د.ناجح إبراهيم يكتب: لست لصاً .. ولكنى عاشق

د.ناجح إبراهيم يكتب: لست لصاً .. ولكنى عاشقد.ناجح إبراهيم يكتب: لست لصاً .. ولكنى عاشق

* عاجل28-5-2019 | 23:13

شاب أشقر له لحية خفيفة ألباني الجنسية يبلغ من العمر 35 عاماً،خرج من حمامات المسجد النبوى,فقبض عليه أربعة من الشرطة وقيدوه,قال لهم الشاب:ماذا فعلت,أنا لست شحاذاً ولا متسولاً,ولست لصاً ولا إرهابياً. تدخل بعض اللذين يعرفون الشاب قالوا للشرطة:ما مشكلته إنا نراه كثيراً خاشعاً يبكي في الروضة المشرفة,قال الجنود:لا دخل لكم بالأمر,إنه يعيش هنا منذ ست سنوات في المدينة بطريقة غير رسمية,وكلما أردنا القبض عليه دخل إلي الروضة المشرفة إلي جوار النبى فلا نستطيع القبض عليه. ست سنوات وهو يفعل ذلك,ولا يخرج من هناك إلا إلي الحمام ونحن تربصنا به اليوم واستطعنا القبض عليه ، ولن نفلته هذه المرة,واليوم سنرسله لألبانيا. قال لهم الشاب وهو يبكي:ماذا لو تركتموني بجوار حبيبي رسول الله,فلست سارقاً ولا متسولاً،أنا هنا فقط لحبي لرسول الله,ولكنهم أوثقوه وبدأوا التحرك به,فقال لهم باكياً:دعونى أقل شيئاً لرسول الله فقالوا بتعجب وتهكم !قل لرسول الله ما تريد .. فنظر الشاب الألباني نحو القبة الخضراء قائلاً : يا رسول الله أهكذا يكون الاتفاق,لقد اتفقت معك ألا نفترق أبداً ، وأن يظل كلانا إلي جوار الآخر حتى النهاية,لأجلك تركت أسرتي ووطنى وأغلقت دكانى,وأتيت لأعيش في جوارك حتى ألقى الله,ولكن انظر إلي هؤلاء يمنعوننى! لماذا لا تتدخل؟ ثم سقط علي الأرض. ظن الجنود أنه أسقط نفسه عمداً كحيلة لمنع ترحيله,ركلوه بأرجلهم:قم أيها المخادع,ولكنه لم يحرك ساكناً,سكبوا عليه الماء ولكنه لم يستجب,حاولوا تحريكه دون جدوى,طلبوا الاسعاف فجاء الطبيب وفحصه ثم تمتم قائلاً:هذا الرجل مات منذ دقائق,أجهش الجنود بالبكاء,قالوا:لو كنا نعلم صدق حبه للرسول "صلي الله عليه وسلم"وارتباطه به هكذا لتركناه ،نحن السبب في موته.   هؤلاء الجنود معذورون لأنهم لا يفهمون سوى لغة القانون الجامدة،وهذا الشاب مخالف للقانون،أما لغة الحب التي يعيشها هذا الشاب فهى أعمق بكثير من أن يدركوها،لغة الحب وقانونه أسمى وأعلى وأعمق من لغة القانون . إنه القانون الأبقى،وخاصة"حب الله"المحبوب الأعظم وحب الرسول خاصة والرسل جميعاً عامة ، فبهذا القانون العظيم تنتظم كل المحاب،بل تنتظم الدنيا والآخرة ، فمن أحب الله ورسله أحب كل شيء ، أحب الحجر والشجر والسماء والأرض والبلاد جميعاً ، أحب حتى من أساء إليه ودعا له وصفح عنه وحزن للكرب إذا أصابه،من يحب الله ورسله سيحب الناس جميعاً،فقيرهم وغنيهم،صالحهم وطالحهم،يحب الخير للناس جميعاً ، يقبل علي الصالحين فهم صحبته في طريق الله ، ويحسن إلي الطالحين ويرجو أوبتهم لأنهم عباد الله أيضاً،ويستحقون الإحسان. المحب لا يدور مع نفسه ،ولا حول جاهه، بل يدور مع مراد الله في خلقه ،ويعيش بقلبه مع أسماء الله الحسنى ، وأنى لمثل هؤلاء الجند أن يعيشوا مع مثل هذه المعاني ، وهم يعيشون كل يوم مع أنماط كاذبة خادعة سارقة،إنهم لم يعهدوا مثل هذا الصدق ، ولذلك لم يصدقوا أن هذا الشاب يحمل في قلبه حباً صادقاً للنبى إلا بعد ما صدق في اتفاقه مع الرسول إنه اتفاق غير مكتوب علي الأرض وشهدته السماء بعدم الفراق ،صدق الله فصدقه الله،لقد عاش بقلبه مع قول النبي "أنت مع من أحببت يوم القيامة"ولذلك دفن بجوار حبيبه وهو أغلي وأسمي حبيب ويرجو أن يحشر معه في الآخرة،الحب عزيز بين الناس والصدق نادر،ولكنه لن ينمحي من الأرض ، سلام علي الصادقين والمحبين في كل زمان.

أضف تعليق

مَن صنع بُعبع الثانوية العامة ؟!

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2