جمال رائف يكتب: رحل «قايد السبسي» فهل يستجيب القدر لتونس ؟!

جمال رائف يكتب: رحل «قايد السبسي» فهل يستجيب القدر لتونس  ؟!جمال رائف يكتب: رحل «قايد السبسي» فهل يستجيب القدر لتونس ؟!

* عاجل27-7-2019 | 17:48

رحل السبسي وبقيت تونس بين ثلاث جبهات ستتصارع علي السلطة فما بين نداء تونس الذي فقد أحد أهم أركانه برحيل الرئيس التونسي وحرك النهضة صاحبة الأيديولوجية المتطرفة والتي أَقِصُهَا من قبل شعب تونس و التمرد الذي يقوده الشاهد بعد انشقاقه عن نداء تونس والاتهامات التي توجه له بالتحالف مع حركة النهضة عبر حزبه الجديد تحيا تونس  .. فهل تستطيع الديمقراطية العبور بالشعب التونسي إلي بر الأمان في ظل غياب المحاكمة الدستورية والتأخر في تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي أم تأتي الديمقراطية التونسية بتيار الإسلام السياسي مجددا لتنتقل نيران ليبيا إلي الداخل التونسي ؟
هذه ليست نظرة سوداوية ولكنها رؤية واقعية علي الأشقاء في تونس أن ينتبهوا لها فهم قرروا صناعة تجربة خاصة بهم وبالتالي عليهم أن يجعلوها تتناسب مع واقعهم الداخلي المتردي اقتصاديا بالتحديد ومحيطهم الإقليمي المشتعل والذي يهدد أبعاد أمنهم القومي سواء في ليبيا أو الجزائر ،فبعد اليوم لم تعد حكمة " بورقيبة " حاضرة في شخص الرئيس الراحل قايد السبسي الذي استطاع خلال فترة حكمة والتي جاءت بعد تجربة إخوانية مريرة أن ينقذ تونس من فتنة كبري ومر بسفينتها إلي بر الأمان حتي في ظل تجاذبات سياسية داخلية كادت أن تودي بما تبقي من أمال لدي الشعب التونسي الذي يواجه الآن ثلاث تحديات أساسية متمثلة في التحدي السياسي والمتمثل في استكمال بناء مؤسسات الدولة عبر انتخابات الرئاسة والبرلمان ثم تشكيل المحكمة الدستورية العليا ،التحدي الثاني وهو الاقتصاد والذي يعاني تدهور ملحوظ وفي حاجة لبرنامج إصلاحي سيتأثر  به الشارع التونسي بالتأكيد ولكن عليه تحمل الدواء المر خاصة أن بلاده علي شفا الإفلاس ،التحدي الثلاث وهو الأخطر والمتعلق بالحرب علي الإرهاب وتأمين الحدود في ظل الأوضاع المشتعلة في ليبيا والأوضاع المضطربة في الجزائر بخلاف مشاكل الهجرة الغير شرعية والتي مازالت تهدد الشواطئ التونسية ، وقد استطاع الشعب التونسي وجيشه من تقليل مخاطر الإرهاب والذي عاد ليطل علي تونس مجددا عبر عملية نكراء شهدتها العاصمة هناك مؤخرا.
بتبقي السؤال هل يستجيب القدر وتتوحد القوي الوطنية التونسية حفاظا علي إرث السبسي الذي ترك من خلفه مبادئ الوحدة الوطنية والحفاظ علي الهوية التونسية ؟
الإجابة عند الشعب التونسي الذي وضعته الأقدار في اختبار صعب وحتي يستجيب له مجددا عليه أن يعلي الجميع المصلحة الوطنية بعيدًا عن المصالح الضيقة أو الأجندات الأيديولوجيات التي تتناقض ومبادئ الدولة الوطنية  .. فقد أسس السبسي نداء تونس وها هي تونس اليوم تنادي شعبها الذي سيلبي النداء لتبقي تونس كما أرادها بورقيبة.
أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2