متعب «طهقان» في الأهلي.. والشواهد تؤكد قرب رحيله

كتب: مصطفى يحيى

من يتابع تدريبات الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي في الفترة الأخيرة، يلاحظ على مهاجمه عماد متعب، أنه يؤدي تدريبات الفريق بنوع من عدم الارتياحية وبشيء من "القرف" - إن جاز التعبير-، فاللاعب لا يحاول أن يبذل مزيدا من الجهد في المران اليومي للفريق، والذي قد يكون نابعا من شعوره بالغضب من استبعاده المستمر من قائمة الأهلي في مبارياته طوال الموسم.

وفي مران يوم الخميس الماضي، قبل سفر الفريق لأسوان، وخلال التقسيمة التي أجراها المدير الفني حسام البدري للمستبعدين من اللقاء الماضي للأهلي أمام الاتحاد، لفت متعب النظر إليه بأنه يلعب فيها وكأنه يؤدي عملا أو واجبا عليه، لا يستمتع أو يؤدي بحماس مثل باقي زملاءه، وبعد انتهاء التقسيمة اتجه اللاعبون للتدريب على تسديد ضربات الجزاء، وكان متعب أول من سدد ولكنه أخفق، ورغم أن اللاعبين تجمعوا داخل منتصف الملعب بعد سداد ركلات الجزاء، إلا أن متعب اتجه مباشرة إلى غرفة خلع الملابس، وخلع عنه تيشيرت أصفر كان يرتديه فوق تيشيرت الفريق الأحمر -للتمييز بين الفريقين في التقسيمة- وألقى به على الأرض.

لم تكن هذه الواقعة الأولى التي يعبر بها متعب عن غضبه خلال تدريبات الفريق، والتي كان آخرها تغيبه دون أذن عن تدريبات مستبعدي الأهلي من لقاء الاتحاد، يومين متتاليين، حتى اضطر الجهاز الفني لتوقيع عقوبة مالية

عليه بـ20 ألف جنيه، وهو تصرف يعتبره اللاعب تعبيرا عن رفضه لاستبعاده المستمر عن قائمة الفريق خلال مبارياته الأخيرة، وهذا الاستبعاد جاء كرد فعل للبدري، بسبب تصريحات الأول والتي أثارت جدلا حوله، بأنه يفكر في الرحيل بنهاية الموسم بسبب عدم إعطائه الفرصة مثل باقي زملاءه للمشاركة مع الفريق.

وجاءت هذه التصريحات أيضا لكي ينقل بها متعب رسالة إلى الجهاز الفني برغبته في المشاركة أساسيا، وقبلها كانت هناك واقعة معروفة للاعب في الدور الأول، عندما استبعده البدري من إحدى تقسيمات الفريق برفقة محمد حمدي زكي وجون أنطوي، قبل إعارة الأخيرين، وإصرار البدري على أدائهم تدريبات منفردة مع الأخصائي البدني أنيس الشعلالي، ليطلق وقتها متعب غضبه في مقولته "هما مصدقين نفسهم"، ويركل معها إحدى كرات التدريب بقدمه خارج أسوار الملعب.

حسام البدري، يرى أن أداء متعب في تدريبات الفريق، يتسم بقلة الحماس والأداء المتراخي، مع كبر سنه وضعف لياقته البدنية، كل هذه الأسباب لا تؤهله للمشاركة أساسيا مع الفريق، رغم أنه لا يختلف على أن اللاعب هو أحد مهاجمي الأهلي القناصين والأفذاذ على مدار تاريخه.

في حين يرى قناص الأهلي أنه يستحق المشاركة أساسيا مع الفريق، لعدة أسباب، أهمها أنه يجيد إحراز الأهداف للفريق في مبارياته الصعبة، خاصة في الوقت القاتل، وكان إحرازه هدفا حاسما للأهلي في مباراته مع المقاولون العرب في بداية الدور الثاني، خير دليل على ذلك، أيضا فإنه يرفض رؤية البدري له بأن كبر سنه وضعف لياقته البدنية تعوق مشاركته أساسيا، من منطلق أن حسام غالي الذي يكبره بعام واحد يلعب مع الفريق طوال الموسم، حتى لو بديلا في الشوط الثاني منذ الدور الثاني لمسابقة الدوري، كذلك فإن متعب –وبحسب مقربين منه- يرى أن لاعبين كبار مثله في السن يشاركون مع فرقهم باستمرار ويثبتون جدارة وتألق واضح، مثل حسام باولو وأحمد جعفر في الزمالك، وحسني عبد ربه في الإسماعيلي، وهاني سعيد في المقاصة، وغيرهم كثيرون.

وخرجت تأكيدات من بعض المقربين من اللاعب بأنه يرغب في الجلوس مع رئيس النادي الأهلي، محمود طاهر، لحسم موقفه مع الفريق، كما خرجت تلميحات من بعض المصادر بالجهاز الفني بأن البدري لا يرغب في استمرار اللاعب، وأنه أجبر تحت الضغط الجماهيري بالموافقة على التجديد له.

كل هذه الشواهد تؤكد على أن رحيل متعب بات احتمالا قويا جدا، رغم تجديده لمدة موسم جديد مع الأهلي، خاصة أن ذلك يتوافق مع ما سبق وأن صرح اللاعب به منذ فترة قريبة، بأنه يفكر جديا في الرحيل حال استمرار عدم مشاركته أساسيا مع الفريق، وما يزيد من ترجيح هذا الأمر أن عقدي تجديد متعب وزميله حسام غالي مازال يحتفظ بهما مدير الكرة سيد عبدالحفيظ في مكتبه، ولم يتم توثيقهما حتى الآن.

وتلقى متعب عددا من العروض من بعض الأندية المحلية والخارجية، للانتقال إلى أحدها في حال رغبته في الرحيل عن الأهلي بنهاية الموسم، منها وادي دجلة، الذي يرغب مديره الفني أحمد حسام ميدو في ضمه، ويلح بقوة على اللاعب في ذلك، وأيضا من الإسماعيلي وبتروجيت، وكذلك عرضا آخر من ليرس البلجيكي.