«الإخوان» في إريتريا.. رأس حربة لاختراق العثمانيين الجدد للقارة السمراء

«الإخوان» في إريتريا.. رأس حربة لاختراق العثمانيين الجدد للقارة السمراء«الإخوان» في إريتريا.. رأس حربة لاختراق العثمانيين الجدد للقارة السمراء

*سلايد رئيسى29-5-2019 | 23:36

كتب: عاطف عبد الغنى

لا يخفى الأتراك أطماعهم في أفريقيا.

وخطتهم التى ينفذونها فى اختراق القارة السمراء، تنشط على محورين، الأول التظاهر بتقديم المساعدات الإنسانية والغذائية لشعوب القارة السمراء، والثانى تنشيط عمل الإسلامويين، من أبناء الدول الأفريقية، وخاصة المنتمين إلى جماعة الإخوان الإرهابية، والسلفيين، من خلال حلم إحياء دولة الخلافة.

فى عام  1992 أسست تركيا وكالة التعاون والتسيق التركية "تيكا" كأداة لتنفيذ مفهوم السياسة الخارجية التركية الفاعلة، ومنذ تأسيسها أصبحت الوكالة أداة من أدوات تطبيق السياسة الخارجية التركية في العديد من الدول والمناطق، لتنفيذ المخططات الاستيراتيجية للعثمانيين الجدد الذين ينتمى إليهم أردوغان وحزبه، وحلمهم إحياء الإمبرلطورية العثمانلية.

رئيس وكالة "تيكا" التركية التى تعمل بنشاط كبير فى بلدان القارة السمراء، وبخاصة فى منطقة القرن الأفريقى الاستيراتيجية، صدر عنه تصرّيحا في  شهر يوليو 2018، على هامش زيارة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان إلى دولة جنوب إفريقيا، قال فيه إنّ الوكالة لديها 62 مكتباً في 59 دولة حول العالم، منها 25 مكتباً في إفريقياً.

وأضاف رئيس "تيكا" دون مواربة أن " قارة أفريقيا غنية إلى درجة أنّها قادرة على أن تغذي العالم كله".

اسطنبول تحتضنهم

في الخامس من شهر يناير لهذا العام (2019) افتتح في العصمة التركية اسطنبول، مكتب رابطة علماء إريتريا.

وحاولت الرابطة الجديدة إسباغ الهيئة العلمية على هيئتها، وذلك لإخفاء علاقتها بالرئيس التركى رجب طيب أردوغان من جانب،  وجماعة الإخوان المدرجة في كثير من الدول على قائمة الإرهاب، من جانب آخر.

وخلقت الرابطة حول نفسها دعاية تشير إلى أنها هيئة علمية شرعية مستقلة، ذات شخصية اعتبارية، تسعى لنشر العلم الشرعي، وإصدار الفتاوى، ودعم المسلمين الإرتريين، لكن أعضاء الرابطة لم يقدموا تفسيرا مقبولا لسبب العمل من الخارج، ومن تركيا تحديدا، طالما كان هدفهم دعم المسلمين في إريتريا (!!)

رئيس الرابطة

وأكد أمين عام الرابطة برهان سعيد الجبرتي، وهو رجل أعمال يدير شركات عقارات في مدينة إسطنبول، أن الرابطة لا تهتم بالسياسة، قال فى تصريحات معلنة، إن الرابطة "علمية لا علاقة لها بالسياسة وتدعو إلى تمكين العلماء"، وحذا أعضاء فى الرابطة حذوه، وتعهدوا بعدم الحديث فى السياسة، ونفوا وجود أي توجه حزبي للرابطة، لكن سرعان ما انخرطوا في السياسة وأفصحوا عن وجههم الحقيقى.

وقبل أيام قليلة، وتحديدا يوم 14 رمضان الحالى، نظم أعضاء الرابطة حفل إفطار، كشف عن وجود تمويل مالي ضخم لأنشطة الرابطة، التي أخفت مصادر تمويلها، لكنها كانت على تواصل دائم مع مؤسسات حكومة أردوغان، ومن بينها "رئاسة الشؤون الدينية التركية"، وفق موقع "عثمانلي" التركى المعارض.

ومابين البداية وحفل الإفطار الفاضح وقعت أحداث أخرى كثيرة كشفت عن نشاطات تركيا وأغراضها الخبيثة نحو أرتيريا.

الحقيقة

وما لم يظهر من جبل الجليد الغاطس فى قصة محاولة أردوغان ونظامه اختراق أرتيريا، واستغلال الإريتريين المقيمين في تركيا، خصوصاً من يعتنقون أفكار جماعة الإخوان المسلمين، هو دفع تركيا لإنشاء هذه الرابطة، وأن يكون مقرها إسطنبول، وهدفها الترويج لأفكار "أردوغان الإمبراطورية" تحت ستار إحياء دولة الخلافة، ورفع شعارات دينية جوفاء، لاستقطاب الفقراء، والأفارقة المقيمين في تركيا، وفي الداخل الإريتري أيضاً، والهجوم على حكومة أسمرة التي تصدت لمحاولات الاختراق التركي.

أما برهان سعيد الجبرتي، رئيس الرابطة والذى أعلن عند إشهارها أنها لا علاقة لها وله بالسياسة، فلم يستطع أن يمنع نفسه، كشف وجهه الحقيقى حين راح يشن هجوماً حاد على حكومة بلاده، أرتيريا، واتهمها بالمسؤولية عن سوء مستوى التعليم، وتدني أحوال المسلمين في البلاد، مردداً النصوص والخطب ذاتها التي يجيدها أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، ومؤيدوها، لاصطياد فرائسهم.

منطقة القرن الإفريقي

وزادت الأمور عن حدها، وضاقت الحكومة الإريترية ذرعاً بأنشطة الرابطة، ورعاية تركيا لها فأصدرت في أوائل شهر أبريل الماضي، وزارة الإعلام الأريترية بياناً جاء فيه:

" إنّ تركيا تحاول تخريب وعرقلة مسار السلام مع إثيوبيا، وفي منطقة القرن الإفريقي ".

وكشف مراقبون أن رابطة علماء إريتريا في إسطنبول، تضم عناصر من جماعات السلفية الجهادية وتنظيم القاعدة، إلى جانب عناصر جماعة الإخوان، محاولين إشعال الأوضاع في البلد الإفريقي ومنطقة البحر الأحمر بشكل عام، فيما أكدت تقارير أمنية عن تورط عناصر من القيادات الإسلامية في إريتريا "سلفيين وإخوان" في التخطيط للقيام بأعمال إرهابية في الصومال واليمن، ومنطقة القرن الإفريقي.

تقارير الأمن

أكدت أيضا تقارير الأمن سعي إخوان إريتريا من خلال تكتلاتهم في الخارج، وتحديداً تركيا إلى حكم البلاد، وتأجيج حالة المعارضة ضد النظام الحاكم الآن.

كان يحدث هذا بينما تواصل تركيا، عبر وكالة "تيكا" التى تملكها، سياستها فى اختراق أرتيريا، عبر بوابة المساعدات الإنسانية والغذائية؛ لإحكام القبضة على ثرواتها الطبيعية الهائلة، وعلى رأسها النفط والنحاس والذهب.

ومن جانبه حاول حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم تكرار سيناريو جيبوتي في إريتريا، بالسيطرة على مقدراتها وثرواتها الطبيعية، لكن يقظة قادة إريتريا أفشلت خطط أنقرة القاضية بالتوغل في مؤسسات الدولة الإفريقية.

أضف تعليق

حظر الأونروا .. الطريق نحو تصفية القضية الفلسطينية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2