كتبت: سالى شاهين
هذا الكتاب يضم عدد من المقالات الساخرة والمتنوعة ويستعرض الكاتب فيها العديد من الأحداث والمواقف التى أصابت أبطالها لعنة الغجر، فمعظم المشتغلين بالفلسفة والفن، والرهبان يمارسون هذه الوحدة والعزلة الروحية، واعتزال الناس من أجل فهم الناس، فليس الغجر هم الذين زرعوا الوحدة وبذروا العزلة فى عقولنا؛ ولكنهم هم الذين كشفوا عن هذه الرغبة الدفينة. إنهم لا يمتلكون إلا أنفسهم؛ لأنهم ليسوا من الأغلبية لأنهم على الهامش لا يريدون، ولا يرفضون. وليست حياتنا الفلسفية إلا حقدًا على الغجر ومجاراة لهم، والمثل يقول: اهرش أى فنان أو مفكر أو عالم أو صوفى يظهر لك الغجرى!!
يقال إن الغجر من مصر ويقال من الهند، ويقال إنهم مجموعة يتنقلون بين القارات، وعددهم فى أوروبا خمسة ملايين، يرفضون أن تكون لهم جنسية، وإنما يظلون هكذا فارين هاربين ملعونين من كل الناس، والتقطوا لى صورة أسعدتنى. وعندم عدت إلى الفندق وجدتهم قد سرقوا حافظتى وجواز السفر، ولم أضحك، فهى عقوبة استحقها.
ولما سئل الغجر لماذا يسرقون؟ فكان جوابهم - هكذا تقول مورثاتهم الشعبية: إننا كنا عند صلب المسيح فسرق جدنا الأكبر أحد المسامير التى كان يجب أن تدق فى جسد المسيح، فخففنا عنه الألم، فقال لنا: افعلوا فى دنياكم ما شئتم فقد عفوت عنكم، ومن يومها ونحن نسرق، فلا عقوبة لنا يوم القيامة!