كتب: أحمد عاطف آدم
ربطت دراسة علمية جديدة مدعومة بنتائج بحثية سابقة وحالية، قام بها عدد من العلماء في تخصصات مختلفة ضمن تقرير نشرته جريدة الديلي ميل البريطانية عبر بوابتها الإلكترونية، بين الوصول لسن اليأس ( انقطاع الدورة الشهرية) وإصابة النساء بالسمنة .
ويري د. " ميج أرول"، وهو أحد كبار علماء النفس البارزين، أن العلاقة تعد حميمة ووطيدة الصله بين ما تسببه تلك الفترة الصعبة بعد بلوغ المرأة لسن اليأس من آلام تحدثها بعض التغيرات الهرمونية وبين الإصابة بالسمنة، حيث تعاني حواء من بعض الأعراض النفسية والجسدية المتفاوته كالأرق والاكتئاب والصداع النصفي والهبات الساخنة وضعف الذاكرة والتركيز وهشاشة العظام.. إلخ، مما يؤدي إلى مزيد من الضغوط التي تدفعها بدورها إلى زيادة الوزن، كما توصلت دراسة استقصائية شملت ٢٠٠٠ سيدة وصلن لسن اليأس إلى أن أكثر من ٣٠% منهن أكلن بشراهة بسبب تأثيرات نفس جسدية مرتبطة بأعراض انقطاع الدورة الشهرية .
وتدعم تلك النتائج دراسة أخرى على فئران التجارب قام بها العلماء بتعريض بعض القوارض للإجهاد مع إمكانية وصولها إلى طعام عالي السعرات، ووجد الباحثون أن الإجهاد المزمن وحده رفع مستويات الأنسولين بشكل هامشى لدى الفئران، ولكن مع تناولها طعاما كثيفا وتعرضها للإجهاد أيضا، ارتفعت مستويات الأنسولين لديها بعشرة أضعاف، والسبب في ذلك هو وجود مسار جزيئى في المخ يتحكم فيه الأنسولين، وأي تعطيل لهذا المسار أو إحداث خلل فيه يمكن أن يؤدي إلي الإفراط في تناول الطعام.
وتؤكد الدراسة حقيقة هامة وهي أن البيئة المحاطة بالضغط النفسي المرتبط ببلوغ السيدات لسن اليأس مع توفر أطعمة عالية السعرات يؤدي بدوره إلى نزع الحساسية العصبية التي تتميز بها خلايا الأنسولين وفاعليتها في ضبط مستوياته بالجسم ومن ثم تأثيره في امتصاص الجلوكوز من الدم بشكل طبيعي وصولا إلى الإحساس بالشبع والتوقف عن تناول الطعام والتحكم في زيادة الوزن .