دار المعارف
قال السفير محمد حجازى المساعد السابق لوزير الخارجية إن الأجندة الخاصة بالدورة السنوية العادية رقم 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة، والتى افتتحت أعمالها الثلاثاء الماضى 17 من الشهرالجارى، تبدأ مناقشاتها العامة يوم 24 من نفس الشهر.
وأضاف السفير حجازى فى تصريحات خاصة ل« دار المعارف» أن الجمعية تعبر عن الإرادة للتصدى للتحديات التى تواجه المجتمع الدولى ويأتى انعقادها فى توقيت شديد الأهمية حيث تتسم الساحة الدولية بالتوتر الشديد نتيجة تصاعد النزاعات فى العديد من مناطق العالم خاصة فى الشرق الأوسط، فلازال النزاع قائما فى سوريا وأيضا لازالت القضية الفلسطينية دون حل، والصراع فى ليبيا مستمر وكذلك الأوضاع فى اليمن، بينما لم تستقر الأوضاع بسبب عدم الوصول لحل للقضية المركزية وهى القضية الفلسطينية حتى الآن.
وواصل السفير حجازى، وهناك أيضا العديد من التوترات والاضطرابات الناجمة عن التغيرات المناخية وعن قضايا هامة وعابرة للحدود مثل قضايا الإرهاب والهجرة غير الشرعية وبالأخص قضايا العمل التنموى التى لازالت الدول النامية تقبع فى خلفية المشهد التنموى الدولى مع عدم وفاء الدول الصناعية الكبرى بتعهداتها والتزامتها سواء ما يخص تغير المناخ أو فى ما يخص الانتقال فى إطار من الشراكة باقتصاديات الدول النامية بعيدا عن الأزمات الطاحنة، وما يتمثل عن ذلك بالتالى من قضايا تتعلق بالهجرة غير الشرعية وقضايا تتعلق بالنزوح الداخلى وما يشكله من أعباء على اقتصاديات الدول وانتشار النزاعات المسلحة.
وأكد السفير حجازى على وجود حالة إضطراب سياسى تتواكب مع أزمة أخرى مرتبطة بالإنخراط فى القرارات أُحادية الجانب والوطنية المفرطة بعيدا عن التعددية التى اتسم بها المجتمع الدولى.
واليوم ونحن نحتفل بالدورة الرابعة والسبعون ( الكلام للسفير حجازى) وتشارك فيها مصر بوفد هام برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسى، فنحن أمام فرصة لتأكيد إلتزام العالم بالتعددية والرأى الجماعى والشراكة فى مقابل الشعور المفرط بالوطنية والإنغلاق والحمائية التجارية والقارات أُحادية الجانب خاصة من قبل الإدارة الأمريكية ومشاهد عدة منها الخروج البريطانى من الاتحاد الأوروبى ، وهذه أمور تشير لمخاطر الابتعاد عن التعددية والعمل الجماعى.
وأوضح السفير حجازى أنه فى ظل هذا المناخ تعقد الجميعة العامة للأمم المتحدة دورة انعقادها الرابعة والسبعين، وبموجب ميثاق الأمم المتحدة فقد أنشئت الجمعية العامة عام 45 وهى واحدة من الأجهزة الـ 6 الرئيسية للأمم المتحدة وتحتل دائما موقع الصدارة بين تلك الأجهزة فهى الجهاز الرئيسى الذى تتداول فيه 193 دولة التقارير السياسية وبحث القضايا الهامة وصاحبة التمثيل وقاعدة التصويت الواحد وبالتساوى بين كافة الدول الأعضاء وهى دائما ما تتناول القضايا الدولية التى حددها ميثاق الأمم المتحدة مثل التنمية والسلام والأمن والقانون الدولى وغيرها من الموضوعات.
ودورة الجمعية العامة تُعقد عادة من سبتمبر من كل عام إلى ديسمبر وبعد ذلك تبدأ مجددا من يناير حتى أغسطس، وفى هذه الدورة يتم بحث كافة القضايا الدولية ولكل عام قضاياه. وأضاف أن أجندة العام فى الدورة الـ 74 تشمل خمس موضوعات رئيسية سيتم تناولها من خلال خمس مؤتمرات أهمها قمة الأمم المتحدة وهى تعقد هذا العام لتسريع الانتقال إلى مستقبل أنظف وأكثر إخضرارا فهى اختارت عنوان "مستقبل أنظف وأكثر إخضرارا" لها هذا العام.
فالعالم يوجه أنظاره مرة أخرى نحو نيويورك، هذا مع توافد قادة الدول إلى المدينة التى تستضيف المناقشة العامة خلال دورة الانعقاد الحالى وسوف تبحث التحديات الأهم التى يواجهها العالم وسوف تكون فرصة للقادة ورؤساء الدول وحكوماتهم ومن بينهم الرئيس عبد الفتاح السيسى لعرض رؤاهم حول القضايا المختلفة والتواصل بين القادة سواء للبحث عن حلول للأزمات السياسية أو دعم التعاون بين البلاد وسيحمل الرئيس عبد الفتاح السيسى أيضا هموم القارة الأفريقية بين نقاشاته لمواجهة هذه التحديات بشكل جماعى.
وقال السفير حجازى إنه يتصور أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى هذا العام ستتناول العديد من القضايا التى تواجه القارة الأفريقية والمنطقة العربية وحتما سيتحدث عن سوريا وسيكون محور حديثه السياسى أيضا عن فلسطين وعن النزاعات المنتشرة فى ليبيا واليمن وسيركز بكل تأكيد على إعلاء الحلول السياسية فى التخلص من الميليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية وسيذكر العالم أيضا بالقضية الفلسطينية وضرورة التماسك الدولى بالحل المرتبط بالشرعية الدولية وأهمية وضرورة إقامة دولة فلسطينية على كامل ترابها الوطنى على الأراضى المحتلة بعد عام 67 وعاصمتها القدس الشرقية وسيكون الحديث متاح أيضا للتحدث عن إيران والتوغلات الفجة فى شئون المنطقة كما سيدعو قادة آخرين لكشف ملابسات الهجمات الإرهابية على منشآت النفط فى المملكة العربية السعودية والتى يجب أن يجرى بشأنها تحقيقا دوليا لسبر غور هذه الهجمات وكشف مرتكبيها أكيد بالحديث عن إيران وتركيا بوصفهم قوة إقليمية تتدخل وتهدد الأمن القومى العربى، وكذلك الحديث عن الإرهاب بوصفه خطرا عابرا للحدود لابد من مواجهته بشكل جماعى ومحاصرة منابعه والدول التى لازالت تحت أعين المجتمع الدولى تنقل مرتكبيه وتدعم جماعاته وتوفر لهم التمويل والانتقالات اللوجستية، بل وتدعم كما هو الحال للنموذج التركى فى ليبيا والجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة مما طال أمد النزاع سيحيي الرئيس التغير الهام الذى شهدته السودان بعد سنوات من الحكم الديكتاتورى وستكون السودان بإذن الله مدخلا لعلاقات أوطد .
كما سيدعو الرئيس عبد الفتاح السيسى المجتمع الدولى لدعم عملية التحول والإسناد السياسى والتنموى والاقتصادى فى السوادن وسيدعو لرفعها عن القوائم التى فرضتها الولايات المتحدة على الدول الراعية للإرهاب بحكم أن التحول خرج بالسودان من زمرة هذه الدول، كما سيشمل حديث الرئيس عبد الفتاح السيسى عن الشباب وأهمية دعمه وكذلك تمكين المرأة وسيكون أيضا هناك مساحة فى حديث الرئيس عن الشراكة الدولية وأهمية دعم الدول النامية وأن تكون التنمية والتصنيع ومساندة أفريقيا ودول العالم الثالث فى تحمل أعباء التغير المناخى وتحمل أعباء التنمية المستدامة أساس لمواجهة القضايا الحالية سواء كانت هجير غير شرعية أو اتجار بالبشر النزاعات المسلحة التى تتطلب جميعا إعادة إعمار وبناء ومساندة اقتصادية تقلل من فرص الانخراط فى الجماعات الإرهابية أو الاندفاع نحو هجرة طلبا للرزق.
وأضاف السفير حجازى أنه بالإضافة لكلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى ستكون هناك فرصة لعقد اجتماعات ثنائية لعضر مكاسب برنامج الاصلاح الاقتصادى الذى تحمله الشعب المصرى رغم صعوبته وما باتت عليه مؤشرات الاقتصاد المصرى الإيجابية.
وبالعودة لأجندة الاجتماع الرابع والسبعين نتحدث عن مؤتمر قمة الأمم المتحدة المتوقع للتغير المناخى والانتقال إلى مستقبل أنظف وأكثر إخضرارا، فتغير المناخ وحث الدول على الالتزام بتعهداتها الدولية التى قطعتها على نفسها بخفض الاحتباس الحرارى وفقا لاتفاق باريس وسيضم هذا الاجتماع قادة دول وقادة من المجتمع المدنى والقطاع الخاص الخاص والسلطات المحلية والمنظمات الدولية للعمل على وضع حلول طموحة لمشكلة التغير المناخى خاصة المسعى لتنفيذ 6 مجالات رئيسية منها الانتقال العالمى نحو استخدام الطاقة المتجددة، المدن والبُنى التحتية المرنة والمستدامة، الزراعة المستدامة، إدارة الغابات والمحيطات، المرونة والتكيف مع تأثيرات تغير المناخ هامة جدا بالإضافة لملائمة التمويل العام والخاص فى الدول دون الاعتماد على الطاقة الإحقورية أو البترول لأن التغير المناخى فى حاجة لتحرك يعتمد على استخدام الطاقة المتجددة، وبالتوازى مع قمة الأمم المتحدة الخاصة بالمناخ سيكون هناك لقاء للشباب لاستعراض رؤاهم وحلولهم المبتكرة بشأن تغير المناخ.
وأكد السفير حجازى أن القمة الثانية ستكون سعيا لجعل التغطية الصحية الشاملة حقا واقعا للجميع وسوف يعقد اجتماع رفيع المستوى أو قمة حول التغطية الصحية الشاملة تحت عنوان "التحرك معا لبناء علم أكثر صحة" وبالطبع سيكون هناك حديث واضح حول أهمية هذا الموضوع وتأثيره حيث يفتقر نصف سكان العالم إلى الخدمات الصحية التى يحتاجها باستمرار بسبب التكاليف العالية التى دفعت نحو ١٠٠ مليون فرد نحو حياة الفقر، لذلك فالقمة الصحية ستسعى لتأمين التزام سياسى من كافة الرؤساء للاستثمار فى التغطية الصحية الشاملة لضمان الصحة للجميع وتحديدها كواحدة من الأولويات الكبرى.