ليس تحالفًا إعلاميًا فقط.. قصة التعاون بين «مكملين» و«داعش»

ليس تحالفًا إعلاميًا فقط.. قصة التعاون بين «مكملين» و«داعش»ليس تحالفًا إعلاميًا فقط.. قصة التعاون بين «مكملين» و«داعش»

* عاجل23-4-2017 | 20:14

كتب: أحمد سعد "مقطع مضطرب يخفي أكثر مما يظهر.. أشخاص بزي عسكري، مماثل للخاص بقوات الصاعقة في الجيش المصري، بعضهم بدى وكأنه رجل ميليشيا، ببنطال مموه وقميص وشال فلسطيني". ليس المجال للحديث عن صحة المقطع المزعوم لقناة "مكملين" الإخوانية، وما يحمل من "اتهامات" للقوات المسلحة المصرية، ولكن حول العلاقة بين تلك القناة والمسلحين في سيناء. البداية من سيناء داعش "لفهم الأمر يجب العودة بالخلف إلى الوراء قليلًا، وبالتحديد قبيل وصول الإخوان إلى الحكم"، يوضح مصدر مطلع لـ"دار المعارف"، مضيفًا أن في تلك الفترة نشطت العديد من وسائل الإعلام، سواء قنوات أو مواقع إلكترونية وصفحات "سوشيال ميديا" تابعة للإخوان، ومن بينها صفحة خاصة بأخبار سيناء. الصفحة كانت من الأوائل التي تبث أخبار حول الهجمات التي كانت تقع في شبه الجزيرة، وأغلبها كانت عمليات تستهدف خط الغاز الطبيعي، بدعوى تصديره إلى إسرائيل، بحسب المصدر، الذي أشار إلى أن القائم على الصفحة يتبع جماعة الإخوان، وهو نجل قيادي كبير في الجماعة بمحافظة شمال سيناء. المصدر تابع: "وحينما حدثت الواقعة الشهيرة لاختطاف مجندين من وزارة الداخلية في العريش، مايو 2013، وخرج الرئيس المعزول محمد مرسي ليتحدث عن سلامة الخاطفين والمخطوفين، كانت الصفحة سباقة للنشر، بل والتواصل علنية مع جهة الخطف". "وبعد الإطاحة بمرسي وجماعته في ثورة 30 يونيو، بدأت وتيرة العمليات الإرهابية في التزايد، وظلت الصفحة هي الأولى في إذاعة أنباء الهجوم على كمين ما أو استهداف مدرعة لقوات الأمن"، يكمل المصدر الذي أشار إلى أن القائم على الصفحة انتهى به الأمر في العام 2014 إلى السفر لتركيا، بطريقة أو بأخرى، حيث عمل في القناة، وقدم بها برامج خاصة بالوضع في سيناء. القناة و"الإرهاب" القناة ركزت على تقديم الوضع في سيناء طوال السنتين الماضيتين على أن هناك طرف واحد في المعادلة، وهو قوات الأمن، أما الإرهابيون فهم أشباح أو "خرافات"، حتى تقع عملية إرهابية ضخمة، فيبدأون في الحديث عن "التقصير" أو أن الأمر يعود إلى عدم الاستهداف الحقيقي لهم، ما يجعل الأمر يختلطعلى المتابع العادي حول الرؤية المتناقضة للقناة، "فهل الإرهابيون مجرد أشخاص خياليين أم أن القوات الأمنية لا تقدر على مواجهتهم؟". بالعودة إلى حديث المصدر، فيشير إلى أن الأمر لا يقتصر على ترويج لما ينشره الإرهابيون، أو "تلميع" صورتهم وتأجيج المشاعر ضد قوات الأمن، فهناك "تواصل" وصلاة "قرابة" مع الذين يحملون السلاح ضد الدولة، وهو ما يؤكد وجود شكل آخر للتعاون بين "التنظيم" المبايع لـ"داعش" في سيناء، والعناصر الإخوانية التي تعمل في القناة، أو تظهر كضيوف على برامجها. التفجير الذي استهدف الكنيسة البطرسية في محيط الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، كان أول شرارة توضح وجود "تنسيق" بين عناصر إخوانية، وتنظيم "داعش"، وهو ما ظهر جليًا في إدراج أسماء على رأسها الداعية الإخواني يوسف القرضاوي، ضمن المتهمين في الواقعة. جبهة محمد كمال وفي تلك القضية ظهر لأول مرة اسم مهاب مصطفى، الملقب بالدكتور، الذي، بحسب التحريات، "سافر إلى قطر خلال 2015، وارتبط هناك ببعض قيادات جماعة الإخوان، وعقب عودته تردد على شمال سيناء، وهناك تواصل مع بعض الكوادر الإرهابية، حيث نظموا دورات تدريبية له على استخدام السلاح وتصنيع العبوات التفجيري"، ما يعني أن هناك خلايا تجمع عناصر "من الطرفين" . إلا أن المتأمل في وضع جماعة الإخوان الآن، يعلم أنها تعاني من "انقسام" حاد داخلها، خاصة بعد تشرذم أعضائها بين جبهتي محمود عزت ومحمد كمال، حيث باتت الأخيرة تتخذ نهج العنف وسيلة علنية، ودون مواربة، منتقدة، في بيان سابق، ما وصفته بـ"سلمية" الجماعة الأم، وهو ما دعا مكتب الإرشاد إلى اتخاذ إجراءات عقابية حيال هؤلاء. ومن مصادر مطلعة، علمنا أن الجماعة اتخذت إجراءات عقابية حيال هؤلاء "المنشقين" في جبهة محمد كمال، فقطعت مصادر التمويل عنهم، وحتى من هم في السجون، توقفت عن تقديم الدعم لهم وأسرهم، إضافة للواقعة الأخيرة التي حدثت في السودان، وبحسب شباب الجماعة، فقد طُرد عدد منهم من قبل القيادات؛ لأنهم خالفوا توجيهات مكتب الإرشاد. وليس بالغريب أن نجد في أسماء الموقعين على تشكيل تلك "الجبهة"، وهم أكثر من 50 اسمًا، أفراد من العاملين في "مكملين" وآخرين يظهرون كـ"محللين" على شاشاتها، وفق ما تبين مصادر مطلعة، ذاكرة أن هؤلاء الأشخاص شكلوا ما يشبه دائرة ربط بين "الداوعش" و"جبهة محمد كامل"، في تحالف إعلامي و"عملياتي"؛ حيث تتوافق رؤاهم جميعًا في ضرب الدولة المصرية، وليس من المستبعد "تعاونهم" أيضًا في تنفيذ التفجيرين الإرهابيين الذين استهدفا كنيستي مارجرجس في طنطا، والمرقسية في الإسكندرية.
أضف تعليق