كتب: خالد عبدالحميد
أكد الدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب أن المنتدى الدولى الثانى للتطوير البرلمانى، المنعقد بروسيا، شديد الأهمية، بالنظر إلى جسامة التحديات والأزمات التى يمر بها العالم اليوم، فى شتى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وعلى مختلف الأصعدة محليًا وإقليميًا وعالميًا.
جاء ذلك خلال كلمته - اليوم الإثنين - فى المنتدى الدولى الثانى للتطوير البرلمانى، المنعقد بروسيا.
وأشار عبدالعال إلى أن البرلمانات بدورها ليست بعيدة عن تلك التحديات، حيث تتأثر بتداعياتها السلبية من ناحية، ومن ناحية أخرى فإنها مطالبة بالتعامل مع تلك التحديات والأزمات وإيجاد حلول فعالة لمواجهتها.
وتابع رئيس البرلمان: "موضوع التطور البرلمانى فى حد ذاته بات من الموضوعات الرئيسية محل الاهتمام العالمى، فى ضوء التحديات التى تفرضها عملية التطوير، وكذلك بالنظر إلى ضرورات التطوير ذاته، ومواكبة العصر فى مجال بناء وتطوير القدرات المؤسسية والوظيفية للبرلمانات".
وواصل: "من هنا يعد هذا المنتدى إحدى الآليات المهمة التى تُثرى النقاش حول هذا الموضوع المهم، الذى تتفرع عنه قضايا وإشكاليات كثيرة تحتاج منا إلى عصف ذهنى ونقاش مستنير نستطيع من خلاله بلورة رؤى واضحة فى التعامل معها".
وأشار إلى أنه بإلقاء نظرة سريعة على الموضوعات المطروحة على جدول أعمال هذا المنتدى تنعكس أهميته البالغة فى هذا التوقيت، وتنعكس دقة اختيار الموضوعات التى تتناسب مع طبيعة التحديات التى يمر بها العالم، والمسئولية الملقاة على عاتق البرلمانات فى هذا الصدد.
وتابع: "فعلى سبيل المثال، أصبح للبرلمانيين دور لا يُستهان به فى تعزيز الأمن الدولى وفى إرساء مفاهيم السلام والاستقرار من خلال الدبلوماسية البرلمانية التى تعلى من قيمة الحوار والتفاهم وتعمل بالتوازى مع دور الحكومات فى تقريب وجهات النظر، خصوصا فى القضايا محل الاختلاف وفى الصراعات والنزاعات".
وعلى صعيد آخر، تتناول النقاشات فى هذا المنتدى واحدة من أهم القضايا التى تشغل بال السياسيين فى مختلف دول العالم، ألا وهى دور الشباب بشكل عام، وخصوصا تطوير العمل البرلمانى، حيث يمثل الشباب عصب الأمة الذى تعتمد عليه لبناء نهضتها فى الحاضر ووضع ملامح خريطتها من أجل المستقبل.
وأردف: "فلا تطور برلمانى بدون مشاركة حقيقية من جانب الشباب وانخراط تام من جانبهم، سواءً فى وضع خطط التطوير وسياساتها، أو فى تنفيذ هذه الخطط، أو فى متابعة التنفيذ واقتراح آليات التصويب والتقويم والتصحيح".
وأكد رئيس البرلمان أن المنظمون لهذا المنتدى أحسنوا فى اختيار موضوع التكنولوجيا الرقمية ودورها فى تطوير عملية التشريع، وهو موضوع يكتسب درجة كبيرة من الأهمية، فربما قبل عقدين من الآن كانت كثير من البرلمانات تخطو أولى خطواتها نحو استخدام تكنولوجيا المعلومات فى أعمالها، وكان القليل منها يمتلك بنية أساسية قوية يمكن الاستناد إليها فى استخدام تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات فى البرلمان، أما اليوم فقد بلغ توظيف هذه التقنيات والآليات والوسائل فى أعمال البرلمان حداً لم يكن من الممكن تصوره أو توقعه حتى وقت قريب.
واستطرد: "ولا يقل أهمية عن ذلك موضوع الحروب الإعلامية والشائعات، والتى باتت تعد من أخطر أنواع الحروب نظرا لتأثيرها فى نشر المعلومات المضللة التى تبعث على زعزعة الثقة فى مؤسسات أى دولة، كما أنّها فى الوقت ذاته تعد حربا باردة لا يمكن التنبؤ بنتائجها ونهايتها، وفى بعض الحالات لا يمكن معرفة المسؤول عنها، ومن ثم تأتى بنتائج وخيمة فى ظل عدم مسئوليتها الاجتماعية فى أوقات السلم والحرب معا".