كتبت: نجلاء علاء الدين
الاكتئاب مرض العصر يزداد افتراسه للبشر فى ظل الضغوط الحاليه لتتحول الكآبة إلى سمة سائدة على وجوه الناس.
للاكتئاب أسباب وأعراض، وله أيضا علاقة وثيقة بالسمنة، يكشف هذه العلاقات المركبة أخصائي الطب النفسي بجامعة عين شمس د. ابراهيم مجدى لـ " دار المعارف" ويفند الأسباب والأعراض والعلاج.
يقول د. مجدى : إن الحالات المرضية للإكتئاب فى أزدياد، وبالتالى تزيد معها نسبة تعاطى الأدويه المهدئة.
و يواصل أن الاكتئاب مرض خطير، و له نسب عالمية, وهناك حوالي هناك أكثر من 300 مليون شخص يعيشون الآن حالة اكتئاب، بزيادة تجاوزت نسبتها 18% في الفترة الواقعة بين عامي 2005 و 2015 مريض طبقا لإحصاء منظمة الصحة العالمية , وفي مصر حوالي 6 مليون مريض بالأكتئاب.
التعاسة والحزن غير المرض
ويوضح د. مجدى أن هناك فرق بين مريض الاكتئاب والمصاب بحالة من الضيق والتعاسة والحزن في الحياة اليومية أو الضغوط النفسية، مثلا بعد فقدان شخص عزيز عليه، أو فشل علاقة عاطفية، وهى ردات فعل عاطفية تترافق مع الحالة وتدوم لفترات محددة فقط، ولكنها ليست إضطراب الإكتئاب .
وأضافد. مجدى قائلا : الأكتئاب مرض له أعراض تستمر لمده أسبوعين فأكثر, وأعراضه تتمثل فى الرغبة فى العزلة، وعدم الذهاب إلى العمل، وعدم الاهتمام بالمظهر الشخصى, فقدان الاهتمام بالنشاطات التي كان الشخص يستمتع بها من قبل.
ولكى نشخص الحاله بأنها حاله اكتئاب (الكلام للدكتور مجدى) يشترط أن يعاني المريض من أحد هذه الأعراض في فترة ما بين أسبوعين أو أكثر.
والاكتئاب يعتبر ناتج عن نقص أو عدم توازن بالمواد الكيميائية الموجودة فى المخ والجسم كافة, وهذه المواد تسمى نويروترانسميترات (ناقلات كيماوية بين عصبية مثل سرطونين، نورابنفرين ودوبامين).
أما أنواع الاكتئاب فهى الاكتئاب البسيط، إضطراب الإكتئاب الشديد وهو الأكثر شيوعا، واكتئاب ما بعد الولادة، اضطراب التكيّف مع المزاج المكتئب.
الأسباب
وعن أسباب الاكتئاب يقول د.مجدى إن التعاطي المفرط للكحول والمخدرات الأخرى يعرض الأشخاص للإصابة بالاكتئاب، ويؤدى ذلك أيضاً إلى ارتفاع خطر الانتحار لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الاكتئاب،
كما أن من مسببات الاكتئاب بعض الأمراض العضويه مثل أدوية التخسيس والالتهاب السحائى وجلطات المخ وجلطات القلب والسرطان وأمراض الغده الدرقية .. كما تتعرض الكثير من السيدات بعد سن اليأس والتغيرات الهرمونية , إلى الدخول فى حالة اكتئاب, وهناك أكتئاب ما بعد الولادة.
العلاجات
وعن علاج الاكتئاب يقول د.مجدى إن هناك عدد كبير من مصابى مرض الاكتئاب يتعاطون الأدوية المهدئة دون استشاره الطبيب ولهذه الأدويه أعراض جانبية خطيرة، فقد تؤدى إلى الإدمان , والصرع والتشنجات والأرق , كما أنها تؤثر على عضلات التنفس، وتسبب لكبار السن الموت المفاجىء أثناء النوم أو السقوط فجأة مما يسبب كسر فى عضلة الفخد أو تؤثر على ذاكرتهم.
ويضيفد.مجدى أنه يمكن معالجة اضطرابات الاكتئاب بشكل فعال جدا , وتعتمد العلاجات فى هذا على نوع الأعراض لدى كل شخص, فهناك العلاج الدوائى، وهى الأدوية المضادة للاكتئاب التى تخفف من مشاعر الاكتئاب، وتعيد أنماط النوم والشهية إلى طبيعتها، وتخفف القلق.
وعلى خلاف المهدئات فالأدوية المضادة للاكتئاب لا تسبب الإدمان، وهناك العلاج النفسى والعلاج بتنظيم إيقاع المخ وهو علاج حديث بالكهرباء , وعلاج تنبيه المخ المغناطيسى tms ويتعرض المريض فيه لموجات كهرومغناطيسيه تعدل من مسارات كيمياء المخ.
6 أعراض
وفى نفس السياق تقول "زينب المهدى" معالج نفسى وخبير تنمية بشرية إن هناك علاقة وثيقه بين الاكتئاب والسمنة، وأوضحت المهدى أن مرض الاكتئاب من الأمراض الخطيرة جدا التي للأسف تصيب نسبة كبيرة من الشعب المصري علي وجه التحديد، ولابد أن نعرض أهم الأعراض التي من خلالها يتم تشخيص المرض علي أنه مرض الاكتئاب منها:
- النوم ساعات طويلة أو الأرق المستمر.
- الشره في تناول الأطعمة او فقدان الشهية.
- البكاء بدون سبب.
- النظرة التشاؤمية والسوداوية للمجتمع.
- اللامبالاة.
- عدم الأحساس أو الشعور بالسعادة.
كل هذه الأعراض السابقة من أهم أعراض الوقوع في مرض الاكتئاب وبالتالي لابد أن نؤكد علي أن السمنة لها علاقة قوية بمرض الاكتئاب، فعندما تم سؤال عدد من الحالات أجابت الحالة "ت "عن أنها لم تجد راحتها إلا في تناول الطعام بشكل مبالغ فيه.
والحالة "ن" قالت أنها أحيانا تعشق تناول الطعام بسبب وبدون سبب، وأحيانا أخري تمتنع تماما عن الطعام، وأحيانا تأكل دون الشعور بالجوع، ومن هنا تأتي السمنة.
وأضافت المهدى أن النساء أكثر عرضه للوقوع في مرض الاكتئاب وبالتالي تتصدر النساء قائمة السمنة أكثر من الرجال نظرا لأن المرأة عاطفية أكثر من الرجل وتحكم علي الأمور بعاطفتها فتقع في مرض الاكتئاب بشكل أسرع وأكبر من الرجل.
وعلي النقيض نجد نوعية من الناس لم يقعوا فريسة لمرض الاكتئاب ولكن وقعوا في دائرة السمنة لأنهم فقط يحبون الطعام وهو بالنسبة لهم يمثل جزء كبير جدا في حياتهم.
وبحساب النسبة والتناسب نجد أن الاشخاص المصابين بالسمنة نتيجة مرض الاكتئاب عددهم أكبر كثيرا من الأشخاص المصابين بالسمنة دون وقوعهم من قبل في أى أمراض نفسية، بل أنهم يقعون في الأمراض النفسية بعد السمنة مثل تشوه في صورة الذات أو الاكتئاب نتيجة الإحراج الناتج عن زيادة وزنهم..