الطيب.. وفرانسيس.. وتواضروس.. الأزهر والفاتيكان والكنيسة المصرية

الطيب.. وفرانسيس.. وتواضروس.. الأزهر والفاتيكان والكنيسة المصريةالطيب.. وفرانسيس.. وتواضروس.. الأزهر والفاتيكان والكنيسة المصرية

* عاجل28-4-2017 | 20:37

كتبت: نرفانا محمود

بعد انقطاع دام لأكثر من سبعة عشر سنة منذ آخر زيارة لبابا الفاتيكان لمصر عام ٢٠٠٠،  وعقب الخلاف الذى نشأ على خلفية تصريحات البابا بندكت السادس عشر التى ربط فيها بين العنف والإسلام، والموقف الذى اتخذه من الأزهر الشريف ، تأتى زيارة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان لمصر لتمحو آثار هذه القطيعة وتبدأ عهدا جديدا قائما على أسس الأخوة والمحبة والتسامح بين الأديان. والحقيقة أن البابا فرانسيس قد أظهر منذ توليه فى ٢٠١٣ مدى حرصه على توطيد العلاقات مع مصر ، وتجلى ذلك فى أكثر من مناسبة منها: منح البابا فرانسيس الثاني الرئيس عبد الفتاح السيسي وسام السنة الثانية من توليه منصب بابا الفاتيكان، كما أهداه نسخة من كتاب له حول الإرشاد الرسولي "الأنجيل فرح"، كما أكد البابا فى هذا اللقاء للسيسي أن الحوار هو الخيار الوحيد للسلام في الشرق الأوسط.

هو والأزهر

وفي فبراير الماضي وجه بابا الفاتيكان دعوة إلى شيخ الأزهر لزيارة الفاتيكان، وقالت مشيخة الأزهر في بيان لها آنذاك:

"اتفق الأزهر والفاتيكان على أهمية عقد لقاء مشترك بينهما للترتيب لعودة الحوار بين الجانبين، والذي توقف منذ سنوات بسبب بعض التصريحات للبابا السابق، والتي أسهمت في توتر العلاقة بين الطرفين".

وبالفعل قام د.أحمد الطيب شيخ الأزهر في شهر مايو الماضي بزيارة إلي الفاتيكان والتقي خلالها بالبابا فرنسيس في لقاء ودي استغرق نصف ساعة، تم خلاله التطرق إلى "السلام في العالم ونبذ العنف والإرهاب ووضع المسيحيين في إطار النزاعات والتوترات في الشرق الأوسط".

وجاء هذا اللقاء ليمثل مصالحة بين المؤسستين الدينيتين بعد عشر سنوات من التوتر على خلفية تصريحات للبابا السابق بنديكت السادس عشر، ربطت بين العنف والإسلام على إثر تفجير كنيسة القديسين، وجنت الزيارة ثمارها بعودة الحوار بين مؤسستي الأزهر والفاتيكان مرة أخري ، حيث عقد في نهاية شهر فبراير الماضي أول اجتماع منذ عام 2010 للجنة المشتركة للحوار بين الطرفين تحت عنوان " دور الأزهر الشريف والفاتيكان فى مجابهة ظاهرة التعصب والتطرف والعنف باسم الدين".

ووقتها صرح رئيس الوفد الفاتيكاني أن الإسلام أقرب دين للمسيحية، لأنه ديانة توحيدية إبراهيمية، رغم الخلافات الكبيرة في العقيدة.

والكنيسة المصرية

وكان البابا تواضروس الثاني قد سبق وزار الفاتيكان في مايو 2013 ، فى زيارة هي الأولي منذ أكثر من 40 عام، وقد صلي البابا تواضروس مع بطريرك الفاتيكان صلاة مشتركة من أجل المصالحة بين الأمم والمجتمعات.

وقد بعث البابا فرنسيس بابا الفاتيكان عقب تلك الزيارة برسالة إلي البابا تواضروس الثاني، بطريرك الكرازة المرقسية في يوم المحبة الأخوية وهو يوم يقام سنويا بمناسبة زيارة البابا تواضروس للفاتيكان والذي يقام يوم 10 مايو لإعلان التآخي بين الكنيستين القبطية الأرثوذكسية والكاثوليكية. وعقب تفجير الكنيسة البطرسية أجري البابا فرنسيس اتصالاً هاتفياً بالبابا تواضروس الثاني للتعبير له عن تعازيه، وأكد أنه يصلى من أجل أن تعبر مصر هذه الأوقات الحزينة سريعاً وأن تخرج منها أكثر قوة وعزماً للمضي للأمام في طريق السلام والازدهار والتقدم.

ترحيب

وقد رحب البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بزيارة بابا الفاتيكان لمصر وقال: "البابا فرانسيس رجل سلام والشاهد الحقيقي للسلام، فأينما يذهب يبث الدعم فى نفوس جميع الفئات الأكثر ضعفا فى العالم، ويمنح السلام"، معرباً عن سعادته بهذه الزيارة.

وتابع فى تصريحات صحفية له "بعد تنصيب بابا الفاتيكان فى مايو 2013 ذهبنا إلى الفاتيكان وكنت سعيداً لأنني لمست عن قرب حبه وكرمه"

وبسؤاله عن "مسكونية الدم" قال تواضرس:

"هو تعريف خاص بالبابا فرانسيس، أى توحيد المسيحية أينما توجد وتقوية إيمان المسيحيين، واستخدمتها أول مرة خلال زيارتى الأولى للفاتيكان بعد تنصيبى فى عام 2013 والمرة الثانية فى خطاب علنى بعد مقتل 21 شهيدا فى ليبيا".

العرق والدموع والدم

وأضاف أن الكنيسة تعيش وتركز على ثلاثة أسس العرق والدموع والدم، الدموع هى التى تدفقت من قبل الرهبان المقدسة والناس الذين يعيشون فى الكهوف والخلايا الصحراوية، والعرق هو الذى سكب من قبل اللاهوتيين الذين يقضون وقتهم فى البحث والدراسة، والدم هو الذى سكب من قبل الشهداء.

وتعد هذه الزيارة تاريخية لأنها تؤكد على أن الإرهاب يضرب العالم كله وليس مصر فقط ، كما تهدف إلى ترسيخ روح الإخاء بين الأزهر والفاتيكان لتعميق الوحدة التى من شأنها أن تقضى على التطرف فى العالم أجمع .

وهذه الزيارة إن دلت على شىء فإنما تدل على أنم صرآمنة ومجىء بابا الفاتيكان برغم الأحداث الدامية التى شهدتها مصر فى مطلع الشهر المنصرم يبعث رسالة لأمن مصر للعالم بأكمله؛ فقد كان الشعار الذى أطلقته الفاتيكان لوصف زيارة البابا "بابا السلام فى مصر السلام" .

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2