كتب: جهاد السعيد
تسابقت المواقع الإخبارية، واشتعلت صفحات "التواصل الاجتماعى" خلال الساعات القليلة الفائتة بقصب الأب الذى قتا ابنتيه.. وبحثا عن السبق، والتميز فى النشر، تناثرت التفاصيل وتضاربت، حتى ابتعدت فى كثير منها عن الحقيقة، والمعلومات التى تم التثبت من صحتها بمعرفة جهات البحث الأمنية والخاصة بالجريمة.
وتنشر «دار المعارف» الرواية المعتمدة الخاصة بالجريمة نقلا عن مصادر أمنية وملخصها فى التالى:
فى البداية عندما تلقى العميد عادل أبو سريع مأمور قسم شرطة الحوامدية بلاغا يفيد بذبح أب لإبنتيه على ترعة الجيزاوية بجوار مرور الحوامدية وطلعة الكوبرى المؤدى الى داخل ذات البلد وقسم شرطة الحوامدية، انتقل على الفور اموقع البلاغ مباحث القسم برئاسة الرائد محمد أبو القاسم ومعانوه النقباء عبد العزيز فرحات وفارق عبد القادر وإسلام السيسى.
وتم فرض كردون أمنى حول موقع الجريمة، وأخطار النيابة العامة، التى وصلت وباشرت عملها ثم أمرت بتحويل الجثتين إلى مشرحة زينهم.
وأفادت تحريات المباحث التى قادها العقيد أحمد نجم مفتش مباحث الحوامدية وأبو النمرس أنه منذ أسبوع تقريبا تم إخطار القسم بنشوب حريق بشقة المجنى عليهم بشارع حامد ندى متفرع من شارع سعد زغلول بالحوامدية وأكلت النيران محتويات الشقة بما فيها جهاز الفتاتين المعد لزواجهما وبالفعل انتقلت الفتاتان للمعيشة عند عمهم بطريق 11 ويدعى “س.ع.أ”.
وأكدت التحريات أن الاب قد أحيل إلى المعاش المبكر من عدة سنوات وكان يعمل بشركة السكر والصناعات التكاملية وهو منفصل عن زوجته منذ 15 عام وقام بإصطحاب نجلتيه “إ.ن.ا” ‘طالبة بجامعة القاهرة و “أ.ن.أ” طالبة بكلية البنات قسم اللغة العربية جامعة حلوان إلى مكان الحادث بإرادتهما دون اى مشاكل وقام بذبحمها.
وتكثف رجال المباحث جهودها الآن مع القاتل لمعرفة سبب القتل ولا أحد يعلم حتى الآن سبب القتل وليس كما أشيع على مواقع التواصل الاجتماعى من أن السبب سوء سلوك الفتاتين.
ويتبقى أن نشير للملاحظات الآتية الخاصة بالجريمة وهى:
- أظهرت الكاميرات مرور الفتاتين برفقة والدهم حتي وصلوا إلي محل وقع الجريمة (البلاغ)، بإرادتهما دون أى مشاكل وقام بذبحمها، والإثنين كانوا معاه مش اتصل بواحدة ذبحها وجاب الثانية كما نشرت بعض المواقع.
- الأب لم يقوم بتسليم نفسه إلي قسم الشرطة و إنما ظل جالسا بجانب الجثة وأبلغ شرطة النجدة التى أبلغت القسم وحضرت قوة أمنية إلي محل البلاغ، وكانتا ترتديان كامل ملابسهما، وكان بجانب الجثث السلاح المستخدم فى الجريمة.
- التحريات الأولية أثبتت أن الفتاتين صاحبتا سمعة طيبة بين الأهالي بمنطقة محل سكنهم، ووالدهما كذلك، ولا أحد يعلم حتى الآن سبب القتل وليس كما أشيع على مواقع التواصل الاجتماعي أنه بسبب سوء سلوك الفتاتين.
وفى تحليل بعض الخبراء النفسيين أن الأب قتل بناته بعد الحريق الذى نشب فى بيتهم والتهم الجهاز الخاص بزواجهما مما أثقل عليه الحمل وضيق حاله بسبب أنه مُحال على المعاش المبكر ولا يوجد لديه عمل يُرزق منه، والمعنى أن العامل الاقتصادى قد يكون وراء هذه الجريمة البشعة.