حورية عبيدة تكتب: هل المرأة إنسان؟!

حورية عبيدة تكتب: هل المرأة إنسان؟!حورية عبيدة تكتب: هل المرأة إنسان؟!

الرأى30-4-2019 | 23:04

[١٠:٥٤ م، ٢٠١٩/٤/٣٠] moh afifi: يقول "كانت" الفيلسوف التنويري: "النساء لا يَصلحن في مجال الأدب أو الإبداع أو الرياضيات لأنها لا تناسب عقولهن"!.. لن نتعجب كثيرًا إذا عَلمنا أن قبله بسنوات قلائل كانت تُناقش قضية: "هل المرأة إنسان أم لا"؟! أما في مجتماعاتنا العربية؛ فإلى وقت قريب -وربما مايزال- يُنظر للمرأة على أنها في مكانة أدنى من الرجل، فيُمنح الرجل القوة والعقل والمقدرة على الفعل، بينما المرأة ليس لها إلا العاطفة والضعف والسلبية باعتبارها جسد فقط. هذه النظرة تجلّت دون شك في أدب "الرجال"، ولا ننسى "أبو القاسم الشابي" وهو يترجم نظرة الأدب العربي للمرأة على أنها: "جسد ٌيُشتهى؛ ومُتعة من مُتع العيش الدَّنِيء"! تلك النظرة وغيرها من قيود مجتمعية مرتبطة بالعادات والتقاليد والثقافة -وليس الدين- كبّلَت المرأة "الأديبة"، وجعلتها تدخل عالَم الأدب متأخرة وعلى استحياء.. مما أتاح الساحة كاملة أمام الرَّجل ليعبر عنها كما يتوهم هو! وليس كما هي على حقيقتها، فَصَوّرَها في كتاباته على أنها: إما ضعيفة مهيضة الجناح وسلبية كما ثلاثية نجيب محفوظ (أمينة وبناتها مثلا)، أو لعوب ومتحررة ومتمردة كما في "زقاق المدق"، أو خبيثة ومراوغة كما كانت"شهر زاد"... حتى إذا ما عجز عن فهمها وَصَفَها بكونها لغزًا عجيبًا لا يمكن فَهمه! والحقيقة أن المرأة -سيّما العربية- لها غُرفها السرية؛ التي لا يمكن للرجل الولوج إليها، وهي وحدها القادرة على أن تُعَبّر عن نفْسها وآلامها وهمومها وقضاياها، خاصة مع ردح طويل عاشته في مجتمع يضطهدها، ويحجُر عليها، ويُكَبّل ظُهورَها، فكان ولابد أن تكون هي الأجدر في التعبير عن ذاتها، وطموحاتها، ورأيها في القضايا العالمية، نظرًا للثورة المعلوماتية التي نحياها.. فكانت الكتابة هي الوسيلة الأنجع؛ تُفرغ فيها بوحها الطويل، لتجد من يسمعها، فالجمرة لا تحرق إلا صاحبها، والوجع لا يستطيع وصفه إلا من يكابده. وتزدهر الساحة العربية الآن بأقلام نسائية في مصر والجزائر والمغرب ولبنان ودول الخليج، تتملكهن حالة من التمرد والرغبة الجامحة في التعبير عن ثقتها في عقلها، ووعيها المتنامي بأهمية دورها في المجتمع، وقُدرتها على تحليل المشاكل وطرح الحلول. هذا التمرد "النسوي" ألْمسه حاليًا في دول الخليج العربي تحديدًا، خاصةً وأنه أكثر بقعة في منطقتنا العربية مُقيّدة بالتقاليد والقيود، فقد قابلتُ أديبات وروائيات يتبوأن مناصب علمية رفيعة، ومع ذلك يُنظر لإنتاجهن الأدبي بعين الرِيبة والتهميش والدونية، فَأصبحن يسعين للهجرة لأمريكا أو أوروبا، حتى ينعمن بحرية التعبير و"البوح". وهذا إن دل على شىء، فإنما يدل على أن المرأة سئمت الصورة النمطية التي "يقولبها" فيها المشهد الثقافي الأدبي"الرجالي"، وعلى إصرارها على أنها الأفضل والأجدر في التعبير عن نفْسها.

أضف تعليق

إعلان آراك 2