كتب: وليد فائق
أكد الأنبا آرميا الأسقف العام ورئيس المركز الثقافى القبطى، أن مصر هى بلد التعددية، مضيفا أن الانسان المصرى شخصية منفردة عميقة تدرك وتقبل التنوع والتعدد، وأن أرض الكنانة استوعبت جميع الحضارات فى اتساق وتناغم لم تعرفة أى بلد فى العالم.. جاء ذلك فى كلمته التى ألقاها أمام المؤتمر الدولى للتعددية والتعايش السلمى والذى أقيم بجامعة عين شمس، وحضرة لفيف من الشخصيات العامة والسياسية.
وأشار الأنبا آرميا نائب رئيس المؤتمر أن مصر عرفت منذ قديم الأزمنة بأنها أرض الحكمة وبلد الجمال، و الملجأ والملاذ الذى هرب إليه العديد من رجال الله فكانت هى الأمان لهم، كانت ملجأ إبراهيم أبو الأباء، ويوسف الصديق الذى أصبح الرجل الثاني بعد فرعون، نزل إليها بيعقوب وأبناءه ليعيشوا فيها.. وولد فيها موسى النبى وتأدب بكل حكمة المصريين.. ومنها تزوج سليمان الحكيم أبنة فرعون.. وهرب إليها يوسف النجار ومعه مريم وإبنها من بطش هيرودس.. وفيها نسب الرسول.
وأضاف آرميا قائلا: مصر بلد البركات وقد ذكر عنها الكتاب أنه بارك شعب مصر فقال "مبارك شعبى مصر".. وجاء فى القرآن "أدخلوا مصر إن شاء الله آمنين".. مصر علامة فارقة فى التاريخ والحضارات والأديان فهى أرض الخير والبركة والمحبة والسلام.
وواصل آرميا حديثه بالقول: مصر هى بلد التعددية.. كم من الحضارات التى قامت على أرضها وحملتها داخل أعماق حياتها لتقدم للعالم الإنسان المصرى كشخصية منفردة عميقة يعرف ويدرك ويقبل التنوع والتعدد، وفى نفس الوقت يحمل داخله التميز، فعلى أرض مصر نجد ملامح حضارتها الفرعونية، وملامح الحضارات الإغريقية واليونانية والقبطية والإسلامية.. وهكذا استوعبت أرض الكنانة الجميع فى إتساق وتناغم لم تعرفه أى بلد فى العالم.
وأضاف آرميا أنه على هذه الأرض عرف أهلها معنى التعددية الدينية والتعايش السلمى وقبول الآخر وعلى مر تاريخها كانت الغلبة فى نهاية الأمر للتسامح الدينى.
وأكد آرميا أن التعايش السلمى يتحقق من خلال الفهم الحقيقى لتعاليم الأديان التى تقدم معنى الانسانية واستيعاب الانسان للمبادئ المشتركة التى تقدم معنى الحياة المشتركة، مشيراً إلى أننا إذا أردنا تحقيق التعايش المشترك فعلينا جميعاً التوحد فى المحافظة على الحياة المشتركة التى نعيشها على أرض بلادنا مصر على أساس من الإحترام والتقدير لقيم الانسانية العظيمة ومواجهة اية محاولات للفرقة بين أبناء الوطن الواحد، وتقديم الفهم الصحيح للقيم الدينينة مع غرس وتنشأة الأجيال الجديدة على القيم المشتركة والمبادئ الإنسانية الرفيعة..