كتبت: نور الهدى فؤاد – ريشة: سارة شريف
استقالة المستشار الأمني للرئيس الأمريكي الجديد "مايكل فلين" لا تعتبر مفاجأة كبيرة لمتابعي الشأن الأمريكى وإدارته الجديدة وعلى رأسها دونالد ترامب .. ليست مفاجأة على الرغم من إثارتها للجدل، خاصة بعد انتقاد محققي مكتب التحقيقات الفدرالية الـ"أف بي أي" لما جاء في التحقيقات التي أجريت معه عقب توليه مهام منصبه، وذلك حول اتصالاته "المريبة" مع الجانب الروسي وذلك قبل توليه المنصب، بعدما استشعروا من تلك الاتصالات حرجا يحتمل استغلاله.
"فلين" الذي شغل المنصب بعد تأييده لـ "ترامب" فكرا وتوجه قبل أن يصبح اقرب مستشاريه، وهو الجنرال المتقاعد بعد طرده من منصبه كرئيس جهاز استخبارات الدفاع 2014 وبعد عامين فقط من توليه، بسبب ما كان يبثه من أراء متطرفة ومعارضة لفكر الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، حيث وصف فلين غزو الولايات المتحدة للعراق في 2003 بأنه خطأ استراتيجي فادح، ومن أقواله "الخوف من المسلمين أمر منطقي"، وقال لصحيفة نيويورك بوست في يوليو الماضي إن "العالم الإسلامي يمثل فشلا ذريعا"، وفي أغسطس ألقى خطابا بمدينة دالاس أمام مجموعة مناوئة للمسلمين وصف فيه الإسلام بأنه "إيدولوجية سياسية تتستر وراء الدين.
والجنرال فلين الذى عرف بالداهية الاستخباراتية، فقد تولى أرفع منصب استخباراتي في العراق وأفغانستان في ذروة التوغل الأمريكي هناك، و ينسب إليه الفضل في المساعدة في تطوير نظام استخباراتي يعمل في ساحة المعركة قاد إلى اعتقال إرهابيين وتدمير شبكاتهم، ويذكر له تأييده لرغبة ترامب توثيق الصلة مع روسيا، وإعادة التفاوض على الاتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، ومكافحة مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.
وباستقالة "فلين" المفاجئة ينتهي تواجده على الساحة السياسية الأمريكية، وقد قدمها أثناء تواجده مع الرئيس "ترامب" في فلوريدا وذلك لاستضافة رئيس الوزراء الياباني "شينزو آبي" ، وقد سبق تقديمها تحذير الاستخبارات الأمريكية للبيت الأبيض من أن يكون "فلين" عرضة للابتزاز بسبب اتصالاته مع السفير الروسي سيرجي كيسلياك قبل تولي ترامب السلطة في 20 يناير.
على المستوى الاجتماعى فأن فلين صاحب الأزمة متزوج وأب لابنين.