أعترف أنني من أشد المُعجبين بأفلام الفنان "أحمد عز"، وأنني شاهدت فيلمه الأخير "أولاد رزق 2"، رغم أن الفيلم مسلي، وقصته بها تشويق، والأكشن فيه قوي ومُثير، وبه كثير من النجوم، ضُيوف الشرف، الذين جعلوا للفيلم حياة وروح، وحالة تشويقية، إلا أن ما آخذه على هذا الفيلم، هو فكرته، فالفكرة تدور حول الأشقاء الذين قرروا أن يعودوا لعمليات النصب والاحتيال، بعد أن تدهورت بهم الحالة المادية، بعد توبتهم عن هذا الطريق، وكان هدفهم تجميع المال؛ بقصد عمل مشروع معرض سيارات، ثم يتوبوا عن هذا الطريق تمامًا، وبالفعل، ارتكبوا الكثير من عمليات النصب، ومروا بالعديد من المُغامرات، واعترضتهم الكثير من المشاكل والعثرات، ولكنهم في النهاية نجحوا في الحصول على الأموال التي جمعوها من تلك العمليات، بمعاونة أحد ضباط الشرطة، المعزول من الخدمة؛ بسبب سوء سلوكه، وفي نهاية الفيلم، ظهروا وهم داخل معرض السيارات، الخاص بهم، بعد أن تابوا عن النصب والاحتيال.
فهذه الفكرة، لو حللنا جُذورها، وما آلت إليه، فهي ترمي إلى أن كل شخص تتأزم حياته المادية، يتحول إلى طريق الإجرام، بشكل مُؤقت؛ حتى يصل إلى الهدف المادي المطلوب، ثم يترك هذا الطريق، ويعود إلى حياته الشريفة، وهذا نموذج سيء، بالنسبة للشباب، خاصة وأن الفيلم لم يُظهرهم في صورة النادمين، ولم ينكشف أمرهم إلى رجال الأمن، ولم يتلقوا أي عقاب دُنيوي، يردعهم عن هذا الطريق، حتى أنهم لم يخسروا أموالهم، التي حصدوها من الحرام، بل على العكس، عندما خسروا في إحدى العمليات أموالهم، عادت لهم أضعافًا في النهاية.
وهنا يفتقر الفيلم إلى الرسالة الأخلاقية، أو الحبكة الإنسانية، فهو لن يكون كمُغامرات "أرسين لوبين"، ذلك اللص الشريف، الذي كان يسرق من الأغنياء؛ لكي يُعطي الفُقراء، ويُساعدهم.
فبالرغم من إعجابي بهذا الفيلم، وعدم شُعوري بالملل، ولو للحظة واحدة، أثناء مُشاهدتي له، إلا أنني مُؤمنة بأن الدراما والسينما، لابد وأن يكون لها هدف ورسالة، تُغير من فكر الأجيال، وتدفعهم إلى تغيير نمط حياتهم للأفضل، والتفكر في كل سلوكياتهم.