىغينيا تم تقليد الرئيس السيسى "وسام الاستحقاقالوطني"، وهو أرفع وسام في جمهورية غينيا، كما ثمنالرئيس ألفا كوندي، "الدور المصري المحوري والنشط فيعمقها الاستراتيجي في أفريقيا، خاصةً مع انطلاقالرئاسة المصرية
أضف تعليق

إعلان آراك 2