د. ناجح إبراهيم يكتب: مصر القوية ضرورة حتمية

د. ناجح إبراهيم يكتب: مصر القوية ضرورة حتميةد. ناجح إبراهيم يكتب: مصر القوية ضرورة حتمية

*سلايد رئيسى11-9-2019 | 11:33

في يوم 5 أكتوبر 1973 التقى الزيات وزير الخارجية المصرى بكيسنجر وزير الخارجية الأمريكي الذى قال للزيات إن هذا العام مخصص للقضايا الأوربية وستؤجل قضايا الشرق الأوسط,فلما عبرت القوات المصرية القناة وحققت نصراً غير متوقع أدهش العالم تغير كيسنجر وأمريكا تماماً وجعلوا قضية الشرق الأوسط في مقدمة أولويات السياسة الأمريكية،لن يهتم أحد بمصر إذا كانت ضعيفة,أما إذا كانت قوية فسوف يهتم بها العالم بأسره,الأقوياء وحدهم هم الذين يؤثرون في حركة التاريخ والسياسة. قابل السفير البريطانى السادات يوم 10 أكتوبر وسأل السادات عن استعداده لقبول وقف إطلاق النار مع بقاء القوات المصرية شرق القناة,فرفض السادات العرض لأنه خاف من تكرار الخدعة البريطانية للعرب في حرب 48 حيث حينما فرضت الهدنة علي العرب وأعطوا السلاح المتقدم للإسرائيليين وخرقوا الهدنة واستولوا علي الأراضي الفلسطينية . الدهاء البريطانى تسبب في أكبر أزمات العرب وتقسيم بلادهم وإيجاد إسرائيل حتى أصبحت أقوى من العرب,وبريطانيا وأمريكا وغباء صدام أسباب تقسيم العراق وتدميره وتحويله إلي أطلال دولة. كوارث العرب الحديثة وتمزقهم بدأ باحتلال صدام للكويت،وأكبر أزمة لصدام بعد حربه مع إيران دخوله في حالة"خداع النفس"واعتقاده بأنه أعظم قائد هزم إيران مما أدى لاغتراره وجيشه ومقامرة غزوه للكويت. الحرب العراقية الإيرانية صنعت صنعاً علي يدى الأمريكان وحلفائهم وبعضهم عرب شجعوا وأغروا صدام بالحرب العبثية مع إيران وقدموا له التسهيلات,وبعد نهاية الحرب بدأت الدوائر الأمريكية والغربية والإسرائيلية تخوف الجميع من صدام وتحرض ضده،وقد ساعدهم غباء صدام فغزا الكويت وأطلق عدة صواريخ علي إسرائيل لم تصب أحداً وجعلت العالم كله يحشد قواه ضد صدام والعراق ليتم تدميره ووطنه. عملية خداع النفس التى حدثت لصدام اعتقد أنها تحدث لكثيرين من قادة الشرق الأوسط الذين ضيعوا بلادهم في مغامرات غير محسوبة. أكبر خطأين وقعت فيهما مصر قبل هزيمة 5 يونيه هو طلب سحب قوات الأمم المتحدة التى حافظت علي السلام بين مصر وإسرائيل عشر سنوات وإغلاق خليج العقبة أمام الملاحة الإسرائيلية,فظهرت مصر دون أن تشعر أمام العالم أنها المعتدية وإسرائيل المعتدى عليها ، فضلاً عن حشد القوات لسيناء دون ترتيب ولا تنظيم,لك أن تقارن بين هذه الخطوات العبثية قبل 5 يونيه 67 وبين دهاء السادات وحكمته في التجهيز لحرب أكتوبر,هذا هو الفارق بين ناصر والسادات,وكلاهما وطنى ومخلص. الاستقبال التاريخى لعبد الناصر في الخرطوم بعد هزيمة 5 يونيه وموقف رئيس السودان والرؤساء العرب وقتها كان من أهم الأسباب لرفع الروح المعنوية لعبد الناصر وشعوره مجدداً في الأمل في هزيمة إسرائيل ورفع عدوانها,مصر لها أفضال علي السودان,والعكس صحيح وكلاهما لا يستغنى عن الآخر. نصر عبد الناصر السياسي في معركة السويس ودعمه للشعوب العربية ضد الاستعمار وخاصة الجزائر هو الذى منحه المشروعية الحقيقة لحكمه,ونصر السادات في حرب أكتوبر هو الذى منحه المشروعية الحقيقة والواقعية لحكمه. استغل السوفيت دخول الجيش الأمريكي لفيتنام في الستينات وحولوها إلي مستنقع لهم استنزف أمريكا جيشاً واقتصاداً,واستغلت أمريكا دخول السوفيت لأفغانستان فحولتها أمريكا لمستنقع لهم ساهم في إسقاط الإمبراطورية السوفيتية،ردوا لهم الصاع صاعين. ذهبت جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل إلي نيكسون أثناء الأيام الأولى لحرب أكتوبر وطلبت منه إنقاذ إسرائيل فقام بأكبر عملية نقل جوى للسلاح المتطور,ذلك ليعرف قيمة نصر أكتوبر في أيامه الأولي من يشكك فيها ولو لهذا الجسر الجوى الأمريكي لما استطاع الإسرائيليون الصمود أمام الجندى المصرى الأسطورة,ولولا الجسر لما بدأت الثغرة وتحول مسار الحرب بعده.
أضف تعليق

إعلان آراك 2