أحمد عاطف آدم يكتب: أزواج علي حافة الطلاق «2 من 2»

أحمد عاطف آدم يكتب: أزواج علي حافة الطلاق «2 من 2»أحمد عاطف آدم يكتب: أزواج علي حافة الطلاق «2 من 2»

*سلايد رئيسى22-9-2019 | 17:00

- بدأت الشكوك تحاوطني من كل اتجاه، لقد تغير كثيراً ، ليس هذا هو زوجي الذي أعرفه قبل الزواج أو حتي بعده ب٧ سنوات أثمرت عن ٣ أطفال، كان دائم التودد لي، خفيف الظل وحنون معي كأبي رحمه الله، أما الآن وتحديداً بعد إدمانه للفيس بوك- أصبح رجلاً غريباً عني لا أعرفه ، يضيع مالا يقل عن ٤ ساعات يومياً في التصفح والتفاعل وما خفي كان أعظم، ربما أصبح يحب غيري من بعض المتسكعات من هنا ومن هناك، حتي أنه أصبح يجهر بذلك لي علي سبيل المزاح وأنا أتظاهر بعدم الإهتمام، حالياً أحاول بكل السبل دون أن يدري الولوج إلي هاتفه لمعرفة كل أسرارة الفيسبوكية، ولكن حتي الآن لازالت كل محاولاتي فاشلة. - الحياة الصامتة علي الفيس بوك ربما هي أفضل من الحياة المليئة بالمطالبات والمسئوليات- وبصفة خاصة الزوجية، ناهيك عن روتين الحياة اليومي مع أم العيال وعدم اهتمامها بعد الزواج بنفسها - النساء هنا شئ آخر. بكل صراحة علي الفيس بوك لو تمكن منك الملل في البيت أو حتي في العمل وعندك بعض الوقت الصامت - فعليك بهذا العالم الفسيح، تجد من خلاله أصدقاء وصديقات من كل صوب وحدب بلا قيود أو أعباء ، هم أو هن لديهم جميعاً نفس الفراغ الممتلئ بالضيق من الدنيا وأحوالها- علي سبيل المثال لا الحصر لي صديقة من إحدي دول الخليج تعيش هي الأخري حياة مليئة بالضغوط بعد إنفصالها عن زوجها- هي سيدة أعمال وهذا لا يعنيني إطلاقاً لأنني ميسور الحال أنا وزوجتي بما يكفينا لعقود، ولكن تلك السيدة تختلف في مشاعرها عن زوجتي التي دأبت علي الشك في أخلاقي وغِيرتها فاقت كل الحدود، مشكلتي الآن هو سؤال أسأله لنفسي - هل أُبقي عليها أم أتزوج من صديقتي الفيسبوكية دون أن تدري والأخيرة موافقة علي ذلك !؟ - هل تسعون حقاً لمعرفة الحقيقة دون مواربة، إذاً اسمحوا لي أن اطلعكم عليها بكل صدق : قبل زواجكما كانت هناك حقائق دامغة تحاولون إثبات وجودها في بعضكم البعض، سواء لنفسيكما أو للآخرين، تلك الحقائق ترتبط بتأكيد أنكم أحسنتم الإختيار، وبعد الزواج تملك منكم شيطان الوقيعة والتفريق لتبدأ عقارب ساعة الحب لديكم في الدوران بالعكس - أصبح كل منكما يفتش في عيوب الآخر- يستنسخها فزادت أعدادها لتشعرا في النهاية بالغربة وتبحثون عن وطن آخر . عزيزي الزوج : - فتش في ذاتك سائلاً إياها سؤالا عن كيانك كرجل مسئول - أهذا أنت حقا - نفس الزوج الذي كان يدرك تماما قبل الإرتباط أنه مقبل علي مسئوليات تجاه الإنسانة التي قبلها كزوجة !؟ - مقتنعاً محباً مدركا لقيمتها ومدعما لها، والإجابة هي "لا"، لأنك وببساطة أنت من صنعت تلك الثقوب والفراغات في نسيج ارتباطكما المقدس - هذه هي الحقيقة بعينها التي استبدلتها أنت بوهم كبير وخيالات هلامية تسمي الفيس بوك، وألا تعلم أن وضعك لزوجتك في مقارنة مع السيدة الخليجية الفيسبوكية، تصف تماماً هذا الإنحدار الخطير في قدراتك علي القيادة والحكم علي الأمور، هذه السيدة كانت جزء من زيجة فاشلة هي طرف فيها أو سبب فيها وأنت أيضاً في الطريق لأن تكون بطلاً لقصة زواج فاشل أثمر عن ٤ ضحايا زوجة وثلاثة أطفال ليس لهم ذنباً في أنك أنت ربّان السفينة ،،، ونصيحتي لك هي بالعودة إلي الواقع ومراعاة الله في أم أبنائك - استلم الدفة وارجع من نفس الطريق- ابتسم واستيعد أدواتك من جديد، قدم هداياك الجميلة لزوجتك - الثقة، الإخلاص، التواصل، الوفاء، الأمل، ونكران الذات هي صك الأمان دائماً لزواج مستقر وسعيد . عزيزتي الزوجة : - إذا تحدثنا عن تجديد المود أو الحالة للهروب بصفة مستمرة من الملل وروتين الحياة داخل عش الزوجية، سنجد أن لطرفي العلاقة دور مشترك للتخلص من تلك الآفة الإجتماعية المدمرة، ولكن يبقي للزوجة دائماً نصيب الأسد في أداء هذا الدور- فالرقة والطيبة والجمال والأناقة هي أدواتها الذهبية لتسيد الموقف والإستحواذ علي عقل وقلب زوجها وإحكام السيطرة عليهما بقبضة من حديد، وذلك لأن الزوج عندما يشعر بأن زوجته بدأت تفقد أو تهمل استخدام تلك الأدوات أوالمحافظة عليها يبدأ الشيطان في اللعب علي أوتار التململ والإحساس بالإغتراب داخله، وحتي وإن كان الرجل مطالباً بالحديث مع زوجته هو الآخر قبل البحث عن وطن آخر للحب بعيداً عنها- إلا أنه من السهل علي أي زوجة أن تنتبه لأدواتها كأنثي ذكية وواعية تعرف من أين تؤكل الكتف ،،، ونصيحتي لكِ هي : إبدئي في لفت انتباهه بتلميع تلك الصورة التي طمسها غبار الروتين اليومي لحياتكما معاً، بحب بإبهار وثقة مدفوعة بالقناعة التامة بقدراتك في الإستحواذ عليه دون غيرك - لأنك أنت من دفعتيه من البدايه للإرتباط بك والإنجاب منك وهو شرف لا يعطيه الرجل لأي أنثي بسهولة - وليكن التحدي الحقيقي ليس هو مراقبة نشاطاته الفيسبوكية قدر ما هو إثبات أنها الوهم الأكبر أمام جمال وقيمة الحياة الحقيقية التي ينعم بها معك .
أضف تعليق