كتبت: سماح عطية
أزمة جديدة فى مسلسل الزمات التى يتعرض لها نادي أصحاب الجياد بالإسكندرية، نتيجة تقاعص أعضاء مجلس إدارته عن القيام بدورهم فى حماية النادي وممتلاكاته، والأرض التي يقع عليها، وقد ظهر هذا جليا من خلال تعدي نادي سموحة الرياضي على أرض "التراك الخاصة" بنادي الجياد واستقطاع ٨٠٠ متر طوليا من مساحته الكلية التي تقدر بحوالي ٢٤٠٠ مترا وهو ما ترتب عليه نشوب خلافات كثيرة بين الناديين، كان أحدثها خلال الأسبوع الماضى على تاريخ نشر هذا التقرير.
والذى حدث أنه فور قيام نادي الجياد بتركيب مقاعد من الرخام داخل أرض "التراك" الخاصة به، قام نادي سموحه بتحطيم هذه المقاعد بعد أقل من ٢٤ ساعة من تركيبها، والغريب في الأمر أن ادارة نادى الجياد لم تحرك ساكنا، ولم يصدر عنها أي إجراء قانونى، ولا حتى عرفى، كرد فعل لهذا التعدى، وما سبقه من تعديات على أرض النادي مما آثار دهشة الأعضاء، وفتح علامات الاستفهام لديهم، لكن هناك من الأعضاء، والمصادر المطلعة داخل إدارة النادى، والتى طلبت عدم ذكر أسمها، من أوضح لـ (دار المعارف) أسباب هذا التقاعص والقصة الكاملة وراء هذه الازمة.
وأوضح أحد المصادر أنه بداية تراك نادى أصحاب الجياد هو عبارة عن "تراك من النجيل" و "تراك من الرمل" بطول أكثر من ٢٤٠٠ متر، و هذه المساحة فى حيازة نادى أصحاب الجياد عن طريق عقد إيجار بين النادى، والإصلاح الزراعى، تم إبرامه عام ١٩٨٢ وينص على استخدام هذا "التراك" لسباقات الخيل.
وأضاف المصدر أنه تم تأسيس النادى فى عام ١٩٢٦ بعد استئجار الأرض من مالكها جوزيف سموحة وتم الافتتاح رسميا ١٩٣٤ خلال مدة الثمانى سنوات بين التأسيس والافتتاح، تم زراعة "التراك" بأجود أنواع النجيل المستورد من الخارج، وتم عمل المقصورة الرئيسية والتي شهدت أكثر من مرة حضور الملك الملك فاروق، وقد تم استيراد أجود أنواع الرخام الأسباني لبناءها، وما زال يوجد أجزاء منه فى المخازن حتى الآن.
[caption id="attachment_329291" align="aligncenter" width="449"]
الملك فاروق يشاهد سباق الخيل فى نادى الجياد الملكى وعلى يمينه الأمير عبد المنعم[/caption]
وتم أيضا إنشاء مدرجين، الدرجة الأولى، ومدرج الدرجة الثانية، ومنذ هذا التاريخ لم يحدث أي تعديات على أي شبر من أرض نادي الجياد حتى عام ١٩٩٧ والذي بدأت معه تعديات كثيرة من قبل نادي سموحة، على أرض نادي الجياد، وقد تمثلت تلك التعديات في قطع لـ "التراك" وعمل طريق أسفلت لمرور السيارات، وحديقة أطفال، وكذلك نافورة، وأصبح التعدى ممنهج حتى وصلت المساحة المستقطعة إلى حوالي ٨٠٠ مترا دون أى تحرك قانونى ضد نادى سموحة.
وأسوأ من ذلك (الكلام للمصدر) ما أن قام بعض أعضاء نادي الجياد برفع قضية بالقضاء الإدارى لترسيم الحدود بين نادى أصحاب الجياد، ونادى سموحة إلا أن قامت إدارة نادى أصحاب الجياد بإيقاف عضوية هؤلاء الأعضاء، بدلا من التضامن معهم، وكل ذلك كمحاولات مستميتة لعدم انكشاف المستور وهو أن التراك يستخدم فى غير الغرض المخصص له وهو سباق الخيل والمدون في العقد المبرم بين نادي الجياد والإصلاح الزراعي، ولكن يستخدم لتدريب الفرق الرياضية، وبالتالي أي حديث لإدارة نادى الجياد من قريب أو من بعيد أو اتخاذ أي إجراء قانوني ضد نادي سموحة قد يعرض النادى إلي فسخ العقد من قبل الإصلاح الزراعى وخسارة أرض النادي نهائيا، وكذلك يعطى لنادى سموحة الحق في مزيد من التعديات على مساحات أخرى من "التراك" .
ويؤكد المصدر أن المساحه المتبقية من "التراك" والتي تقدر بحوالي ١٦٠٠ مترا، والتي مازالت في حيازة نادي الجياد تتعرض للإهمال الجسيم من قبل إدارة النادى أيضا، ويتمثل ذلك على سبيل المثال، أنه لأكثر من عام لا يوجد مصدر للمياه بعد ردم "المحمودية" وعدم وجود بديل لري مزروعات النادى، مما أدى إلى تصحر "التراك" وتلف النجيل الخاص به والذي يعد من أغلى وأندر أنواع النجيل.
وأنهى المصدر كلامه بالقول إنه مازال فى مسلسل المخالفات الجسيمة فى إدارة نادى الجياد، أسرار، سوف نكشف عنها فى حلقات قادمة.