«سيارات الدفع الرباعي».. الجاني الحقيقي في معارك الإرهاب

«سيارات الدفع الرباعي».. الجاني الحقيقي في معارك الإرهاب«سيارات الدفع الرباعي».. الجاني الحقيقي في معارك الإرهاب

* عاجل16-5-2019 | 20:37

كتب: عمرو فاروق

في قراءة تحليلية للأرقام الواردة في بيان القوات المسلحة المصرية، الصادر اليوم الخميس، في إطار مواجهاتها للتنظيمات الإرهابية، خلال الفترة الماضية، نجد أنها أسفرت عن تدمير (97) عربة دفع رباعي، (4) في سيناء، و (54) على الحدود الغربية مع ليبيا،، و (39) على الحدود الجنوبية مع السودان.

لتطرح أمامنا سؤال ملحا، عن حجم استعانة هذه التنظيمات الإرهابية بسيارات الدفع الرباعي، ماركة "تويوتا"، في مختلف تحركاتهم، وطرق الحصول عليها، لاسيما سيارات "تويوتا هايلكس"، و"تويوتا لاندكروزر".

استهداف الجيش تدمير عدد كبير في الحدود الغربية والجنوبية، يكشف عن تكثيف مرور تلك العربات إلى الداخل المصري، عن طريق العناصر التكفيرية المسلحة، العابرة من ليبيا والسودان، لتنفيذ عمليات إرهابية داخل التراب المصري.

ولمحاولة استخدام سيارات الدفع الرباعي ماركة "توياتا" تحديدا، في إطار الصراع القائم بين مكونات الإسلام السياسي، والأجهزة الأمنية يرجع لعدة أسباب منها:

أولاً: طبيعة الجغرافي السياسية للمناطق الحدودية الشرقية، والغربية والجنوبية التي يغلب عليها الطابع الجبلي الصخري.

ثانياً: امكانية وسهولة تحرك سيارات الدفع الرباعي في المدقات الرملية والجبلية.

ثالثاً: سهولة اخفاء سيارات الدفع الرباعي تحت الرمال، وهي محملة بالمتفجيرات وكافة التجهيزات، عن طريق حمالات للصعود والهبوط في العمق الرملي، كنوع من التموية والهرب من رصد الطيران الحربي، إذ يتم تغطيتها بقماش سميك.

رابعاً: قدرة سيارات الدفع الرباعي، على المناورة في المناطق الصحراوية، نظرا لسرعتها الفائقة، ما يصعب عملية تتبعها، ومقدرتها على التخفي والهروب من الملاحقة الأمنية وتمتعها بفتيس غرز متعدد.

خامساً: توظيفها في دور الاستطلاع والمراقبة، وامكانية عودتها بسهولة إلى عمق الصحراء مرة ثانية.

سادساً: الاعتماد عليها اثناء الهجوم المسلح لقدرتها على اختراق النقاط الحصينة والأكمنة، وحمل المسلحين، وتحويلها لمركبة إطلاق، بتركيب المدافع الرشاشة الثقيلة المضادة للأفراد والمدرعات، إذ يثبت عليها الأسلحة المتنوعة.

سابعاً: كما أن لونها عائقا كبيرا أمام رؤية الطيران الحربي، إذ لونها يشبه تماما لون رمال الصحراء، مما يصعب عملية استهدافها جويا.

ثامنا: يسهل تهريبها عبر الحدود والأنفاق من الدول الحدودية مثل ليبيا والسودان وفلسطين، خاصة أن حماس تسخدمها بقوة في تحركاتها.

وحول عملية وصولها للعناصر التكفيرية:

أولاً: الاستيلاء على غالبية مخازن الجيوش النظامية في مناطق الصراع مثل سوريا والعراق وليبيا، واليمن، المليئة بسيارات الدفع الرباعي والتي كان يتم توظفها في المهام العسكرية.

ثانياً: الاستيلاء على سيارات الدفع الرباعي الخاصة بشركات النفط والتنقيب، في مناطق الصراع المسلحة في المنطقة العربية.

ثالثاً: تهريب عدد كبير من سيارات الدفع الرباعي التي تم الاستيلاء عليها إلى فروع داعش لاسيما داخل أفريقيا وأسيا.

رابعاً: نظرا لقدرة سيارات الدفع الرباعي على القيام بالمهام العسكرية، اتجهت التنظيمات التكفيرية المتنوعة للتعامل مع "عصابات سرقة سيارات الدفع الرباعي"، خاصة المنتشرة في أفريقيا، وتحديدا في مالي والسودان والصومال، التي تعتبر من أهم مناطق تمركز هذه العصابات.

خامساً: إنخفاض أسعار سيارات الدفع الرباعي المهروبة والمسرقة، والتي تبلغ نصف قيمتها، ساعد في انتشارها بقوة في مناطق الساحل والصحراء التي يتمركز بها الحركات المتمردة المسلحة.

سادساً: تمول كل من قطر وتركيا، للكيانات التكفيرية المنتشرة في المنطقة العربية، بسيارات الدفع الرباعي، وادخالها عن طريق منظمات الإغاثة الإنسانية، التي تكثف من شرائها لهذه السيارات لأداء مهامها في مناطق الصراعات المسلحة.

ووفقا لتقرير أصدرته شركة "تويوتا" اليابانية، حول كيفية وصول سيارتها إلى يد عناصر التنظيمات التكفيرية وفي مقدمتها تنظيم "داعش" وتنظيم "القاعدة"، كشفت عن امتلاك داعش لوحده ما يقارب من 60 الف سيارة دافع رباعي، عبر وكلاء من دول عربية، حظيت قطر لوحدها بـ(32000) سيارة خلال عام 2016، والباقي موزع بين وكلاء في تركيا والأردن.

القاعدة وطالبان

كانت حركة "طالبان" الأفغانية، أول من اعتمدت على سيارات الدفع الرباعي، منذ تسعينيات القرن الماضي، كـ"أداة للتخويف والترهيب"، مما دفع شركة "تويوتا"، إلى إصدار بيان أكدت فيه أنها لا تقوم بالتصدير إلى أفغانستان أو تمتلك وكلاء فيها، كما كانت سيارات "تويوتا" الماركة المفضلة للزعيم السابق لتنظيم "القاعدة"، أسامة بن لادن.

كما أن أن غالبية الخلايا التكفيرية المحسوبة على تنظيم "القاعدة"، ونفذت تفجيرات طابا في أكتوبر 2004، وتفجيرات شرم الشيخ في يوليو 2005، وتفجيرات دهب في أبريل 2006، كانت معتمدة في تحركاتها على سيارات الدفع الرباعي ماركة "تويوتا".

اعتماد التنظيمات التكفيرية المسلحة على سيارات "تويوتا"، دفع الولايات المتحدة الأمريكية تحقيقًا موسعا في أكتوبر 2015 عن أسباب امتلاك تنظيم "داعش" هذه الأعداد الكبيرة من سياراتها رباعية الدفع.

وردا على التحقيقات الأمريكية، أصدرت شركة "تويوتا" اليابانية بيانًا رسميا نشره موقع ''أوتو بلوج'' قالت فيه إن لديها سياسة مشددة بعدم بيع سيارات لتنظيمات قد تستخدمها لأعمال شبه عسكرية أو إرهابية.

وأشار تقرير إلى أن 22500عدد من الدول العربية اشترت أكثر من 60000 سيارة، في مقدمتهم قطر، وجميعها الآن مع تنظيم داعش.

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2