فاروق الفيشاوى يعترف: كنت عبدًا للهرويين

فاروق الفيشاوى يعترف: كنت عبدًا للهرويينفاروق الفيشاوى يعترف: كنت عبدًا للهرويين

خاص25-7-2019 | 16:01

تاريخ هذه الإعترافات يعود إلى ما يقرب من 30 عامًا، كان عمر الفنان فاروق الفيشاوى وقتها 37 عامًا، وكان فى أوج تألقه الفنى، فتى من فتيان الشاشة ، ونجم من نجوم الصف الأول، لذلك جاءت اعترافاته التى أدلى بها للكاتب الصحفى صلاح منتصر، ونشرها فى “مجلة أكتوبر” الصادرة عن “دار المعارف” بمثابة مفاجأة مذهلة لجماهير القراء، شىء غريب أن يفعلها شخص عادى ، فما بالكم بنجم كبير مثل الفيشاوى؟.. ما الدوافع التى جعلته يفعل ذلك؟ وماذا قال؟! وماذا سأله الكاتب الصحفى الكبير صلاح منتصر رئيس مجلس إدارة “دار المعارف” ورئيس تحرير مجلة  أكتوبر وقتها ؟! عمومًا لن نطيل عليكم، وسوف ندخل فى الموضوع مباشرة ، وفيما يلى نعيد نشر اعترفات الفنان فاروق الفيشاوى للكاتب الصحفى صلاح منتصر التى هزت مصر .. نعيد نشرها كما هى كاملة دون تدخّل منا. أول فنان يعترف:    – 600 جنيه كنت أدفعها يوميًا ثمنًا لـ 2 جرام –  رحلتى مع الادمان بدأت بعد أول شمة إن كان هناك فضل – بعد الله – لأحد فى ظهور التحقيق، فالفضل يجب أن أسجله له ولشجاعته التى جعلته يتصل بى تليفونيًا، وأسمعه فى حوار قصير يقول لى: أنا على استعداد لأن أحكى لك كل شىء، وأن أضع تجربتى كاملة أمام كل شاب يفكر فى أن يسير فى نفس الطريق. اتفقنا على لقاء بعد يومين، ولكنه اتصل بى معتذرًا يطلب تأجيل اللقاء إلى اليوم التالى.. وقلت لنفسى: من المؤكد أنه بدأ يتراجع..عنده حق، ففى مجتمع مثل مجتمعنا العربى قد يغفر الكثيرون الخطأ إذا مارسه أحدهم سرًا، لكن حواجب الدهشة ترتفع جدًَا إذا اعترف مرتكب الخطأ بذنبه.. مع أن الاعتراف العالى هو أكبر ضمان لتطهير نفس صاحبه، وتأكيد رغبته أمام ذاته أولًا بعدم العودة.. فى الموعد المحدد.. فى تمام الثامنة مساءً كان جرس البابا يرتفع عاليًا معلنًا عن وصوله.. ودخل فاروق الفيشاوى.. وبهدوء الفنان الذى يحس أن رسالة الفن لها إلى جانب الترفيه أهداف أخرى جليلة منها التوجيه والتعليم.. راح يروى حكايته: حكاية تسعة أشهر كاملة كان فيها عبدًا ذليلًا للهيرويين.. هناك قبل الحكاية مجموعة إشارات يجب أن أبدأ بها: ** إن كان فيكم من لم يرتكب الخطأ فليطو سريعًا هذه الصفحات ويشح بعينيه بعيدًا عنها! ** إن كان الخطأ أن ترتكبه، فإن الخطأ الأكبر هو الاستمرار فيه. ** إن قضية المخدرات فى مصر، والهيرويين بالذات، أخطر كثيرًَا مما نتصور.. ولن نستطيع مواجهة هذا الخطر بغير المعرفة بكل أبعاده، والمصارحة بكل أسراره.. ** إن هذه الاعترافات ليست مجموعة حكايات للتسلية ” إن كان قد كتب على أن أخوض جحيم التجربة ويكتب لى النجاة منها بفضل الله وفضل وقفة زوجتى الصديقة والأم والحبيبة بكل مشاعرها المخلصة، فإننى – والكلام لفاروق الفيشاوى- راضٍ عن كل ما حدث من خسارة مادية ونفسية وصحية.. مادمت بعد هذه الخسارة قد اكتسبت خبرة أستطيع أن أساعد بها أى شاب تتراقص أمام عينيه شياطين الإغراء بالانحراف إلى طريق الهيروين.. لقد كانت هذه الأشهر التسعة التى عشتها من عمرى عارًا يجب أن أخفيه عن كل العيون.. لكن حبى لشباب بلدى.. وإحساسى الكبير بالخطر الذى يهددهم من واقع معايشته.. وأمنيتى العظيمة أن نتكاتف، ونتعاون معًا لكى نحارب هذا الخطر، هى التى تجعلنى أقبل بكل الرضا كشف ما كان يجب أن أخفيه عن العيون.. إن رأس مال الفنان هو حب مواطنيه له.. وأشكر الله أننى أحطت بحب كبير من مواطنين كثيرين.. ولقد كان إساءة إلى هذا الحب ما ارتكبته من خطأ.. هذا اعتراف يجب أن أقر به.. إننى أستعيد اليوم كل ما كان يقال لى من نصائح، وكل ما كان يحاوله معى الذين يحبوننى لإنقاذى.. لكننى فى الوقت نفسه أتذكر أننى رغم كل ما كان يحاوله البعض معى فإننى لم أكن أرى سواه.. ولم أكن أحلم بغيره.. ولم يكن يمتلك تفكيرى شىء آخر عداه.. إنه وحش غريب.. خطير.. مرعب.. هذا الذى اسمه الهيرويين.. كل الناس كانت تتضائل ويبقى هو وحده الكبير أمام عينى.. كل المتع.. كل الرغبات.. كل الأحلام كانت تختفى وليس فى خيالى سواه.. من المعروف أن حدقة العين تلتقط وتسجل كل صورة ننظر إليها.. ولكن عين المدمن مختلفة.. عين المدمن تنظر إلى آلاف الصور، وآلاف الناس، ولكنك لو أتيحت لك فرصة رؤية ما التقطته فسوف تجد صورة جرعة الهيرويين وحدها هى التى تحتل كامل حدقة العين ورؤيتها” السن: 37 سنة.. البداية فى السينما: كانت سنة 80 أول فيلم: الباطنية آخر فيلم: المرأة والقانون (لم يعرض بعد). آخر عمل فنى: مسرحية شباب إمرأة.. عدد الأفلام التى مثلها: حوالى 30 فيلمًا.. يعتز كثيرًا بأدواره فى المشبوه أمام عادل إمام.. واستغاثة من العالم الآخر.. ومرزوقة.. ومشوار عمر.. ودرب الهوى.. وأيضًا دوره فى: أرجوك أعطنى هذا الدواء! من الكودايين إلى الكوكايين منذ صغره وهو يعيش أكبر من سنه.. وهو مندفع إلى مواجهة مخاطر التجربة.. فى مشوار تجاربه جرب الحشيش ولكنه لم يتحمله بسبب الجو المغلق الخانق الذى يحيط به.. ذات يوم فى العام الماضى -86- قدم أحد الأشخاص خارج الوسط الفنى، نوعًا اسمه كواديين فوسفات عبارة عن بلورات صغيره بيضاء.. قبل ذلك كان يسمع عن الكواديين كدواء أو مادة تدخل فى تركيب دواء يستخدم كشراب فى علاج الكحة الشديدة، ولكنه مستخدم فى الأدوية بنسبة مخففة، وإن كان ذلك لم يمنع بعض الذين أدمنوه من حرمان المرضى الحقيقيين الذين هم فى حاجة إليه، باستيلائهم على زجاجات الكواديين من الصيدليات ليشربوها، مما كان من نتيجته وضع الكودايين فى قائمة الممنوعات وحرمان المرضى منه.. الكواديين فوسفات نوع نقى ومُركز، لا يشرب ولكن يستخدم فقط فى “الشم”.. “بعد أول مرة جربت فيها الكودايين شعرت بنشوة إلى حد ما.. ولكن الشىء الغريب أنه بعد انسحاب مفعوله بدأت تظهر آلام مغص شديد واسهال، كان من الضرورى لكى أعالج نفسى منها أن استخدم الكودايين”. قلت: يعنى الداء هو الدواء.. بالضبط.. بعد شمة تنسحب آلام المغص ويختفى الإسهال.. ثم بعد أن ينسحب مفعول الشم تعود آلام المغص الشديد والإسهال، ويدخل الشخص مع الكودايين فى دوامة تجعله مدمنًا!! قلت: ولكن بالنسبة لتأثيره بعد الشم؟ تقدر تقول إنه منشط. فى أى ناحية؟ فى الكلام.. له تأثير كبير فى أن يجعل المتعاطى يتكلم كثيرًا.. ثم غير ذلك يجعله صاحبًا أكبر وقت ممكن. ولكن بعد أن يذهب مفعوله؟ إسهال ومغص شديد علاجهما بالكودايين مرة ثانية! معنى ذلك أنك تظل مستخدمًا له على الدوام؟ أنا قدرت أبطله بعد حوالى عشرين يومًا.. كان عندى تصوير فيلم فى لوس أنجلوس، وقررت أن أسبق أنا بالسفر وأنتظر وصول الممثلين والفنيين.. رفضت أن أصحب معى الكودايين، وتحملت الآلام التى هاجمتنى.. وسبقت إلى لوس أنجلوس.. الفيلم الذى ذهبت لتصويره قامت مشاكل له أمام المنتج وقرر تأجيل تصويره، فى فترة إقامتى فى لوس أنجلوس تعرفت بعدد كبير من المصريين عرفونى على الكوكايين.. معلومة: الكوكايين يتم انتاجه من نبات اسمه الكوكا تتم زراعته فى بوليفيا وبيرو وبعض دول أمريكا الوسطى، ويتم تهريبه إلى أمريكا بعد تحويله إلى مسحوق أبيض.. ويستخدمونه إما بالشم وإما بالحقن.. وقد أصبح الكوكايين هو العدو الأول الذى يواجه أمريكا ويهدد شبابها.. ومن الكوكايين تم التوصل إلى إنتاج نوع يسمى “الكراك” CRACK وهى كلمة معناها “طقطقة” وذلك لأن هذا “الكراك” عبارة عن بلورات صغيره يتم استخدامها بالحرق، وعند احتراقه يسمع له صوت “طقطقة” ولهذا أعطوه اسم كراك. استخدمت الكوكايين شما؟ الذين قدموه لى قدموا معه “جوزة” زجاج صغيره أصبحت مشهورة فى أمريكا، يتم وضع بلورات الكوكايين فى فوهتها دون إضافة دخان أو أى شىء آخر.. ثم بعد ذلك هناك ولاعة خاصة لها لهب شديد يسطل على الفوهة الزجاجية فيتحول الكوكايين إلى زيت ثم يتحول إلى بخار يتم ابتلاعه. وتأثيره؟ لا يجعل الإنسان ينام.. وإنما صاح.. ممكن يستمر بدون نوم عشرة أيام، ولكنى لأنى –الحمد لله- لم استخدمه فترة طويلة عرفت أن تأثيره رهيب على الجهاز العصبى، وأنه يجعل المتعاطى دائمًا عصبيًا ومندفعًا. الشمة الأولى وبعدها إدمان من أمريكا عاد إلى مصر سعيدًا لأنه شفى أولًا من استخدام الكودايين، وقد قرر ألا يعود إليه، وأيضًا من الكوكايين الذى أراد بعض المصريين أن يحتفوا به فى أمريكا فقدموا له مزاج الأمريكيين المنتشر.. مشكلة الفنان أن الذين يحبونه من الجمهور يريدون أن أن يجاملوه فى الخير.. والشر أيضًا.. وكما قدم له أحد المعجبين الكودايين لأول مرة.. وكما قدم له المعجبون فى أمريكا الكوكايين.. كذلك قدم له معجب آخر الهيرويين.. معلومة: يتم انتاج الهيرويين من الأفيون وذلك بتحويل كل عشرة كيلو جرامات من الأفيون تقريبًا إلى كيلو واحد هيرويين، ويتم هذا التحويل فى مناطق انتاج الأفيون، وأشهرها: باكستان، وأفغانستان، وإيران، ويبلغ ثمن كيلو الهيرويين النقى فى بلد انتاجه حوالى عشرة آلاف دولار، يتم بيعه فى دول الاستهلاك بعد تخفيفه بأكثر من مليون جنيه للكيلو جرام!! قلت: متى بدأت علاقتك بالهيرويين؟ فى فبراير الماضى.. أنا كنت أسمع عنه ولكن أكذب لو قلت إننى شوفته.. أول مرة كانت فى فبراير.. واحد قال لى معايا شمة عاوز أكرمك بيها، بغريزة حب التجربة قلت له: إيدك.. وبالفعل كانت أول شمة وبعدها بدأ إدمانى للهيرويين بشكل غريب لأن تأثيره قوى.. أقوى من أى تصور!! إزاى؟ الهيرويين علشان أكون صريح له تأثير رهيب.. أول مرة مش عارف أوصف مشاعرى بالضبط.. كل اللى فاكره إنى فضلت صاحى.. مفيش نوم.. يوم بليلة صاحى.. ولكن بعد كدة عدوك على الآلام والوجع.. فين بالضبط؟ تقريبًا كل جسمى وفى الظهر بالذات. إذن كان واضحًا من أول مرة أن تأثيره سيىء جدًا.. استاذ صلاح.. فيه حاجة اسمها شبح بيطاردك.. بيخبط عليك من جوه.. بيناديك بصوت عالى.. الهيرويين كل هذا مع بعض.. أنا تانى يوم وبرغم كل الآلام كنت بافتش عن الراجل الذى قدم لى هذا الهيرويين.. أول ما شافنى قال لى: مرحب.. قلت له: أنا فى عرضك.. قالى لى: تحت أمرك عاوز أيه؟ قلت له: شمة.. قال لى: بس إمكانياتى ما تسمحش.. هو غالى صحيح، بس مايغلاش على جيبك.. قلت له: عاوز كام؟ قال لى: حاجة بسيطة.. الجرام بـ 180 جنيه.. قلت: 180 جنيه؟! قال: 180 دة كويس.. بعد شهر أصبحت باشتريه بـ 200 ثم 250 ثم 300 جنيه. قلت: وكنت بتستهلك الجرام فى كام يوم؟ قال: فى أول شهرين كنت باستهلك ما معدله جرام واحد كل يوم، ولكن بعد ذلك بدأت استخدمه بطريق الحرق، ووصل استهلاكى له إلى جرام ونصف، وفى آخر شهرين 2 جرام.. يعنى 600 جنيه فى اليوم؟ على الأقل.. وكنت بتكسب كام؟ أنا من شهر أغسطس لغاية آخر سبتمبر كنت أمثل مسرحية شباب إمرأة، وكنت أتقاضى نسبة من إيراد الشباك.. تقريبًا كانت تصل إلى ثمن الهيروين الذى استخدمه يوميًا! قلت: هذا يعنى أنك كنت تمثل كل ليلة من أجل الحصول على ثمن ما تستخدمه؟ قال: بالضبط.. وأيام كثيرة كان إيرادى أقل من ثمن الهيرويين الذى أحرقه.. قلت: لقد سمعت عن استخدام الهيرويين كحقن، وأيضًا بطريق الشم، ولكننى لم أسمع عن استخدامه بطريق الحرق. قال: أنا شخصيًا لم أعرف هذه الطريقة إلا بعد شهرين من استخدامه.. رأيت واحدًا يستخدمها.. سألته: بتعمل إيه؟ قال لى: باحرقه، قلت له: ليه؟ قال: لأنك إذا كنت عاوز اللى هُوَّهْ يبقى كدة.. معلومة: فى طريقة الحرق يتم فرد ورقة صغيره من الورق المفضض، ويتم وضع مسحوق الهيرويين فوقها ثم بلهيب ولاعة تحت الورقة يتم تسخين الهيرويين فيتحول إلى بخار يتم شمه مباشرة إلى الأنف بواسطة أنبوبة رفيعة. قلت: ما هو الفرق بين الشم والحرق؟ قلت: الحرق أسرع فى التأثير ولكن استخدامه يكون بكمية أكبر. قلت: والحقن؟ قال: لم اجربه، لأننى رأيت أشخاصًا كثيرين لا يمكن تحمل منظر رؤية أذرعتهم من كثرة الحقن التى غرزوها فيها لدرجة أن البعض يغرزها فى العرق الذى تحت الرقبة!. تأثيره: أنك عبد له.. ما الذى يجعل المستخدم لهذا الهيرويين يدمنه بهذه الصورة؟! قلت له: بصراحة شديدة هل له تأثير فى النشاط الجنسى؟. قال: بالعكس.. يمكن بعد أول أو تانى مرة.. ولكن ما يحدث بعد ذلك فى فقد أى نشاط جنسى بسبب فقدان الجسم أية مقدرة على ذلك.. كما قلت لك إن تأثيره هو يجعل من يستخدمه مستيقظ وصاحى.. رأسه لا ينام.. ولكن جسمه بالتأكيد تعبان ويريد الراحة ولا يحصل عليها، وبالتالى يحدث الانفصال بين الجسم والرأس.. الرأس تغذيه المادة المنبهة الموجودة فى الهيرويين.. والجسم منهار تمامًا، وبالتالى لا يمكن أن تكون هناك أية رغبة جنسية.. قلت: إن معنى هذا أنك واع بتأثيره. قال: الهيرويين لا يترك لك فرصة التفكير فى أضراره.. الهيرويين يجعل مستخدمه عبدًا حقيقيًا له.. لقد حكيت لك عن تجربتى مع الكودايين والكوكايين (وللعلم هما من فصيلة واحدة) ولكن الهيرويين شىء مختلف تمامًا.. ما أكثر الذين كانوا ينصحوننى.. ولكن المصيبة أنك لا ترى غيره.. كأن له عيونًا تطل عليك أين ذهبت.. مشكلتى الوحيدة كانت أن أضمن وجوده دائمًا.. برنامج حياتى اتغير.. أصبحت لا أنام سوى الساعة 8 أو 9 صباحًا وأقوم من النوم الظهر كى استخدمه.. وجدت نفسى أكيف برنامج عملى معاه!.. كيف؟ كل الأفلام التى كانت تعرض على كنت أرفضها. لماذا؟ لأنى خايف إن مواعيد العمل فى الاستوديو تكون غير منسجمة مع مواعيد نومى.. لأنى إذا كنت بانام الساعة 8 أو 9 صباحًا فإذا كان عندى استوديو الساعة 10 فلن استطيع تعاطيه.. لهذه الدرجة كان تأثيره. قلت: هل لهذا اتجهت إلى المسرح؟ قال: أعتقد أنه كان أحد الأسباب.. تجربة فاشلة للعلاج.. العذاب امرأة.. اسم فيلم.. ولكن هذا الاسم كان موجودًا داخل البيت الذى يضمه هو وزوجته الفنانة سمية الألفى.. [caption id="attachment_311741" align="alignnone" width="937"] الفنانة سمية الألغى[/caption] كانت هى العذاب بعينه.. كان فى طريقه الذى أصبح مطاردًا فيه من الهيرويين.. أينما يذهب لا ير سواه، ولا يستخدم سواه.. لا طعام.. ولا شراب.. فقط سجاير وهيرويين.. ذات مرة صحبته إلى أحد الأطباء.. واتفق معه الطبيب على أن ينتقل هو وزوجته إلى أحد الفنادق للإقامة هناك، وبدء نظام علاجى على أساس تقليل الكمية التى يتعاطاها بالتدريج.. كان ذلك فى شهر يونيو الماضى بعد أن سار أربعة أشهر فى طريق الهيرويين.. كان من نتيجة هذا العلاج أنه بعد أن كان يستهلك جرامًا واحدًا يوميًا أصبح يستهلك جرامًا ونصف جرام ثم جرامين ثمنهما 600 جنيه!! كما يقول: كان أهم أسباب فشل هذا العلاج أنه هو نفسه لم يكن يريد وقف إدمانه.. كان فى داخله خاليا من هذه الرغبة.. كان تأثير النداء عليه ملحًا.. رهيبًا.. إنه ليس مجرد مسحوق يميل لونه إلى الصفرة.. إنه وحش كاسر.. له عيون.. له قفازات حديدية.. والعيون وراءه أينما ذهب.. والقفازات الحديدية تمسك به.. تشده.. فى المسرح.. فى البيت.. فى كل مكان.. كان يفرح بنزول الستار عن الفصل الأول أو الثانى ليجرى جريًا إلى حجرته التى تعود أن يغلقها بالترباس حتى لا يقتحم عليه أحد صومعته ويعطل مزاجه.. شيئًا فشيئًا وجد نفسه يعتزل الحياة.. فى المسرح كان مجرد آلة تمارس دورها على المسرح ثم تنفلت هاربة إلى داخل الحجرة المغلقة لا يغادرها إلى عندما ينادون عليه.. والأصدقاء.. غابوا جميعًا ما عدا الذين أصبح يسهر معهم لتعاطى الهيرويين.. كان من الضرورى أن يكونوا جميعًا من نفس الفئة.. فئة المدمنين.. وتعرف على أنواع كثيرة من البشر.. ليس بينهم أحد من أهل الفن.. كانوا من مختلفى الفئات.. موظفين وتجارًا.. محامين ومهندسين.. كيف كان يمضى الوقت بهم؟.. لا أحد يعرف.. إن عملية “الحرق” لا تستغرق أكثر من ثلاث دقائق.. ثم لا شىء بعد ذلك.. من آثاره التى بدأ يعرفها أنه لم يعد يحس بالزمن.. يعرف أنه واع ولكنه غير واع.. علاقته بالأكل كانت تقريبًا مرة كل يومين.. نومه لم يكن يتجاوز 3 ساعات يفتح بعدها عينيه متلهفًا إلى رائحته فى أنفه.. دخانه.. وعيونه دائمًا وراءه.. والقفازات الحديدية تسد طريقه.. تمنعه عن الناس.. هل يخشاهم؟ إنه لا يطيق.. لا يتحمل حديثًا أو حوارًا.. أهم شخص لديه هذا الإنسان “الهلفوت شكلًا” الذى يرسله ليشترى له السم الذى يحرقه.. وهو يطالبه يوما بعد يوم بالمزيد من المال.. وبدأ يفتش جيوبه ويقلبها بحثًا عن الثمن.. وكما يحترق مسحوق الهيرويين ويتبخر كذلك احترق رصيده فى البنك وبدأ يتبخر.. ولم يكن رصيده المادى وحده هو الذى يتضاءل ويختفى.. كانت هناك أرصدة أخرى بدأت تحترق، كان وزنه قد انخفض وانهار.. فى شهر واحد فقد 11 كيلو جراما.. وبدأ يرى صورته فى نظرات الآخرين ويخشى على نفسه من هذه النظرات.. وأصبح إلى جانب عيون الهيرويين التى تلاحقه يرى عيونًا أخرى تطل من وجوه كل الذين كانوا يرونه ويرون لونه الذى أصبح باهتًا، وقوامه الذى أصبح مسلولًا، ووجهه الذى افتقد نضارته رغم أنه كان يخفى هذا الوجه وراء لحية قام بإطلاقها استعدادا لقيامه بدور محمد عبده فى مسلسل تليفزيونى.. ومع أن التليفزيون أجل تصوير المسلسل فإنه احتفظ بلحيته الطويلة.. هل كان يختفى وراءها فعلًا من عيون الآخرين، أو أنه كان لا يقدر على أن يقوم بحلاقتها؟ وبدأ يحس بهزاله.. وضعفه.. وإفلاسه.. وأهم من ذلك نظرات الناس الذين يرونه.. ولأول مرة بدأ يحس أنه يريد أن يهرب من هذه العيون التى تطارده وأصبح عبدًا لها.. لقد تعود الاستسلام لهذه العيون دون أن يفكر.. كانت تملى عليه أوامرها فيستجيب لها دون أية مقاومة.. لأول مرة شعر أنه يريد أن يقاوم.. أن يرفض.. أن يقول لا.. ولكنه ضعيف.. هزيل.. لماذا هذا الضعف؟.. ثم إنه بدأ بفقد قدرته فى التركيز.. فى النطق.. حتى فى وضع السيجارة فى الطفاية.. كان يفتح عينيه جيدًا وينظر إلى الطفاية ثم يمسك بالسيجارة ويسددها إلى هذه الطفاية كأنه يريد أن يفقأ العيون التى تطل منها، كما تطل من أى مكان يتجه إليه، ولكنه لدهشته كان يجد السيجارة خارج الطفاية! 4 وجوه غريبة فى المنزل.. هل كان فيلمًا؟ هل كان فى الاستوديو؟ هل كان هناك مخرج يصرخ: كلاكيت واستوب؟.. متى حدث له هذا؟ بدأ يحفر فى ذاكرته.. يريد اختراق حاجز الزمن.. يحاول الوصول إلى ما حدث.. والصور تتوالى ولكن ببطء.. صورته وهو يغادر غرفة نومه.. كان الوقت ظهرًا.. لابد أن يكون كذلك فهو أبدا لم يعد يفتح عينيه منذ تسعة أشهر قبل الظهر.. صورته وهو يتجه إلى الحمام كعادته كل يوم “ليحرق أول جرعة”! ثم صورته وهو يفتح باب الحمام بعد أن ابتلع الدخان وهدأت الثورة داخله وخرج.. سكوت: حنصور.. أبدا لم يسمع هذا الصوت.. لم يكن فى الاستوديو إذن.. كان فى بيته.. نعم فى بيته.. ولكنهم كانوا هناك.. أربعة رجال فى عرض جدران الحجرة. أهلًا وسهلًا.. حضرتكم مين؟ قال أحدهم: أهلًا أستاذ فاروق.. تفضل معانا. على فين؟ ولم يمهلوه.. أحدهم سحبه إلى الكنبة وأمسك بذراعه اليمنى، والثانى أمسك بذراعه اليسرى، والثالث مال عليه كأنه يريد أن يخنقه، والرابع أخرج حقنة غرزها بسرعة فى ذراعه.. ثم.. اختفى كل شىء.. وبدأ ينظر حوله.. الغرفة لها شبابيك حديد.. إنها ليست غرفة.. ولا يبدو أنها زنزانة.. الزنازين ليست فى هذه الأناقة.. كم مضى عليه منذ غرزوا الحقنة فى ذراعه؟.. ولم يعرف إلا فيما بعد، أنه أمضى ثلاثة أيام كاملة فى نوم عميق.. وأنه بعد ساعة أو أقل عاد ينام من جديد.. كان يريد أن ينام.. لقد سهر كثيرًا.. وجاء الوقت الذى ينام فيه.. سندريللا على المسرح وفى الحياة وعاد يفتح عينيه.. هذه المرة بعد 24 ساعة أخرى.. وبدأ يحس أشواك الآلام.. وهو يحاول أن يطردها يخيالات بعيدة يجرى وراءها. هل تذكر عند ما كنت طالبًا فى كلية الآداب؟.. يوم كنت فى فريق التمثيل تؤدى مسرحية المصيدة لأجاثا كريستى، وحضر إليك عبد الرحيم الزرقانى يقول لك: كلية آداب إيه اللى انت بتحاول تضيع عمرك فيها؟.. نصيحتى لك معهد التمثيل. وقرر أن يجمع بين الإثنين: بين كلية الآداب ومعهد التمثيل.. طالب فى السنة الثالثة كلية آداب، وفى السنة الأولى معهد تمثيل.. ولكنه اكتشف ننفسه فى معهد التمثيل. مع أنه كان يحلم بدخول كلية الآداب.. وعندما حصل فى الثانوية العامة على مجموع 66% فإنه أعاد السنة لأنه رغم المجموع كان راسبًا فى اللغة الفرنسية، وهو ما لا يسمح له بدخول كلية الآداب التى لم يكن يريد أن يدخل غيرها ليتخرج مدرسًا.. نعم مدرس يقف أمام التلاميذ ويعلمهم. وفى السنة التالية نجح فى هدفه وحصل على 66% أيضًا ولكن مع النجاح فى اللغة الفرنسية. وأحس أنه فى طول برج الجزيرة وهو يخطو إلى مدرج كلية الآداب.. ولكن هاهو ذا فى معهد التمثيل.. وها هو ذا يترك كلية الآداب ويتجه إلى التمثيل. وهو سعيد بهذه الذكريات.. يجرى وراءها ويشدها ناحيته.. وتذكر عندما استدعى وهو فى السنة الأخيرة بالمعهد لتمثيل رواية سندريلا على مسرح الطفل.. وقدموا له البطلة التى ستقوم بدور سندريللا.. الطالبة بالسنة الأولى كلية الآداب.. والاسم: سمية الألفى.. إن سندريللا المسرح أصبحت سندريلا الحياة.. بعد قصة حب حقيقية فى زمن يبدو أنه ليست له شمس حب.. عرفا الحب.. وتزوجا.. أحمد ابنه سن السبع سنوات، الذى يعشق التمثيل.. وأخوه عمر.. هل بدأ ينطق ويقول بابا؟.. إنه لا يزال فى سن تسعة شهور.. قطعة اللحم الطرية.. أحمد وعمر أين هما؟.. ولأول مرة بدأ يبكى.. منذ سنوات لم يعرف الدموع.. لماذا؟ وكيف؟ وأين؟.. وأسوك الآلام تطعنه.. وبدأ يفيق.. ويعرف لماذا؟ وكيف؟.. ثم عرف أين؟.. عرف أنه فى داخل مستشفى خاص يقع بعيدًا عن قلب المدينة. عرف أن زوجته سندريللا هى التى رتبت خطفه من بيته بهذه الصورة، واختارت أن تتم عملية الخطف هذه فى يوم مولد النبى.. كأنها أرادت أن تبدأ حياته فى يوم لا ينسى. لقد ولد فى هذا اليوم سيد الخلق وأحب البشر.. فهل يكتب له أن يولد أيضًا فى هذا اليوم من جديد؟ يارب.. ما أكثر ما قالها وسمعها.. ولكن هذه المرة فإن للكلمة إيقاعا مختلفا.. إن كل شعرة فى جسمه.. كل خلية.. كل نبضة.. كل عضلة.. تشاركه نداءه.. صرخته.. إنه لا ينادى.. إنه يزحف. هذه المرة صادقا يريد أن يخرج من سجن هذه العيون التى كانت تطارده. هذه المرة مخلصًا يريد أن يعود.. إلى زوجته.. إلى الحبيبة سندريللا.. إلى ولديه.. إلى الولد العفريت أحمد.. وقطعة اللحم الطرية عمر.. إلى الذين أحبوه وأحبهم.. إلى الاستوديو.. والبلاتوه.. وعدسات التصوير.. والحياة بأبوابها الواسعة الحلوة.. كيف هان عليه أن يحرم نفسه منها ويقتصر من كل أبوابها على غرفة مغلقة يعزل فيها نفسه وحده مع دخان الحريق الذى يبتلعه، أو مع شلة هذا الهباب؟. وأحس أنه يكرهه.. يكره هذا الهباب. ولكن الآلام شديدة.. وهو يقاوم.. مستسلما هذه المرة للعلاج.. بل هو سعيد به. وزاد من سعادته أن زوجته استطاعت أن تحكم الحصار حوله، وتمنع تمامًا بالاتفاق مع المستشفى أية زيارة له.. بل أشاعت أنه سافر إلى الخارج للعلاج.. ولا تعرف عنه شيئًا.

***

   قلت له: هل كانت رحلة العلاج صعبة؟ قال: الأصل أن تكون صعبة.. ولكننى كنت فى حاجة إليها، ولهذا تحملتها. لفترة؟ لفترة 20 يومًا.. وفيما بعد عرفت أننى محظوظ.. لأن هناك من يستغرق علاجهم 20 شهرًا ولا ينجح معهم العلاج.. عرفت أن نسبة الذين ينجح معهم العلاج لا تتجاوز فى أحسن الأحوال عشرين فى المائة.. وثمانون فى المائة تقريبًا من المدمنين لا يشفون. معلومة: من آثار الهيرويين إنه يقتل خلايا المخ.. وعلى عكس كل الخلايا التى تتجدد فى الجسم عندما تموت فإن ما يموت من خلايا المخ لا يتجدد أبدًا.. وفى بعض الأحيان يصبح علاج المدمن بالغ الصعوبة والقسوة إذا أثرت المخدرات التى يتعاطاها على نسبة كبيرة من خلايا المخ.. إن قسوة العلاج تشبه مطالبة المشلول بممارسة الرياضة ولعب الكرة!! قلت: ما هو أهم فارق بينك اليوم، وقبل العلاج؟ قال: الفرق شفته فى عيون الناس.. أد إيه تغيرت.. أد إيه رجعت تانى فاروق اللى الناس عاوزينه. هل يمكن أن تعود إليه؟.. ماذا تقول للذى يريد أن يكرمك ويعزم عليك به؟ قال: الحمد الله.. وجوابى هو الرفض القاطع..

***

ثم  ماذا؟ هل كانت قصة للتسلية وقتل الفراغ؟ هل كانت رواية أو فيلما بغير مسرح أو سينما؟ إنه أول فنان يعترف بأنه كان عبدًا ذليلًا للهيرويين. وهو بعد عودته من رحلته المضنية الرهيبة يريد أن يقف فوق أعلى مكان يتحدث إلى كل شاب، كلهم فى رأيه أحمد وعمر.. وهو يعد اعترافاته يريد أن يقول لهم جميعًا بكل الحب والإخلاص: حذار من محاولة المغامرة أو المخاطرة بتجربة أى مخدر والهيرويين بالذات. لا تصدقوا ما يقال لكم عن نشوة يثيرها.. فكل آثاره أنه يقبض على من يتعاطاه ويتعامل معه بذراعين فولاذيتين كأنه لا يريد أن يترك المتعاطى إلى فى السجن أو الخانكة أو القبر. المدمن لا يبدأ بعد ثاني  أو ثالث شمة.. أنه – وهو يقولها بصوت عال – عرف الإدمان بعد أول شمة. إن العلاج ليس سهلا.. لا هو سهل فى آلامه ولا فى تكاليفه.. لقد دفع فى عشرين يوما سبعة آلاف جنيه.. إنها أقل كثيرًا مما كان يدفعه ثمنًا للهيرويين الذى كان يحرقه، ولكن كم واحدًا يستطيع أن يتحمل تكلفة العلاج؟. إن أحسن نتيجة وصلوا إليها فى العلاج هى شفاء عشرين فى المائة فقط.. وقد كان بفضل الله واحدًا من هؤلاء المحظوظين.. ولكن أحدًا لا يضمن حظه. إنه فى فترة الهيرويين اعتزل أصدقائه واعتزل الحياة، وهرب من العمل، وأصبح ليله نهارًا، ونهاره نصف ليل. إن مصيبة هذا الهيرويين أنه لا يترك فرصة لمتعاطيه للتفكير.. لا شىء يستطيع المدمن أن يفكر فيه سواه.. إن إمكانياته المادية كانت تسمح له بأن يشتريه وأن يدفع ثمنا له 600 جنيه يوما.. ورغم مكاسبه الكبيرة فقد تبخر من يديه المال.. ولكن ماذا يفعل أى شاب أدمنه ولا يجد ثمنه؟!.. هنا خطر الهيرويين على مدمنه وعلاقته بالناس.. أنه يحول مدمنه إلى مجرم.. لص.. وربما قاتل.. من أجل ثمن جرعة!! إن مدمن الهيرويين لا يعرف عاطفة الأبوة ولا الأمومة أو الأخوة.. كل العواطف والعلاقات تتركز فى شىء واحد.. حصوله على المخدر، وبعد ذلك يهون كل شىء وأى شىء. ثم إلى غير الشباب يريد فاروق الفيشاوى أن يقول: 1- إن خطر الهيرويين فى مصر أسوأ كثيرًا مما تتصورون.. لقد شاهد أعدادًا كبيرة من فئات عديدة أسيرة لهذا الخطر! 2- إن أى علاج للمدمن لا يمكن أن يتم بعيدًا عن المصحات المتخصصة، ولكن العلاج مكلف وغال ويجب أن يساهم المجتمع فى توفير سبل العلاج وإقامة المصحات. 3- أن المدمن لا يعرف معنى كلمة “العيب” التى يصف الآخرون بها سلوكه، ولا يؤثر فيه أسلوب القسوة الذى يتصور البعض أنه يجعله يعود إلى رشده ويشفى.. إن هذا السم –كما قال- لا يترك لصاحبه فرصة التفكير وأى مدمن لا علاج له إلا فى مصحة.. وعليكم ألا تنظروا إلى علاج المدمن ودخوله المصحة كعار يجب دفنه. 4- إن الجمعيات يجب أن تشكل وأن تقوم بدور إيجابى فى وقاية الشباب وحمايته من هذا الخطر قبل أن يسقط ويقع ضحيته. 5- إنه على استعداد للمشاركة فى أى جهد فردى أو شعبى لمواجهة هذا الخطر. لقد كان أحد المحظوظين الذين أفلتوا من قبضته، وعندما روى تجربته لم تكن حكاية للتسلية، وإنما لتكون هاديا لشباب بلده: أن أحترس من الخطر، ويدا ممدودة لمن يريد أن يبذل الجهد فى مقاومة هذا الخطر.

صلاح منتصر

المصدر: مجلة أكتوبر .. العدد رقم (1090) الصادر بتاريخ 13/12/1987
أضف تعليق

حظر الأونروا .. الطريق نحو تصفية القضية الفلسطينية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2