أمل إبراهيم تكتب: كيف نعرف أننا نتقدم فى العمر ؟!

أمل إبراهيم تكتب: كيف نعرف أننا نتقدم فى العمر ؟!أمل إبراهيم تكتب: كيف نعرف أننا نتقدم فى العمر ؟!

* عاجل23-5-2019 | 21:27

تاريخ الميلاد لم يكن ابدا مؤشر الزمن أو دليل الشعور بالنضج و الكبر ، حتى المرايا لا تعطى صورة صادقة عما آل إليه الوضع لأنك لو قارنت بين صورتك التى تراها فى المرآة كل صباح ستجد أن هناك فارقا كبيرا بينها وبين تلك الصورة، التى تلتقطها الكاميرا، وربما تختلف أيضا عن صورتك التى تظهر فى عيون الآخرين، هناك تفاصيل لا نراها لأننا غالبا لا نلاحظ الفرق فى العمر إلا عندما نبتعد فترة عن شخص ما ثم نراه.

 أما رؤيتنا لأنفسنا فهى جزء من عادة لا تلحظ التغيير، ولكن يحدث أن نشعر بالتقدم فى العمر عند الذهاب إلى مناسبات على فترات متباعدة وتجد أمامك شاب كبير يقول " أهلا عمو أو أهلا طنط أو يقابلك أحدهم ويتحدث بلطف قائلا اتفضل يا حاج" .

ويحدث أيضا عندما نقابل رفقاء الدرب الذين كانوا معنا فى المرحلة الابتدائية أو الثانوية أو حتى الجامعة، الذين نفترق عنهم فترات ثم نعاود اللقاء، غالبا نصاب بما يشبه الصدمة ويثير الأمر تساؤلات غير معلنة مثل هل نحن تغيرنا وكبرنا مثلهم ؟

سوف تلاحظ أن لديهم بعض من  التجاعيد فى البشرة وتراقب غزو الشعر الأبيض أو فقدانه تماما عند الرجال ، ولكن الغريب هو رؤيتك لنفسك و قناعتك الداخلية  أنك تختلف عنهم وأن الزمن الذى مر من هنا تخطاك ،

من الجميل أن نبقى على تلك الروح الطفلة أو الشابة بداخلنا لانها تصنع ذلك النوع من التوزان الذى نحتاج إليه كى نواجه الحياة ، الأمر يشبه خط الدفاع أمام تحولات الزمن وتراكم المشاكل التى تحاصرنا كل يوم يمر .

وبرغم أن التقدم فى العمر حقيقة مسلم بها لأى إنسان ولا شىء يستطيع أن يوقف ذلك الأمر أو يتلاعب به ولكن الحقيقة أيضا أن بداخل كل منا رغبة أن نعود إلى الوراء إلى تلك الفترة التى شهدت اهم مراحل التغيير فى حياتنا تحديدا فترة الشباب .

ويرافقنا دائما حديث النفس قبل الاقدام على أى خطوة جديدة ويتردد بداخلنا سؤال أبدى ونحن نسترجع الماضى أو تمر صور أولئك الذين عرفناهم وكان لهم أثر أو امتداد فى حياتنا، صور قديمة تعيش فى الذاكرة يبدأ السؤال بعبارة تقول: "ماذا لو عاد بنا الزمن هل نتخذ نفس القرارات التى اتخذناها سابقا؟

والسؤال فى حد ذاته مهم لأنه يكون غالبا سبب رئيسى فى كثير من التحولات التى تشهدها حياتنا لأنه يستدعى تجاربنا القديمة ومشاعرنا بالرضا عنها أو رفضها، ولأنه يهزم أحاسيس الخوف والتردد التى قد تكون عائق أمامنا، أو كانت فى السابق سببا فى قرار خاطىء جلب لنا مشاعر الندم.

الإنسان تركيبة معقدة من التجارب والذكريات والخبرات والمشاعر السلبية والإيجابية تتحكم دائما فى مساره وإتجاهه والانشغال بفكرة التقدم فى العمر أمر سلبى لا فائدة منه بل  العكس يعتبر أحد عوامل هدر الوقت و فقدان الأستمتاع والاستفادة الجدية بالعمر ، فى الواقع لابد أن نعرف أنه  لا شىء يستطيع أن يوقف الأنسان من الأمل أو الرغبة فى التغيير ، والأرقام والسنوات لا علاقة لها بما يمكن أن نحققه من نجاح ، إذا كنت غير راض عن حياتك السابقة فانت قادر على التغيير حتما باى شكل أو قدر متاح المهم هو أن تهزم الخوف أو الخجل والتردد الذى يكون سببا غالبا للاستسلام لمقولة لم يعد فى العمر مايكفى  ، أو لم تعد هناك طاقة للأصلاح ، كل الامور ممكنة لو كانت هناك رغبة ..كل الآمال متاحة لو كانت هناك إرادة ، المهم أن الحياة لا تحسب بالسنوات ولكن بالتجارب الناجحة واللحظات المميزة والتأثير الذى تصنعه حولك .

أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2