د. ناجح إبراهيم يكتب: عاشوراء.. نفرح بموسي.. فلا داعى للنواح

د. ناجح إبراهيم يكتب: عاشوراء.. نفرح بموسي.. فلا داعى للنواحد. ناجح إبراهيم يكتب: عاشوراء.. نفرح بموسي.. فلا داعى للنواح

*سلايد رئيسى16-9-2019 | 19:25

عاشوراء يوم عظيم أعز الله فيه موسى وأتباعه وأذل فرعون وجنوده،وجعلهم عبرة وعظة لكل من يحذو  حذوهم" فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً"وقد سن الإسلام الصوم فيه فرحا ً وشكرا ً بنصر الله لأمة مؤمنة من بني إسرائيل،وفيه استشهد الإمام الحسين،وبعض الشيعة يصرون على تحويل هذا العيد إلى مأتم ومناحة ،فإذا بالدموع تسيل والملابس تشق والخدود تلطم والرءوس تضرب والأبدان تجرح في مظهر يمثل أبشع إساءة للإسلام. والغريب أن أئمة المذهب الشيعي وفقهائه العظام القدوة للسنة والشيعة مثل جعفر الصادق أو علي زين العابدين أو ابنه زيد لم يأمروا بمثل ذلك أو يفعلوه،بل إن زين العابدين بن الحسين لم يفعله ولم يأمر به،وهو أولى الناس بأبيه وأبرهم وأوصلهم به.

إنني أناشد المراجع الشيعية الكبرى في إيران والعراق والخليج ولبنان أن تقف موقفا ً حازما ً من هذه البدعة التي تشوه سمعة الإسلام عامة والشيعة خاصة، وتنسب للإسلام ما ليس فيه،وخاصة أن هذه الاحتفالات تبث على الشاشات وقنوات التواصل الاجتماعي وتقدم الإسلام كدين متخلف عن ركب الحضارة وعن العقل السديد. فإذا كان الإسلام ينهى الأم التي مات ابنها منذ دقائق أن تلطم خدها أو تمزق ملابسها،فكيف يبيح للمسلم أن يجرح نفسه حزناً على صحابي مات منذ 15 قرناً. وهل لو كان الحسين يعيش بيننا اليوم هل كان يرضيه ذلك أو يقبله ممن يزعمون محبته وهم يخالفون هديه وهدى جده الكريم r. لقد جاء الإسلام ليحيي في الناس فقه الحياة لا فقه الموت،وصنع البسمة لا صنع البكاء والعويل،وقد كان الرسول r مربياً عظيماً وحكيماً حينما رفض تحويل مأساة وهزيمة أحد إلى مناحة وأحزان دائمة أو تشاؤم من جبل أحد فذهب إليه وقال بقلب المحب لكل شيء "أحد جبل يحبنا ونحبه".

فهذا الرسول المحب لكل شيء يطلق صيحته الرائعة إننا نحب كل شيء في الحياة حتى الجبل الذي شهد أكبر مآسينا، بل إنه أدخل جبل أحد في كل شيء فيه أجر وثواب فيقول في بعض أحاديثه " مثل جبل أحد ذهبا " أو القيراط مثل جبل أحد"ليربط بين جبل أحد وكل الخيرات ،فلم يذهب هناك لينوح ويبكي أو يلطم ،وهذا درس لكل من يريد تعميم كل مأساة علي الأمة. لقد نشر الرسول  الحب في الكون كله حتى لا نكره أحدا ً من البشر أو الحيوانات ولا الجمادات،ولكن البعض يوظف ذكرى عاشوراء توظيفا ً سياسيا ً يضر الذكرى ويضر الحسين. ولماذا الحزن على الحسين،وعدم الفرح بموسى عليه السلام ونجاته؟! ثم لماذا لا يحزن هؤلاء أيضا ً على مثل عمر بن الخطاب الذي ملأ الدنيا عدلا ً وزهدا ً وحكمة واغتاله أبو لؤلؤة المجوسي؟،أو علي علي بن أبي طالب الذي اغتاله الخوراج،أو على حمزة أسد الله ورسوله ؟،أو على مئات الشهداء من الصحابة أو التابعين والصالحين؟! بل لماذا لا يهتم هؤلاء بالحسن بن علي وهو الشقيق الأكبر للحسين والذي بشره الرسول r بالسيادة.

إنني أخاطب عقول الذين يضربون أنفسهم في عاشوراء: ما ذنبكم وما ذنب هذا الجيل حتى يضرب نفسه كل عام بهذه الطريقة الوحشية فأنتم لم تخذلوا الحسين ولم تشهدوه .. فلا تحملوا أنفسكم ذنبا ً لم تفعلوه" أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى" يا قوم إن كان الله قد عصم سيوفنا من الانخراط في الصراع بين الصحابة،فعلينا أن ننزه ألسنتنا من طعنهم أو سبهم أو تجريحهم. الإسلام لا يريد من أتباعه أن يحولوا حياتهم إلى مناحات وبكاء،ولو أننا سنفعله مع كل مآسينا ما دخلت البسمة حياتنا ولا الفرحة بيوتنا،أما استلهام التاريخ فلا يكون بالعويل أو ضرب الرءوس ولكن بالعبرة والدرس  والذكرى،إلا لظل كل نبي ينوح على آلاف الأنبياء الذين قتلوا قبله. إنني أناشد المراجع الشيعية أن تحذو حذو مهدي شمس الدين المرجع الشيعي اللبناني الذي نهى عن هذه الأفعال في عاشوراء ونهى عن سب الصحابة.  إن الفكر الشيعي يحتاج إلى أئمة مثله لا يخشون في الله لومة لائم لكي يطوروه ويجددوه ويزيلوا ما لحق به من أخطاء . إن الحسين لا يسره أن يرى محبيه يجرحون أنفسهم ولكن يسره أن يراهم يقتدون بخصاله النبيلة وكرمه وجوده وإحسانه للجميع

أضف تعليق

خلخلة الشعوب وإسقاط الدول "2"

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2