وصفت الكاتبة الأمريكية ترودي روبين أداء الرئيس ترامب على صعيد السياسة الخارجية بعد مرور مائة يوم على توليه منصبه، بالارتباك وعدم التناغم.
وأضافت روبين -في مقالها بصحيفة (الـفيلادلفيا إنكوايرر)- أن السياسة الخارجية الأمريكية في تلك الـمائة يوم كانت أشبه بـ"دائرة من الاختلال الوظيفي يقف في مركزها قائد غريب الأطوار".
وتابعت الكاتبة "إن ترامب يبدو غير مستوعب لـمدى تأثير كلمات الرئيس الأمريكي عالميا؛ فهو لا يزال يحاول تناول القضايا الخارجية بنفس الطريقة التي يُبرم بها صفقات عقارية مستخدمًا أساليب التهديد والصَلف لإخضاع الطرف الآخر، فيما يتولى الأصدقاء والعائلة محاولة إتمام الصفقات - وتلك الطريقة غير مجدية على صعيد السياسة الخارجية، ولقد بات العديد من القادة الآخرين يرون أن قدرات ترامب قاصرة على "فن الخداع".
واستطردت قائلة "إن أداء ترامب يعاني من عدم اهتمام بمحاولة صناعة "عملية سياسة خارجية متناغمة"؛ وعلى الرغم من أن تعيين جيمس ماتيس في الدفاع وهربرت ريموند ماكماستر في الأمن القومي رفعَ الآمال في هذا الصدد، إلا أن السياسة الخارجية في نهاية الأمر تعتمد على الرجل الجالس في البيت الأبيض (الرئيس) بمعنى أن فريق ترامب لا يمكن أن يُعوّض إخفاقات رئيس مندفع يرفض وقْف إنتاج تغريداته وتعديل مساره".
وأكدت روبين أن تغريدات ترامب المتناقضة بشأن كل شيء من الشرق الأوسط إلى حلف الناتو - توجِد حالة من عدم التناغم؛ فهو دائما ما يهاجم دونما استشارة فريقه مفاجئا بذلك وزراءه... وقالت " الأسبوع الماضي على سبيل المثال، هدد ترامب بإنهاء اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا) مع المكسيك دون أن يخبر وزير المالية أو وزير الزراعة بتلك الخطوة، ثم ما لبث أن أعلن عن تغيير رأيه بعد أن علم الوزيران بالأمر وانطلقا إلى البيت الأبيض محذرَين من تبعات هذا القرار على المزارعين الأمريكيين".
ورجحت الكاتبة ألا تتحسن الأمور في هذا الصدد ما لم يقبل الرئيس بعملية محددة لصناعة السياسة الخارجية لا يمكنه معارضتها بتهور عند الثانية صباحا (في تغريداته).
ورأت صاحبة المقال أن افتقار ترامب إلى الخبرة يؤثر بالسلب على قدرة الإدارة على بلورة استراتيجيات طويلة المدى تساعد في اتخاذ قرارات تكتيكية؛ لكن ترامب يبدو مرتاحا إلى "شركة العائلة" أكثر من "متطلبات عملية الصناعة السياسية" - لقد أرسل صِهره جاريد كوشنر حول العالم في عدة مهام غير محددة المعالم، كما أرسل ابنته إيفانكا إلى ألمانيا.
وقالت روبين "إن هذا الأسلوب ترك العواصم الخارجية في حيرة حول مع مَن تتعامل على صعيد السياسة الخارجية، حتى أن مبعوثين أوروبيين وصنيين يتساءلون عمّن يتحدثون معه بشأن قضايا سياسية- إن هذا الأسلوب لا يتناسب مع نظام ديمقراطي كالنظام الأمريكي".
وحذرت الكاتبة قائلة " إن رئيسا عصبيًا بأصابع وشفتين يصعب السيطرة عليهم هو خطر على البلاد؛ وعلى خلاف معظم القادة العالميين، فإن الرئيس الكوري الشمالي المريض بالبارانويا كيم يونج أون قد يأخذ تهديدات ترامب في تغريداته على محمل الجدّ ومن ثمّ يتخذ إجراءً عدائيا كرد فعل".
واختتمت روبين قائلة إن "المائة يوم الأولى من تعاملات ترامب على صعيد السياسة الخارجية يُذكّرون بالـ"كعكة": حوافّ سمينة القوام من العائلة والوزراء الرئيسيين لكن الوسط فارغ - هذه ليست طريقة يُدار بها بلد في أهمية الولايات المتحدة".