القضية بما فيها من أحداث وواقعات تجاوزت كل معاني الرحمة و الإنسانية.. منطوق الحكم فى قضية «كنيسة مارمينا بحلوان»

القضية بما فيها من أحداث وواقعات تجاوزت كل معاني الرحمة و الإنسانية.. منطوق الحكم فى قضية «كنيسة مارمينا بحلوان»القضية بما فيها من أحداث وواقعات تجاوزت كل معاني الرحمة و الإنسانية.. منطوق الحكم فى قضية «كنيسة مارمينا بحلوان»

* عاجل12-5-2019 | 16:04

كتب: على طه " أنَ اللَّه يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ " بهذه الكلمات القرآنية استهلت منصة محكمة جنايات القاهرة، حكمها في القضية رقم 2278 جنايات أمن الدولة العليا طوارئ لسنة 2018، والمقيدة برقم102 حصر كلى لسنة 2018، ورقم 1370 حصر أمن الدولة العليا لسنة 2017، ورقم 109 جنايات أمن الدولة العليا لسنة 2018 والمعروفة إعلاميا بـ "أحداث كنيسة مارمينا بحلوان". وأصدرت المحكمة قرارها بمعاقبة كل من إبراهيم إسماعيل مصطفى وعادل إمام بالإعدام شنقا، ومعاقبة متهمين السجن المؤبد وهما محمد فتحي و محمد إسماعيل، ومعاقبة 4 متهمين بالسجن المشدد 10 سنوات وهم كل من إبراهيم الدسوقي وسالم متولي وكرم ضيف وشوربجي محمود، ومعاقبة متهمين وهما علاء الدين منصور و طه عبد التواب بالحبس لمدة ثلاث سنوات مع الشغل والنفاذ. كما قضت المحكمة ببراءة محمد عنتر ياسر عوض، ومصادرة الأسلحة و الذخائر و المفرقعات المضبوطة، واعتبار المحكوم عليهم إبراهيم اسماعيل مصطفى و عادل إمام و محمد فتحي عكاشة إرهابيين. صدر الحكم برئاسة المستشار محمد سعيد الشربينى وعضوية المستشارين وجدى عبد المنعم والدكتور على عمارة بسكرتارية أحمد مصطفى ووليد رشاد. وقال القاضى قبل تلاوة الحكم إن القضية بما فيها من أحداث وواقعات تجاوزت كل معاني الرحمة و الإنسانية، أزهقت فيها أرواح بريئة دون ذنب أو جريرة اقترفتها. ووجهت هيئة المحكمة الموقرة رسالتين، الأولى هي لأعداء الوطن، الذين كانوا ولايزالون يرمون لبث عوامل الشقاق والوقيعة بين ابناء الوطن الواحد باسم الإسلام والمسيحية، أقول أن الله سبحانه وتعالى أمرنا أن نحافظ على دور العبادة، من مساجد وكنائس فلهم حرمة وقدسية، ومن ثم فإن هدم الكنائس والمساجد، أو العدوان عليها حرام شرعًا، لما فيها من ذكر الله، ودفع الناس بعضهم ببعض لحماية الارض من الفساد، تحقيقا لقول الله : " لَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ". وتابعت المنصة: " بالإشارة إلى أنه و على مدار 15 قرن، لم نسمع أو نقرأ عن هدم مسجد أو كنيسة، إلا من الظالمين الذين يدمرون الأخض واليابس أيام التتار، فكان جزاؤهم الخسران و الدمار." وأشارات المنصة من واقع الأوراق (كما ذكرت) إلى أن هناك أياد خفية تشعل نار الفتنة بين المسلمين والمسيحين، بين فينة وأخرى، تستسغل تشدد البعض تارة، وجهل البعض تارة أخرى، وتتجلى مظاهره فيما حدث ويحدث من اعتداء نفر من المتشدين أصحاب الفكر الإرهابي البغيض، و المرتزقة، على المساحد والكنتائس، ومنهم تنظيم داعش الإرهابي الذين يسمون أنفسهم دولة الإسلام في الشام والعراق، وهدم وحرق وانتهاك حرمات و أعراض، وشددت على أن ما تفعله التنظيمات الإرهابية الأخرى والتيارت المتشددة التي تؤمن بهذا الفكر، أبعد عن القيم و المباديء و الرحمة والإنسانية التي أمرت بها الأديان والكتب السماوية. وناشدت المنصة شعب مصر مسلمين ومسيبحيين، ان يحافظوا على وطنكم مصر بأرواحكم وفكركم الرشيد، وألا يعطوا فرصة لمثل هؤلاء سبيل للفرقة بينكم، مهما كانت الظروف، مختتمًا :"مصر إن شاء الله في رباط ليوم القيامة". وتابعت منوهة إلى القصاص وعقوبة الإعدام، مصداقا لقول رب العزة : ولكم في القصاص حياة ياأولي الألباب. وعقب القاضي على الآية السابقة من الذكر الحكيم قائلا: " إن المشرع هو الله، يمنع الظلم ويعيد الحق، عدل الرحمن يفرض علينا التعامل في الجريمة و العقاب عليها، ليستقر التوازن في النفس البشرية، حكمة الخالق حين شرع عقوبة القصاص." وأضاف " إن الله شرّع العقوبة لنقتص من القاتل ونحمي سائر المجتمع أن يكون بينهم قاتل لا يحترم الآخرين، فالقاتل نفسه حينما يجد نفسه محوطًا بمجتمع يرفض القتل يرتدع ولا يقدم على ما ينويه." وناشدت المحكمة القائمين على الأمر وخاصة المشرع المصري، أن حافظوا على العقوبة واستبقوا عليها في القوانين والدستور، لحفظ توازن المجتمع، فمن شرعها هو الله جل شأنه. وانتقلت المنصة عقب ذلك لذكر وقائع الجريمة، قائلة أنه ثبت لديها يقينًا أن أركان جريمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد توفرت بالقضية، فيما اتاه المتهم إبراهيم إسماعيل، ومن بايعه، ومن اتفق معه، وأمد بالمال لتنفيذ الجريمة، وذكرت بأن ذلك ينبأ عن نفس شريرة، وشخصية فقدت القيم والمبادئ و الرحمة، وتركت نفسها للشيطان، الذي يرتدي ثوب الواعظين. وأوردت المنصة بعضًا من جرائم المعتدي ومنها من سرق سيارته واحتل عليه وطعنه بسكين، وقتل سيدات تواجدت بمكان الحادث، وحاول دخول الكنيسة ليفجر قنبلة يحملها، لولا عناية الله وإحكام غلق الباب، حيث كان يتواجد أكثر 400 شخص يؤدون الصلاة، ويحتفلون بالعيد، واختتمت المحكمة الكلمة بالقول :"إن نفس بهذه الوحشية، لم تترك لنفسها سبيلًا للرحمة، وأن لها طريق وحيد هو القصاص العادل".
أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2