داليا مجدى عبد الغنى تكتب:ضَيَّعْ عُمْرك ببلاش

داليا مجدى عبد الغنى تكتب:ضَيَّعْ عُمْرك ببلاشداليا مجدى عبد الغنى تكتب:ضَيَّعْ عُمْرك ببلاش

* عاجل23-5-2019 | 21:30

لا تنتهي شركات المحمول عن بث الإعلانات التي تُؤكد على انخفاض سعر الدقائق، علاوة على العروض التي لا تنتهي لخدمات الإنترنت، والفليكسات، والدقائق المجانية، وكل ما يدعو الإنسان لأن يظل حاملاً جهازه الجوال طيلة اليوم، يتحدث في أي شيء، المهم أن يستفيد بكل العروض، ويستثمر كل الدقائق المجانية، وهذا بالقطع يكون على حساب أداء العمل، والاهتمام بالدراسة، وحتى على حساب الراحة البدنية. فأحيانًا، يظل الشخص يتحدث ويُرسل الرسائل طول الليل ولا ينام، ثم يقضي بقية النهار وهو نائم، أوليس هذا مضيعة للعمر؟! فالأجهزة المحمولة اخترعت من الأساس؛ من أجل تسهيل التعامل بالنسبة للأشخاص الذين لديهم أعمال مُتشعبة في أكثر من دولة، وتدريجيًا تحولت إلى موضة ومظهر ترفيهي، وأخيرًا أصبحت وسيلة لتضييع الوقت والتسلية، فهل العُمْر رخيص لهذا الحد، حتى يتم تضييعه في كلام فارغ، فنحن نفرح بالعروض التي لا تنتهي، ونظن أننا ربحنا الكثير من وراء هذه العروض المُغْرية، ولكننا في الواقع نكسب دقائق، ونخسر سنوات طويلة، كان بإمكاننا أن نستثمر كل لحظة فيها. علاوة على المُسابقات الزائفة، التي يكون الهدف من ورائها سحب أرصدة الموبايلات، وهذه المُسابقات لا تحوي سوى أسئلة ساذجة، ليس بها أي مضمون ثقافي، يمكن أن يخرج به المتسابق، فالأمر برمته عبارة عن استهلاك لوقت الإنسان، ومضيعة لعمره، واستخفاف بعقله. في الحقيقة، نحن نفرح بأشياء لا قيمة لها، وحتى نصل إليها، نكتشف أننا خسرنا أهم مُقومات في حياتنا، وبالمُناسبة، السوشيال ميديا، تبدو من الخارج وسيلة لدعم أواصر الصلة بين البشر، في حين أنها أكبر وسيلة لقطع الصلات الحقيقية بينهم، فما بُنِيَ على التسلية واللهو، لا يُمكن أن يستمر، وإذا وجدت شخصًا يُحادثك بالساعات في الموبايل، لا تقل أنك غالي لديه، بل قل لديه دقائق وفليكسات مجانية، لا يُريدها تضيع عليه هباءً، فيستثمرها معك، ليس إلا. فلو تعقل الإنسان، وحاول أن يحسب تصرفاته بهدوء، ويُفكر في نتائج أفعاله، ربما يكتشف أنه بكثير من السلوكيات يُضيع عُمْره ببلاش.

    أضف تعليق

    خلخلة الشعوب و تفكيك الدول

    #
    مقال رئيس التحرير
    محــــــــمد أمين
    إعلان آراك 2