حسام شاكر يكتب «في المشهور قوله المجهول أصله» :جاتك نيلة

حسام شاكر يكتب «في المشهور قوله المجهول أصله» :جاتك نيلةحسام شاكر يكتب «في المشهور قوله المجهول أصله» :جاتك نيلة

*سلايد رئيسى28-9-2019 | 13:00

أعرفها وأسمعها كثيرا و(أتنيل) فيها مابين حين وآخر فعندما يحدث شيء على غير العادة أو أفشل في مهمة يكون الجواب سريعا (اتنيل على عينك ) وعندما يسألك أحد عن نتيجتك وينتابك الكسوف من سوء التقدير تقول له (ايوه اتنيلت ) وحتى في مواطن التورية تجدها حاضرة فعندما يأتيك صديق غلس في صبحية زواجك ويقول لك طمنا عليك وكلما هربت منه يعيد السؤال لترد عليه بغلظة ياعم ( اتنيلت)

وعندما تزوغ أعينك وترى فتاة ممشوقة القوام تنظر إلى زوجتك وتقول (جاتنا نيلة في حظنا الهباب ) ورغم سماعي المعتاد ( للنيلة) وحضورها الدائم في حياتنا اليومية إلا أنني لم يخطر ببالي البحث عنها وإذ بي اقرأ في كتاب (دور مصر الحضاري في السودان، دنقلة نموذجا 1820-1885) لمؤلفته الفاضلة الدكتورة تحية أبوشعيشع عميدة كلية الدراسات الإنسانية للبنات وهو من الكتب المتميزة في معرفة تاريخ مصر والسودان، فأجد من ضمن تطوير الحكومة المصرية للسودان في ذلك الوقت الاهتمام بزراعة (النيلة)

وإرسال خبراء للإشراف عليها وقد لاقت هذه الزرعة نجاحا كبيرا جعل الرحالة (هو سكنز) يقول إنه خصص لريها في دنقلة حوالي خمسة آلاف ساقية وقد فضلت الإدارة المصرية التوسع في زراعتها بدلا من القطن ثم كانت من الصناعات المهمة هناك حيث أنشيء لأول مرة خمسة مصانع في دنقلة (مروى، حنك،حفير،دنقلة العجوز،دنقلة الجديد) وكانت تشكل للحكومة مصدرا طيبا للدخل ولهذا السبب فكانت تخضع للاحتكار إلى أن أعلن محمد علي حرية الاتجار فيها مما كان له الأثر الطيب في نفوس الأهالي .

وحتى لاأطيل عليك عزيزي (المتنيل ) في قراءة هذه (النيلة ) التي أكتبها لك فقد أخذت الفكرة من هذا الكتاب لأبدأ البحث عن نبات النيلة فأكتشف أنها نبتة تشبه القطن وتستخدم في صباغة الملابس وتشتهر باسم (النيلة، النيلج )

ويستخرج صبغها من ورق نبات النيل ويصعب محو هذه الصبغة وكانت تستخدم قديما في ملابس الحزن والحداد وكان من عادة النساء أن يضعن بعضا من هذا النبات فيصبغن به وجوههن أو ملابسهن عند موت أوفقد عزيز إلى أن مرت الأيام وصارت كلمة مشهورة (جتك نيلة – اتنيل – ينيلك – بلانيلة) للتعبير عن ارتباطها بالأحزان والمصائب والأشياء غير السارة، واشتهرت بها الفنانة ماري منيب عندما كانت تقول (جاتكوا نيلة) وبعد هذه (النيلة ) التي أرهقتك بقراءتها أحب أن أنبهك إلى أني كتبتها خصيصا (للمتنيلين ) في نتائج الامتحانات فك الله (نيلتهم) و(نيلتنا)، ولتقم لتقضي مصالحك وكفاك قراءة في هذه (النيلة) .

أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2