كتب: محمد أحمد
فى تزامن إلهى اجتمع المسلمين والأقباط أكثر من عيد هذه الأيام .. من عيد القيامة المجيد إلى النصف من شهر شعبان، وعيد شم النسيم .
وبادر فضيلة الأمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر، وتوجه بالزيارة للكاتدرائية المرقسية، فاستقبله قداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية بالعباسية، وأعرب قداسته عن بالغ سروره بزيارة أخيه شيخ الأزهر، وأبدى ترحيبه الشديد بفضيلته، والوفد المرافق له، مضيفًا أن تهنئته بعيد القيامة، ووجوده بينهم، حيث يزيد من فرحة الأعياد، ويعكس روح المحبة والوئام التى تسرى بين أبناء هذا الوطن.
وفى هذه المناسبة قال البابا تواضروس، إن المصريين حينما يجتمعون معًا فى الأعياد الدينية والوطنية فإنهم يقدمون للعالم معانى السلام والتعايش، وهى المعانى التى حافظت على وحدة مصر وتماسكها.
الوفد الأزهرى رفيع المستوى الذى صاحب شيخ الأزهر، ضم كلًا من الشيخ صالح عباس، وكيل الأزهر الشريف، والدكتور شوقى علام، مفتي الجمهورية، والدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، والدكتور محمد المحرصاوى، رئيس جامعة الأزهر، وعدد من شباب الدعاة بالأزهر، للكاتدرائية، وجميعهم قدم التهنئة للبابا تواضروس، بمناسبة عيد القيامة المجيد.
وأكد فضيلته، أن الإنسانية تواجه مخططا لتوظيف الأديان فى إشعال الحروب والصراعات، وهو ما بدا واضحًا فى الحوادث الإرهابية التى ارتكبت بحق المسلمين والمسيحيين فى نيوزيلندا وسريلانكا، مشددًا على أن الإسلام والمسيحية بقيمهما الداعية للسلام والمحبة لا يمكن أن تكون أبدًا مبررًا للقتل والإرهاب.
وفى نفس السياق إن العلاقة التى تربط بين الأزهر والكنيسة فى مصر، هى علاقة محبة حقيقية، فهناك فرق كبير جداً بين التظاهر بالمحبة عن طريق العناق والتقاط الصور، والمحبة الحقيقية التى تملأ القلب والتى تربط بين رجال الكنيسة ورجال الأزهر".
وجود محاولات للإيقاع بين قطبى الأمة مسبقًا ومستقبليًا، طبيعى لأننا نحيا على الأرض، وليس فى السماء، إلا أن مصر صمدت بقوة أمام تلك المحاولات وستصمد إلى الأبد، ولن ترضخ لها، لأن الشعب المصرى يتمتع بالطيبة والإيمان والأصل، والمحبة الحقيقية الرابطة بين الجميع على كافة المستويات والتى سينتج عنها ازدهارًا لمصر.