أمل إبراهيم تكتب: ماهى السعادة ؟
أمل إبراهيم تكتب: ماهى السعادة ؟
عندما تستيقظ فى الصباح ربما يغامرك شعور غير واضح بالقلق أو الحزن وأنت لا تعرف السبب ولكنك تعرف بالتأكيد انك سوف تكرر سؤالك اليومى الخافت .. هل أنت شخص سعيد ، هل لديك إحساس بالرضا عن حياتك ؟
من المؤكد أن السعادة لم تجد لنفسها تعريف واضح ومحدد كما أنها ليست حدث يحدث لنا إذا توفرت عناصر حدوثه ..لقد قضى علماء النفس والسلوك وقتا طويلا فى البحث عما يجعلنا سعداء ، وفى النهاية اخبرونا أن مشاعر السعادة تنبع من داخل الشخص نفسه وقدرته على التعامل مع تجاربه السيئة وتحويلها إلى طاقة للانطلاق مرة اخرى والعمل على ترويض الأفكار السلبية التى لدى الانسان ..
ولكن كيف السبيل إلى الشعور بالهدوء والفرح والرضا ؟ بعض النصائح ربما تجدى فى الوصول إلى تلك الأحاسيس مثلا :
عليك التحدث مع نفسك دائما كأنك تحدث صديقك المقرب إليك وعليك بتوجيه النصح إلى نفسك تماما كما تنصحه ، لا تقل أبدا " انا شخص فاشل " بل عليك أن تقول لقد حققت بعض الإنجازات فى حياتى وتبدأ فى سردها أو كتابتها مهما كانت بسيطة
على سبيل المثال أكتب تفكيرك السلبي ، مثل "أواجه مشكلات في العمل وأشك في قدراتي". ثم اسأل نفسك: "ما هو الدليل على هذا الفكر؟" "هل أنا استند على الحقائق؟ أم المشاعر؟ " "هل يمكن أن أسيء تفسير الموقف؟" " هل يمكن أن ينظر الآخرون إلى الموقف بشكل مختلف؟ "كيف يمكنني رؤية هذا الموقف إذا حدث لشخص آخر؟" خلاصة القول: يحدث التفكير السلبي لنا جميعًا ، ولكن إذا أدركنا ذلك وأستطعنا تحدى هذا التفكير ، فإننا نتخذ خطوة كبيرة نحو حياة أكثر سعادة.
كما تعتبر الكتابة عن النفس لمدة ١٥ دقيقة كل يوم إحدى طرق التخلص من الضغوط النفسية والعصبية لأنها تسمح بالتعبير عن مشاعرنا وتشكل نظرتنا إلى العالم وأنفسنا كما أنها إحدى الوسائل لخلق تصورات مختلفة عما يجول بداخلنا من مشاعر ويحدد العقبات التى نواجهها بصورة أوضح عند مراجعة ما قمنا بكتابته .
يرى علماء النفس أن فكرة الكتابة فى هذه الحالة هى نوع من المصالحة مع النفس ووضع تعريف لأنفسنا من نحن وماذا نريد وأين نود الذهاب ؟ التعبير عن النفس يغنى تصحيح الحياة التى نعيشها .
المشي اللطيف أيضا يجعل الإنسان فى مزاج جيد.. خاصة لو تم اختيار اماكن نحب السير فيها بالطبع ، لأننا نعرف أن المزيد من النشاط يسير جنبًا إلى جنب مع صحة أفضل وسعادة أكبر.
لقد اكتشف العلم مؤخرا أن جزء كبير من مشاعر التفاؤل أمر وراثى ،وعندما تشعر بأن امورك ليست على مايرام فى الزواج أو العمل أو السفر والدراسة عليك بإحاطة نفسك بأشخاص إيجابيين لأن التفاؤل ، مثل التشاؤم ، يمكن أن يكون معديا، لذا من المهم أن تحاول التسكع مع الأشخاص المتفائلين.
امور كثيرة تساعد الإنسان فى الحصول على قدر من السعادة بعضها بسيط ومتاح لكننا نجهله أو نتجاهله ..أغلب الدراسات النفسية تقول مثلا أن الحياة وقضاء وقت أطول فى ضوء طبيعى يجعل الأنسان افضل مزاجيا وان المناظر الطبيعية والأشجار والخضرة والمياه والأنهار تحسن الحالة المزاجية ..كما تفعل العلاقات مع الأصدقاء والجيران ومتابعة الأعمال الفنية واللعب مع الأطفال والحيوانات.
وجد علماء السلوك أيضا أن هناك أرتباط بين الفوضى والأكتئاب وان الأشخاص الذين يمرون بصدمات عاطفية يلجأون إلى الفوضى وعدم النظام فى حياتهم مما يجعلهم يدورن فى نفس الدائرة مرات ومرات وأن الأشخاص الذين يميلون للاكتناز ربما يكون ذلك أحد أعراض المعاناة إما عاطفيًا أو جسديًا أو إجتماعيًا.. وأن عليهم البحث عن حلول للتخلص من مشكلة الاكتناز لكى تكون شخصا سعيدا عليك أن تحتفظ فقط بالأشياء الضرورية التى تحتاجها بالفعل وتحبها فى نفس الوقت .
أ
ن أكثر ما يشغل الناس فى مختلف أنحاء العالم هو البحث عن السعادة وعمل دراسات وطرق قياس للدول والمجتمعات السعيدة والإنسان السعيد ..ان سلم السعادة لا يبدأ من صفر حتى رقم 10 ولكن درجات السلم عديدة وطرق التصنيف مختلفة هل الدول صاحبة أعلى اقتصادات فى العالم هى التى تبنى مجتمعات أكثر سعادة والعكس صحيح هل مناطق الصراع والحروب هى الأكثر تعاسة ..ام أن الإنسان البسيط لديه مفهوم مختلف عما خلقته السياسات والدول والحكومات؟؟