كتب: الربيع الرحيمة إسماعيل
أعظم التحولات تأتي من أصغر التغيرات، تغيير بسيط في سلوكك يمكن أن يغير عالمك ويعيد تشكيل مستقبلك.
- أوبرا وينفري
يروى أن أحد رؤسـاء مجلس إدارة شركات الطيران الكبرى قد عقد إجتماعاً طارئا ، لمناقشة مشكلة انخفاض أرباح الشركة ، و كان الإجتماع مغلقاً و الحلول المطلوبة يجب أن تكون حلولاً إبداعية، فتقدم أحد المشاركين بإقتراح بسيط، و كان كالتالي:
"صحن السلطة المقدم للراكب به ثلاث زيتونات فلما لو نقلل زيتونة من كل صحن"!
طبعاً سخر بعض الحاضرين من الفكرة، و البعض الآخر ضحك عليها ، لكن السيد المدير كان حكيماً ، فاحترم الفكرة و دعا لمراجعتها، وبعد التفحيص وجدو أنها توفر مبلغاً لا بأس به خلال العام ! يخصم هذا المبلغ من نسبة الخســائر ليضـــاف إلى الأرباح و يأتى هذا فقط من تقليل زيتونة و احـدة فى طبق السلطة.
... وبمبدأ الزيتونة نفسه يمكنك إضافة الكثير في حياتك من تطوير ذاتي و تغيير محســوس ، ودعني أقترح عليكـ بعض العادات الفعلية التي يمكنك تجربة المبدأ عليها ، فمثلا زيتونة واحدة يومية في تعلم مهارة جديدة ، زيتونة يومية في زيادة معدل القراءة في تخصصك و في تخصصات أخرى من أجل الوعي و المعرفة ، زيتونة يومية في السمو الروحي و توطيد علاقتك بالله سبحانه و تعالى ، زيتونة يومية في معرفة أغوار النفس و الوعي الذاتي " إكتشاف مكامن القصور الذاتي - فن الإستماع للآخرين ... إلخ " ، زيتونة واحدة كل يوم في رقيك و تعاملك مع الآخرين ، زيتونة واحدة يومياً في التفكر و الإمتنان على نعم الله تعالى عليك.
تلك الإضافات البسيطة حتماً سيكون لها التأثير العميق في حياتك و ليس عليك الإنتظار طويلا حتى ترى نتائج مذهلة .
ولا يفوتني أن أذكرك بإســتخدام "مبـدأ الزيتونة" في تحسـين الحديث الذاتي الخاص بك «� self talk» ، و كما هو معروف أن اختلافا شاسعاً ين شخص أسير الحديث الذاتي السلبي، و آخر يردد كلمات إيجابية لنفسه دوما ، و مبدأ الزيتونة هنا يكمن في استمرارية الحديث الذاتي الإيجـابي ، يقال أن أهم كلمة تجســد واقع الشـخص هي كلمة «أنا ... و ما بعدها» ، فإن قلت لنفسكـ: أنا سيئ ، أنا لا أبدو كما ينبغي أن أكون، أنا غير واثق بنفسـي ... إلخ . تلك التعبيرات ستعكس الصورة الخاصة وستبدو صورتك في الواقع إســقاطاً لها، و العكس صــحيح .
لذا أنصــحك بترديد كلمات إيجابية دوماً و خذ كلمات "إميللي كوتيه" نموذجـاً : «يوما بعد يوم و بكل الطرق الممكنة ، سوف أصبح أفضل و أفضل».
* كاتب المقال:
سودانى الجنسية – يدرس بكلية الهندسة قسم الاتصالات – بجامعة جواهر لال نهرو التكنولولجية – بالهند … مهتم بقضــايا الفكر والثقافة. ويسعى لإيقاد شعلة النهضـة فى أمته بسلاح القلم ونور المعـرفة كما يقول فى تعريفه لنفسه.