- الشراكة من أجل التنمية اليابانية الأفريقية المعروفة باسم "تيكاد" المحفل الأكبر والأهم فى اليابان.
- الرئيس السيسى أكد على أهمية "تيكاد" كمنتدى هام وفريد يعتنى بقضايا التنمية فى أفريقيا ويؤكد عمق الشراكة المصرية - اليابانية.
- العلاقات على مستوى القمة بين الرئيس السيسى ونظيره اليابانى آبى تضع العلاقات المصرية اليابانية فى مكانة متميزة.
- مشاركة الرئيس تقدم مصر بعد برنامج الاصلاح الاقتصادى كفرصة واعدة.
- عنوان اجتماع مجموعة السبعة الكبار (G7 الرئيسى هو التكافؤ والمساواة.
- ما لازالت هناك أهمية لتشاور السبعة الكبار حول عدد من القضايا أهمها التوتر فى منطقة الخليج.
كتب: على طه و جهاد السعيد
يواصل السفير محمد حجازى مساعد وزير الخارجية الأسبق فى حواره مع «دار المعارف» تحليلاته للأحداث على المستويات المصرية والعربية والدولية.
وفى السطور التالية يجيب السفير حجازى إجابة شاملة، وشافية، عن سؤال "دار المعارف" حول مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى مؤتمر ومنتدى "تيكاد" الذى يعقد فى مدينة "يوكوهاما" اليابانية فى الفترة من 28 إلى 30 أغسطس الجارى، ويسبقها مشاركة الرئيس فى قمة مجموعة السبع الصناعية الكبرى، التى تعقد فى مدينة "بياريتز" الفرنسية فى الفترة من 26 إلى 28 أغسطس.
يقول السفير محمد حجازى:
" تشهد مدينة يوكوهاما اليابانية فى الفترة من 28 إلى 30 أغسطس الجارى، اجتماع الشراكة من أجل التنمية اليابانية الأفريقية المعروفة باسم "التيكاد" فى دورة انعاقده السابعة فى مدينة يوكوهاما هذا المحفل هو المحفل الأكبر والأهم فى اليابان الذى استضاف فى دورته السابقة نحو 4500 مشارك مما يعكس أهمية هذا المحفل الذى يعقد هذا العام تحت عنوان "الشعوب والتكنولوجيا والتنمية" وهذا الشعار يعكس حرص اليابان على تقديم خبراتها فى مجال التنمية البشرية والاهتمام بقدرات الشعوب مع ما تملكه من قدرات تكنولوجية وفنية عالية يمكنها أن تسهم فى الانتقال بعملية التنمية فى أفريقيا إلى مستويات أرفع.
[caption id="attachment_323794" align="alignnone" width="722"]
صورة أرشيفية للقاء سابق مع الرئيس السيسى و شينزو آبي رئيس وزراء اليابان [/caption]
كلمة الرئيس
ويضيف حجازى أنه فى هذه المرحلة علينا الإشارة إلى الكلمة الهامة التى وجهها الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى هذا المحفل الهام، ففى الرسالة أكد الرئيس بحكم رئاسته للاتحاد الأفريقى على أهمية "تيكاد" كمنتدى هام وفريد من نوعه يعتنى بقضايا التنمية فى القارة الأفريقية ويؤكد عمق الشراكة المصرية اليابانية.
ومما لاشك فيه أن المتابع لعمل "تيكاد" السابع يلمس التنوع الكبير فى أجندة المؤتمر الذى يضم العديد من الندوات التى تشمل تقريبا كل ما له علاقة بآفاق التنمية، سواء كانت تنمية بشرية أو اقتصادية أو تنموية أو مالية أو اجتماعية أو صحية، بالإضافة للاعتناء بقضايا البنى التحتية وتطوير المدن وتأهيل وتدريب الكوادر البشرية ونقل التكنولوجيا والعمل المالى والمصرفى وعملية تطوير وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ويؤكد السفير حجازى على أن كل هذه الموضوعات محل اهتمام وهذا المحفل يعد شراكة إفريقية تنموية مع الحكومة اليابانية التى تقدم من خلال ذراعها التنموي "الجايكا" الكثير من المكاسب لشعوب القارة الأفريقية وترتبط - أيضا - بكل تأكيد بمشروعات التنمية اليابانية فى مصر بشكل وثيق، فاليابان متواجدة بقوة على الساحة التنموية والسياسية والاقتصادية فى مصر حيث قدمت لمصر العديد من المشروعات الكبرى والعلامات البارزة، سواء فى مجالات التعليم كالجامعة اليابانية، أو فى المجال الثقافى كدار الأوبرا أو فى المجال الاقتصادى من خلال مشروعاتها ومساندتها لمشروعات مصر الكبرى.
علاقات مميزة
ويقول السفير حجازى أنه يجدر علينا الإشادة بالعلاقات السياسية واللقاءات المتكررة على مستوى القمة بين الرئيس عبد الفتاح السيسى ونظيره اليابانى شينزو آبى، تضع بالفعل العلاقات المصرية اليابانية فى هذه المكانة المتميزة.
[caption id="attachment_323795" align="aligncenter" width="723"]
صورة أرشيفية للقاء سابق مع الرئيس السيسى وماكرون [/caption]
لقاءات مهمة
وعلق على ذلك قائلا: أنا أتصور أنه خلال مشاركة الرئيس السيسى بصفته رئيسا للاتحاد الأفريقى فى قمة "تيكاد" ستكون هناك فرصة واسعة للقاء العديد من القادة الدوليين، ومؤسسات التمويل الدولية وهو ما يتيح أيضا الفرصة لمناقشة العديد من القضايا والعلاقات الثنائية مع قادة الدول المشاركة.
وأوضح السفير حجازى أن هذه الفرص تنشأ من أهمية هذه المحافل سواء كانت على الصعيد الثنائى أو على الصعيد الأفريقى أو الدولى، و "التيكاد" برهنت على أنها منتدى أقرب لعملية التنمية حيث أنه يؤسس عمله على امتلاك أفريقيا لعملية التنمية فيها.
تقديم مصر
ويضيف السفير حجازى : "أنا أظن أن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسى تقدم مصر بعد برنامج الاصلاح الاقتصادى كفرصة واعدة وهو ما يحقق العديد من المكاسب سواء على مستوى اجتذاب الفرص المتاحة للاقتصاد المصرى أو الاستفادة من نتائج أعمال هذه القمم فى دعم العلاقات الثنائية أو الاقتصاد المصرى بشكل عام.
وفى سياق قريب قال السفير حجازى: " أما على صعيد المشاركة المصرية والدعوة التى تلقاها الرئيس عبد الفتاح السيسى من نظيره الفرنسى إيمانويل ماكرون للمشاركة فى الاجتماع المقرر لقمة مجموعة السبع الصناعية الكبرى فى مدينة "بياريتز" الفرنسية فى الفترة من 26 إلى 28 أغسطس الجارى، فيجدر الأشارة إلى أن الرئيس موجه له الدعوة لحضور أهم منتديان اقتصاديان وتنمويان بالتتابع فى خلال أسبوع واحد على المستوى الدولى سواء الاقتصادى الدولى فى مجال التشاور مع قادة مجموعة الدول السبعة ونقل هموم وقضايا وتحديات العمل الأفريقى المشترك.
قمة السبعة
وأكد حجازى على أن مشاركة الرئيس فى قمة مجموعة الـ "7" سيشارك معه رؤساء جمهوريات السنغال وبوركينا فاسو ورواندا وأيضا سيشارك رئيس وزراء الهند وهذا يرجع إلى أن عنوان المجموعة الرئيسى هو التكافؤ والمساواة، بمعنى أن يكون هناك عنوانا لكل قمة وهذه القمة تتبنى هذا المفهوم على المستوى الاقتصادى الدولى أى تحقيق عدالة النظام الاقتصادى العالمى، والمساواة بين الاقتصاديات، وإتاحة الفرص للاقتصاديات الأفريقية لتحقيق أهداف التنمية ونقل التكنولوجيات، والمساواة فى الحصول على فرص الحياة والتعليم والصحة، وأيضا المساواة فى قضايا الهجرة بحيث تتاح فرص للهجرة الشرعية.
كما أكد على أن كل هذه القضايا وهذه العناوين ستكون محلا للبحث أمام قمة مجموعة السبعة، أى الدول الصناعية السبع الكبرى فى توقيت شديد الأهمية تشهد فيه الساحة الدولية العديد من الاضطرابات والقلاقل بسبب أن السياسات الأمريكية الحمائية التى تبعد عما استقر فى المنظومة الدولية من التعددية والتشاور والبحث عن الحلول بشكل جماعى إلى الإنفرادية والإنعزالية والبحث عن المصالح الوطنية الشعبوية الضيقة.
سياسات ترامب
ولعل سياسات الرئيس ترامب هى فرض عقوبات اقتصادية واجراءات جمركية فجة على شركائه حتى فى أوروبا، علاوة على حربه التجارية مع الصين، والحرب المفروضة على روسيا، والسياسات التى يتبعها مع أقرب حلفاءه حتى فى اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا) مثل كندا والمكسيك، فمثل هذه السياسات أدت إلى اضطراب المشهد السياسى، هذا علاوة على الانقسامات التى تشهدها أوروبا التى لا تجعل لمجموعة "السبعة" نفس الموقف الموحد الذى كان من قبل، وقد استقال رئيس الوزراء الإيطالى أمس وأيضا لازالت بريطانيا فى حالة اضطراب بسبب خروجها من الاتحاد الأوروبى، ومحاولة رئيس وزراءها الخروج دون اتفاق من منظومة الاتحاد الأوروبى، مما يعرض بريطانيا ويعرض الاتحاد لمخاطر عديدة.
بالإضافة إلى أن هناك مشاكل مازالت موجودة مثل الهجرة والإرهاب تلقى بظلالها، وكل هذه القضايا تحتاج إلى رؤية متناسقة، ومساعى مشتركة، ولعل لقاء الرئيس ماكرون ونظيره بوتين يوم الثلاثاء كان فرصة للتأكيد لروسيا على أنه رغم استبعادها عام 2014 إلا أن الاستماع إلى وجهة نظرها هو أمر هام.
أهمية التشاور
وما لازالت هناك أهمية التشاور حول بعض القضايا منها قضية التوتر الذى تشهده منطقة الخليج، ومناطق الملاحة الدولية، هذا بالإضافة لاستمرار النزاعات فى الشرق الأوسط، فى سوريا وليبيا واليمن وهذا ما سوف يسعى الرئيس عبد الفتاح السيسى للتأكيد عليه خلال وجوده فى مدينة بيارتز الفرنسية لحضور قمة الـ "سبعة" والتأكيد على قضايا السلم والأمن وأهمية قضايا التحدى واتاحة الفرصة لنظام عالمى اقتصادى أكثر استقرارا وأكثر عدالة تتاح فيه الفرصة لأفريقيا والعالم الثالث للتنمية كى يواجه مخاطر الارهاب والهجرة الغير شرعية.