لمى المفتى السورية تكتب: الوطن

لمى المفتى السورية تكتب: الوطنلمى المفتى السورية تكتب: الوطن

*سلايد رئيسى1-8-2019 | 22:39

الانتماء إلى الوطن هو ذاك الشعور الوجداني والفطري ، النابع من القلب فالوطن هو أرض النشأة ومدرج الخطى ونظرة المشتاق والمغترب في كل مكان .. لا يقتصر حب الوطن فقط في القول والتعبير عن المشاعر والانتماء، إنما يتجسد في صور كثيرة مصغرة عن حياة محببة أو أفعال متأصلة في شخصية عاشوا فيها أردوا تصوريها وتقديمها كجزء من سلم الاةحتياجات الأساسية لحياتهم والتى لا تقل أهمية عن المأكل والمشروب. فالحفاظ على الانتماء يشعر الفرد بقيمة نفسه أينما حل ، والحديث عن الشخصية السورية والوجدان السوري في المغترب ، بعد ما حمل هموم الحرب وجاب أطراف البلاد في هذا العالم الفسيح ...وبالرغم من كل هذه المعاناة.. تبقى بعض تجليات السعادة من ذكريات ذاك الوطن الحبيب فتنعكس لتُؤدى في بعض المناسبات الاجتماعية كطقس من طقوس العادات الشامية القديمة.. وجزء من تلك الهوية التى لا يطويها الزمان والمكان ومنها ...((العراضة السورية)) فقد تناقلتها الأجيال كأي حرفة أصيلة تورث من جيل إلى جيل فهي رمز من رموز ماضيهم الجميل وجزء من الفلكور الذي يعبق برائحة الشام بل بكل المدن والمحافظات فقد تختلف من حيث الأهازيج والملبس ولكنها تتفق على أنها تطفي جو السعادة والبهجة للمكان لما يقدم فيها من عروض تراثية تحكي قصة وسجلا تاريخيا عريقا يحكي أصالة الشعب السوري .. يرجع أصل كلمة (عراضة) إلى الحناجر عريضة الصوت التى تنطق بكل حماسة بما في قلبها لتعبر عن المناسبة ..كالأعراس واستقبال الحاج وغيرها. فعراضة العريس تبدأ من وقت خروجه من منزله في يوم عرسه بالصلوات على رسول الله والمدح بصفات العريس مثال : صلوا على محمد مكحول العين عريس الزين يتهنا يطلب علينا ويتمنا .. كما أنها كانت قديماً للإشهار عن الزواج بين الحارات إلا أنها حافظت على أسلوبها حتى اليوم ، فيقال : مسا الخير ومسا الخير بالأمس جانا المرسال يدعينا ..وجينا بالحال مرسال مسطر بسطور بحروف الفضه مسطور . ولقائد العراضة أن يرتجل الكثير من الأشعار ويختار من أسماء العائلة ليطفي بعض الخصوصية للعرض.. وتؤدى العراضة للحاج تعبيراً عن روحانية الأماكن المقدسة ، ولتشعره بأهمية أداء تلك الفريضة ولتكمل الاستقبال وحفاوة اللقاء بأهله وخلانه مثال .. جينا وجينا زرنا هادينا وجينا كرما لك يا محمد ودعنا أهالينا زاروا مكة وعادوا لينا زاروا طيبة وعادوا لينا ... وفي كلا الحالتين يلبس أعضاء فرقة العراضة اللباس الدمشقي الفلكلوري ذو الطراز الخاص ، وهو الحطه والصدرية والشال والشروال ويلزمهم من الآلات الطبل والمزمار والصاجات المصنوعة من النحاس ليكتمل الإيقاع والموسيقى للأداء مع الاهازيج . ولا تخلو أي عراضة من مبارزة السيف والترس كرقصة في ذاك العرض. وهنا يمكن أن نراها في افتتاح المحال والمطاعم وغيرها ...يقدم هذا العرض كجزء من الحنين والأشواق أو كجزء من الوفاء .. ويبقى هذا الشعور الأصيل راسخاً في النفوس والأفعال وأستشهد بقول الشاعر .. كم منزل في الأرض يألفه الفتى وحنينه أبدا لأول منزل .

أضف تعليق

المنصات الرقمية و حرب تدمير الهوية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2