د. ناجح إبراهيم المفكر الإسلامى: السرية.. الآفة الكبرى للحركات الإسلامية

د. ناجح إبراهيم المفكر الإسلامى: السرية.. الآفة الكبرى للحركات الإسلاميةد. ناجح إبراهيم المفكر الإسلامى: السرية.. الآفة الكبرى للحركات الإسلامية

* عاجل17-9-2019 | 19:38

كتب: محمد على

قال الدكتور ناجح إبراهيم المفكر الإسلامى إن أكبر الآفات التي أصابت أكثر الحركات الإسلامية "السرية"، موضحا  أن الإسلام دين البساطة والوضوح والعلانية"وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ" "تركتكم علي المحجة البيضاء".. فالسرية تناقض ذلك, وهى تعنى الخلل والريبة في الحياة الاجتماعية والسياسية.

وأشار ناجح فى مقال منشور له فى "الوطن" أن الإسلام اشترط حتى في الزواج العلنية, وبين الزواج والسفاح، وجعلها تفرق بين الحلال والحرام"وكرهت أن يطلع عليه الناس. فعدم العلانية تناقض أصلاً من أصول الإسلام الهامة في دعوته ومسيرته وهو علانية الدعوة ووضوحها وشفافيتها.

وأضاف ناجح أن الإسلام جاء بالجدال "بالتى هي أحسن" وتدافع الأفكار وهذا هو الذى يعطى قوة للإسلام، فالسرية هي الداء الأكبر الذى أصاب مسيرة الحركات الإسلامية لأنه البداية الحقيقة لتكوين الأجنحة السرية والعسكرية التى تنتهج العنف والتفجيرات والاغتيالات التي تتسبب في إراقة الدماء ووقف عجلة التنمية وحشر الآلاف إلي السجون أو القبور. رابعاً:

وأكد المفكر الإسلامى: أن كل التنظيمات السرية فشلت فشلاً ذريعاً وسلمت آلاف الشباب إلي السجون لمجرد تواصل حلقات المعرفة حتى دون المشاركة فى شيء وذلك بتهمة "الاشتراك الجنائي" أو"الانتماء للتنظيم"حتى لو حضر جلسة روحية أو فكرية واحدة معهم. حيث أن العمل بمبدأ السرية يجعل الإنسان يتعود العمل في الظلام, ولا يستطيع بعد ذلك العيش في النور, فيدمن العمل السرى, ويكتم أبسط وأتفه الأشياء عن الآخرين حتى لو كانوا أقرب الناس إليه.  فقد سلك الأنبياء جميعاً العلانية والوضوح والصبر الجميل والحلم والعفو.

وأوضح ناجح أن الأنبياء والرسل تحملوا مصاعب كثيرة, فلا يبرر السرية الاستبداد ولا الظلم والقهر فقد تحمل الأنبياء ذلك في صبر وأناه، وأيضا هي سحب للقواعد الفقهية المستقرة من مجالها الشرعى إلي المجال الحركى وذلك أضر الفقه الإسلامى من جهة وأضر الحركات الإسلامية كذلك. فالسرية تجعل الشاب المتدين يخفى عن أبيه وأمه وأهله أبسط الأشياء رغم أنهم أحق الناس وأولاهم به, وتجعله يتعامل معهم بروح الكذب أو التقية, ويتعود الكذب, ويعمل بنفسية الهارب المطارد المتوجس خيفة حتى من أقرب الناس إليه, ويشعر أنه وضع نفسه دون مبرر في مواضع الريب, كما أنها تبدد طاقات الإنسان الحقيقية. وعالم اليوم من السموات المفتوحة والانترنت والفيس لا يقبل السرية, ويهدم أساسها ويحطم فكرتها, فلا حرج علي أحد يريد نشر دعوته عبرها ما دامت دعوة سلمية صحيحة, فالسرية تجاوزها الزمن. ومعظم التنظيمات السرية يقبض عليها سريعاً عكس ما يتصور الناس وبمراجعة تاريخها تجد أنها يقبض عليها قدراً مثل "السيارة الجيب في الأربعينات"، "وتنظيم 65" الذى أنشأه سيد قطب وطلائع الفتح في التسعينات.. وغيرها، وكما عبر أحد الضباط "نحن نتكعبل في التنظيم دون أن نريده بعينه".

وأكد ناجح أن السرية تحمل في داخلها بذور فنائها وتولد داءً من أخطر الأدواء في الدعوة الإسلامية وهى أن التنظيم أهم من الإسلام "لا شعورياً" وتجعل الشخص لا شعورياً يتدرج في الدوران حول التنظيم قبل الإسلام والدين. وأيضا هي قرينة التقية ولا توجد في مذهب السنة وتوجد عند الشيعة فحسب وإدخالها إلي مذهب السنة عن طريق السنة أضر بالسنة. وتعتبر قرينة لتضخم الذات, وتضخم العيوب دون إصلاح أو تصويب, لأنها تفتقر إلي المناقشة العلنية, والمراجعة والتصويب, ولذلك تتضخم الأخطاء وتكبر سريعاً,بعكس العلانية حيث يتم تصحيح الأخطاء أولاً بأول ومناقشتها بين الناس.

أضف تعليق

حظر الأونروا .. الطريق نحو تصفية القضية الفلسطينية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2