نادية صبره تكتب: سر الطائرة المسيرة التي تقصف مواقع الحشد الشعبي في العراق!

style="text-align: justify;">على مدار الشهرين الماضيين تعرضت منشآت عسكرية تابعة لميليشيات الحشد الشعبي في العراق لسلسة من التفجيرات الغامضة شملت أربعة معسكرات ومخازن أسلحة تضاربت حولها الأنباء وكان آخرها منذ بضعة أيام وهو مقر قرب قاعدة "بلد" الجوية شمال العاصمة بغداد والتي يتواجد بها عدد من العسكريين الأمريكيين...

style="text-align: justify;">تكرار تعرض مخازن أسلحة الحشد للتفجير تحول إلى أمر يُؤرق الحكومة العراقية التي عزت التفجيرات إلى سوء التخزين وارتفاع درجات الحرارة وهي مبررات لم تقنع بالطبع المسؤولين في الحشد الشعبي والمؤيدين لهم في البرلمان والقيادات السياسية التي باتت تضغط بقوة على الحكومة العراقية لضرورة معرفة ما جرى.. ثم بدء حديث هامس يتردد عن احتمالية استهداف هذه المخازن من قبل دولة خارجية لم يتم تسميتها... إلا أن قام (أبو مهدي المهندس) نائب رئيس الحشد وهو أحد الأسماء المدرجة على قوائم الإرهاب الأمريكية لقربه الشديد من إيران بتوجيه اتهام مباشر لإسرائيل بتنفيذ هذه التفجيرات باستخدام طائرة مسيرة وبغطاء أمريكي إلا أن الصورة لم تكتمل بعد فإسرائيل لم تعترف بقيامها بالهجوم بشكل رسمي ولكن بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بخبثه المعتاد ألمح وترك باب للتكهنات حينما سُئل عن إيران فقال إنه لن يسمح لها أن تشعر بالأمان في أي مكان وأنه يعمل ضد القواعد العسكرية التي تقيمها إيران ضد إسرائيل في سوريا ولبنان واليمن والعراق!

style="text-align: justify;">كما نشرت جريدة النيويورك تايمز نقلاً عن مسئول مخابراتي رفيع أن إسرائيل قصفت قاعدة عسكرية شمال بغداد تابعة للحرس الثوري الإيراني كانت محطة لنقل السلاح إلى سوريا ومن ثم إلى حزب الله في لبنان...

style="text-align: justify;"> style="color: #ff0000;">إذاً هناك عدة نقاط أساسية أود التحدث فيهم:-

style="text-align: justify;">أولاً:- أقدم التحية للحكومة العراقية التي رغم ما تعانيه من ضغوط داخلية وخارجية كان لها موقف مشرف في النأي بالعراق الشقيق عن الدخول في أي صراعات إقليمية أو أن يتحول أرضه إلى حروب بالوكالة ويكفيه ما عاناه من حروب سابقة وهو موقف يستحق كل تقدير واحترام.

style="text-align: justify;">ثانياً:- لم أتعجب من نفي الولايات المتحدة للاتهام الموجه لها بتقديم غطاء جوي لإسرائيل فبالطبع ربما يكون هذا النفي الأمريكي حفاظاً على أمن الجنود الأمريكيين المتواجدين بالعراق وهم حوالي 5200 جندي من أي محاولة انتقام من أحد أهم أذرع إيران وهي ميليشيات الحشد الشعبي.

style="text-align: justify;">ثالثاً:- ميليشيات الحشد الشعبي نفسها التي باتت بمثابة قنبلة موقوتة والتي وصل قوامها إلى 130 ألف مقاتل، هذه القوات التي تشكلت في العام 2014 بعد صدور فتوى دينية لم تعد الآن مجرد قوات تحارب تنظيم داعشبل تحولت إلى مؤسسة عسكرية سياسية كبيرة وحاكمة ومتنفذة في العراق تحولت إلى الدولة الشبح التي تحكم فعلياً رغم أنها غير منظورة على أرض الواقع أصبحت أكبر من قرارات الحكومة المركزية في بغداد، تحولت من عامل مساعد للقوات المسلحة العراقية إلى أداة إيرانية فهي تتلقى دعماً عسكرياً وأيدولوجياً من طهران وتأخذ أوامرها من (قاسم سليماني) قائد فيلق القدس في الحرس الثوري والمعروف بنفوذه الكبير في العراق ولذلك فشلت محاولات تفكيكها أو دمجها في الجيش العراقي ومع دخول إسرائيل على خط الأزمة سوف تتسبب هذه المليشيات في الكثير من التداعيات الأمنية للعراق لأنها ستظل تعمل لحساب إيران فهل العراق الذي لا يريد أن يكون جزءاً من الحرب بين أمريكا وإيران يمكن أن ينجر إلى حرب مع إسرائيل؟

style="text-align: justify;">وأخيراً:- هل يمكن أن تحمل الأيام القادمة كشف سر الطائرة المسيرة التي قصفت مواقع الحشد الشعبي في العراق والتي باتت العديد من الدلائل تشير بقوة إلى مسئولية تل أبيب عن هذه الهجمات؟ ولماذا تلتزم اسرائيل الصمت رغم أنها اعترفت مؤخراً بل وتباهت بقيامها بمئات الضربات الجوية لقواعد إيرانية في سوريا خلال الثماني سنوات الماضية؟ ورغم أن أقمار صناعية اسرائيلية نشرت صور الغارات الأخيرة في العراق والتي تظهر حجم الدمار بعد قصف مستودعات الأسلحة...

style="text-align: justify;">وإذا تم التأكد من هجمات إسرائيل السرية على الحشد الشعبي نكون بذلك وصلنا إلى أقصى ضغط أمريكي على إيران وتكون بالفعل قد بدأت حرب أمريكية إيرانية على أراضي العراق!