كتب: جهاد السعيد
قال مساعد وزير الخارجية السابق السفير محمد حجازى، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى ودعوته للقمة الرابعة عشر تلك الدعوة التى وجهها له رئيس الوزراء اليابانى شنزو آبى، تمثل تقديرا لمكانة مصر وتقديرا لدورها.
وأضاف فى تصريحات خاصة لـ "دار المعارف" أن ذلك الأمر جاء تقديرا لدور مصر فى رئاسة الاتحاد الأفريقى ولما يمكن أن يقدمه الرئيس عبد الفتاح السيسى من رؤى تتعلق بالأهداف والطموحات والتحديات التى يواجهها العالم النامى، والذى يتطلع لاقتصاديات الدول العشرين الأهم الممثلة فى مجموعة العشرين، لتقديم الدعم والمساندة للاقتصاديات الأفريقية لمواجهة وتحقيق أهداف الأمم المستدامة للأمم المتحدة وكذلك لنقل التكنولوجيا وتوطين الصناعات وإتاحة فرص التنمية وعدالة التجارة الدولية ودعم المنتجات الأفريقية وتصديرها تلك المعانى الهامة التى ينقلها الرئيس إلى محفل هو الأهم على المستوى العالمى.
الأكثر ثقلا
وأضاف السفير حجازى أن مجموعة العشرين هى المجموعة الأكثر ثقلا فيما يتعلق بصياغة السياسات الدولية لاسيما فى المجالات الاقتصادية والتجارية ولكنها أيضا تتيح الفرصة للتداول السياسيى بين قادة دول العالم الأهم، وعلى رأسهم القواتين الأعظم الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا، وكذلك الصين واليابان، وباقى مجموعة دول العشرين، فمصر موقعها الاقتصادى فى دول العشرين هو الواحد والعشرين، وهذا يعنى أنها اقتصاد قريب من تلك الاقتصاديات، وأن المؤشرات توحى بأنه فى 2030 سوف تتبوأ مصر المرتبة الثامنة ضمن أهم الاقتصاديات العالمية من الاقتصاديات الواحد والعشرون الحالية، وبالتالى فمصر هى صوت يُستمع إليه، فالرئيس عبد الفتاح السيسى صاحب تجربة فى الإصلاح الاقتصادى تلك التجربة الصعبة والهامة والواعدة باعتراف مؤسسات التمويل الدولية، ولكنه أيضا صاحب تجربة معركة هامة ومؤثرة فى صد الإرهاب عن العالم.
مكافحة الإرهاب
وواصل السفير حجازى قائلا إن تجربة مصر فى مكافحة الإرهاب بزواياها الشاملة من مكافحة أمنية وعسكرية ومكافحة أيدلوجية وثقافية ومكافحة اقتصادية وتنموية ودعوة دائمة لحصار مصادر الإرهاب وتمويله خاصة أن الدول التى باتت معروفة كتركيا وقطر، تلك هى المعانى الهامة التى سينقلها الرئيس والرسائل الهامة التى تجعله دائما ضيفا على قمم مجموعة العشرين فكان فى قمة هامبورج بدعوة من المستشارة الألمانية فى القمة الثالثة عشر، وكان أيضا فى قمة هانجتشو فى الصين.
فى مجموعة العشرين طرفا الرئيس عبد الفتاح السيسى ومصر يمثلان ركيزة الأمن والاستقرار فى واحدة من المناطق التى ترتبط بالمصالح الاقتصادية الاستراتيجية فى كافة الدول المشاركة فهى الدولة الحاكمة فى الممرات التجارية عبر قناة السويس وهى دولة على مقربة من الأوضاع فى الخليج الذى يشهد توترات مؤثرة.
اجتماعات أوساكا
وواصل السفير حجازى موضحا أنه إضافة إلى ما سبق، تأتى اجتماعات أوساكا للقمة الرابعة عشر لمجموعة العشرين فى توقيت تشهد فيه حركة التجارة الدولية ضغوطا بسبب الممارسات والسياسات الأمريكية التى تعادى الصين، وترفع ضدها رايات الحمائية، هذه الحمائية تمارسها واشنطن حتى ضد اليابان وضد أقرب حلفائها فى أوروبا حتى من النواحى الأمنية والاستراتيجية فهى تبتز دول الناتو لتحميلهم تكاليف تقلل من الأعباء الملقاة على عاتق الولايات المتحدة التى ترى أن على الجميع أن يتشارك فى تحمل الأعباء.
وأشار السفير حجازى أو سط هذا المناخ تتملص الولايات المتحدة من بعض الاتفاقيات الاستراتيجية المتعلقة بنزع السلاح وهو الأمر الذى يستدعى معاودة الحوار بين واشنطن وموسكو، وإلا سوف يتعرض الأمن والسلم العالمى للخطر وواشنطن أيضا صاحبة المواجهة الدائرة فى الخليج مما يعرض أمن الخليج وأمن المنطقة للخطر.
تقليل التوتر
وأضاف السفير حجازى أتصور أن تدخلات مجموعة العشرين والحوار السياسى الذى يجرى دائما على هامشه سيسهم فى تقليل هذا التوتر الذى هو ليس فى صالح أحد من الحضور.
بالإضافة إلى كل ما ذكرت فهناك فرصة للرئيس عبد الفتاح السيسى والقادة المشاركين فى القمة أن يتشاركوا فى تبادل وجهات النظر فهذا هو أحد أهداف مثل هذه المؤتمرات واللقاءات الثنائية التى يمكن للرئيس أن يبحث من خلالها علاقات مصر بكافة الأقطاب الحاضرة سواء كانت علاقتنا مع الصين أو روسيا أو مع الولايات المتحدة أو مع أوروبا كل تلك العلاقات الهامة ومع مجموعة العشرين لحين إنضمام مصر بإذن الله لهذه المجموعة.
وأكد السفير حجازى على أنه من المتوقع فى عام 2030 سيكون الاقتصاد المصرى ليس فقط بين مجموعة العشرين ولكنه سيكون فى المرتبة الثامنة، وسيتحقق ذلك بفضل عرق أبناءنا وبفضل السياسات الاقتصادية الناجحة التى تبناها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى برنامج إصلاح اقتصادى صعبا ولكنه واعدا وذلك باعتراف مؤسسات التمويل الدولية.