من حرب تحريرها إلى معركة تطهيرها.. عن أرض البطولات نكتب

من حرب تحريرها إلى معركة تطهيرها.. عن أرض البطولات نكتبمن حرب تحريرها إلى معركة تطهيرها.. عن أرض البطولات نكتب

* عاجل24-4-2017 | 22:46

كتبت: نرفانا محمود

يقول نعوم بك شقير فى مقدمة كتابه تاريخ سيناء القديم والجديد:

"سيناء حصن طبيعى لمصر، فلقد خصت الطبيعة مصر بأربعة حصون منيعة من الجهات الأربع، البحر المتوسط من الشمال، شلالات النيل من الجنوب، صحراء ليبيا من الغرب، وصحراء سيناء من الشرق".

هذا الموقع جعل أرضها تشهد كل المعارك – تقريبا - التى خاضتها مصر على مدار تاريخها والبطولات التى حققتها، وجعلتها ترتوى بدماء ذكية طاهرة ضحت بنفسها لتزود عن وطنها الغالى  ويلات العدوان والاستعمار.

واليوم  تحتفل مصر بذكرى مرور ٣٥ عاما على تحرير سيناء، واستردادها من يد العدو الإسرائيلى  بعد انتصار كاسح للعسكرية فى حرب أكتوبر١٩٧٣، ومن بعدها أنتصار للعمل السياسى الذى انتهى إلى توقيع معاهدة كامب دايفيد.

بداية القصة

لقد كانت إسرائيل ومازالت تضع عينيها على سيناء؛ فالقصة لم تبدأ بالعدوان الثلاثى ونكسة ١٩٦٧ فقط، بل إن جذورها ممتدة وضاربة فى الكيان الصهيونى منذ قديم الأزل فهى تمثل موقعا استراتيجيا مهما فى مخططات الصهيونية العالمية حيث تعتبر مصر جزء أصيل من عقيدة إسرائيل التوراتية، فسيناء تدخل فى إطار الوطن التوراتى، ومنذ نهاية القرن 19 والصهاينة يخططون بكل الوسائل لاحتلال سيناء ، وبدأت تلك المحاولات عن طريق تيودور هرتزل مؤسس الصهيونية الذى بدأ اتصاله بالحكومة البريطانية وعرض على وزير المستعمرات البريطاني وقتها  تشمبرلين  يهود أوروبا فى الحصول على كل سيناء وتبنت الحكومة البريطانية مشروع منح سيناء لليهود وبدأ اليهود يشجعون أنفسهم على الهجرة إلى سيناء منذ عام 1902، وأرسلت إنجلترا إلى اللورد (كرومر) تطلب منه استقبال بعثة اليهود لتسهيل عملها بمصر فى ظل علاقات طيبة كانت تربط إنجلترا بالخديو عباس حلمى الثانى .

مؤامرة الاحتلال

وفى الإسماعيلية اجتمعت الأطراف لتدبير مؤامرة لاحتلال سيناء بتقسيمها إلى 5 مناطق هى :-  (شرق السويس – صحراء التيه – وادى الفرما – العريش – جنوب بحيرة البردويل) وادعى التقرير أن معظم هذه المناطق الخمسة قليلة الزراعة لقلة المياه ، واقترح اليهود حفر الآبار وتوصيل مياه النيل من خلال سحارات تمر أسفل قناة السويس كحجة لتوفير وسيلة لدخول سيناء، ليتجمعوا فى هذه المناطق من شاطئ البحر المتوسط شمالا والحدود الفلسطينية شرقا والحدود الجنوبية بوادى العريش ومرتفعات التيه ، بينما تكون الحدود الغربية هى قناة السويس وخليج السويس، وكان هدف هرتزل من هذا التقسيم هو تكوين شركة تصنع عقد امتياز للسيطرة على سيناء لمدة 99 عاما، ولكن ولحسن الحظ رفض اللورد كرومر ، وكذلك الحكومة المصرية هذا المشروع بشكل قاطع، وهو ما أوغر قلب (هرتزل) واليهود على ضياع فرصتهم فى تكوين دولة على أرض الميعاد المزعومة، ومنذ تلك اللحظة وهم يستغلون أى فرصة لاحتلال سيناء .

ذكريات النصر

يقول  لواء طيار أ. ح عبدالمنعم همام زميل كلية الحرب بأكاديمية ناصر :

" كان وقع هزيمة ١٩٦٧ ثقيلا علينا، وتركت أثرا نفسيا سيئا فى الضباط فى كل مكان خاصة الطيارين، لأننا حملنا مسئولية النكسة، لذلك كنا نطالب دائما فى كل الاجتماعات مع القيادة بالحرب، كنا نريد الحرب لنسترد كرامتنا ونرفع روؤسنا، وكان الرئيس السادات يرد دائما " فى الوقت المناسب".

وفوجئنا يوم ٥ أكتوبر باستدعاءات كثيرة بشكل غير طبيعى، ثم جمعتنا القيادة وأعطتنا أدوارنا فى الحرب وتم توزيع المهام وتوقيتها وكل تفاصيل المهمة الخاصة بأول يوم.

وكان المخطط أن تتم الضربة الجوية الأولى على مرتين، أى إننا بعد العودة نكرر الضربة الجوية على الأهداف نفسها ثانية.

كانت فرحتنا لا توصف وكنا لا نستطيع التحدث لسرية الحرب، حتى إننا لم نبلغ بساعة الصفر إلا قبلها بساعتين، كان شعورنا بالفرحة لا يوصف، وكانت الضربة الجوية الأولى أهم وأنجح ضربة، قمنا فيها بتدمير أكثر من ٩٨٪‏ من الأهداف، وأثناء عودتنا تم ضربنا بثلاثة صواريخ استطعنا تفاديها ونجونا منها بحمد الله.

وأضاف همام أن الحرب على مصر الآن وخاصة على سيناء أخطر كثيرا؛ لأن الحرب النظامية  يكون فيها الجيش أمام جيش .. نستطيع أن نعرف من نحاربه ومدى قوته ونقاط ضعفه، بينما الآن نحن نحارب عدو خفى فى خنادق تحت الأرض يتم إمداده من دول عديدة تهدف لهدم مصر، لذلك فالقوات المسلحة تحاول تطهير القرى والكهوف والجبال الموجودة فى سيناء، والمهمة صعبة نظرا للطبيعة الجبلية التى تساعدهم على الاختفاء، وقد أتاحت لهم فترة حكم الإخوان أن ينشطوا كثيرا، وأن يعدوا أماكن للاختباء، كما أنهم الشباب المغيبين ويكذبون عليهم باسم الدين، لذا نحن نحتاج إلى إعادة تلقين الشباب وتعليمه وتوعيته بدينه ووطنه، فمن يفجر نفسه ليس له علاقة بالدين.

لقد حققت القوات المسلحة نجاحا كبيرا فى جبل الحلال وينتظرها بإذن الله المزيد من النجاحات الأيام القادمة.

سيادة لا تشوبها شائبة

وفى السياق ذاته يقول د.محمد ماهر قابيل عضو الجمعية المصرية للتحليل السياسى:

" يقينا تعمل القوات المسلحة على فرض الأمن فى شبه جزيرة سيناء، ولكنها تواجه صعوبة نتيجة للظروف الطبيعية التى تفرضها طبيعة سيناء ومشكلات التطرف من منافذ الدخول مثل المنافذ البحرية والأنفاق، وحصولهم على الإمدادات من السلاح وحتى الإمدادات البشرية.

وأضاف قابيل أن تحرير سيناء الحقيقى يكون يوم أن نسترد سيادة لا تشوبها شائبة من خلال تطهيرها من الإرهاب نهائيا، ونملأ الفراغ الديمجرافى فيها بما لا يساعد على تواجد المسلحين وإمكانية تخفيهم وهروبهم.

أضف تعليق

عُمان الخير والسلام تسقط خفافيش الظلام

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين

الاكثر قراءة

تسوق مع جوميا
إعلان آراك 2