نهى المأمون تكتب: "وراء كل عظيمة… !"

نهى المأمون تكتب: "وراء كل عظيمة… !"نهى المأمون تكتب: "وراء كل عظيمة… !"

غير مصنف29-9-2019 | 13:21

دائماً ما يقولون إن وراء كل رجل عظيم امرأة، وما إن سألت ماذا عن المرأة العظيمة، من يكون وراءها؟! لكان الجواب نفسها. كنت أؤمن بتلك النظرية وأؤمن أيضاً أن المرأة تستطيع أن تنجح وتتبوأ أعلى المناصب والمراكز ولكن دائماً ما يقابله ضعف وفشل بحياتها الاجتماعية، فمجتمعنا الشرقي وعقليته "الذكورية" لا يحتمل صورة الرجل الداعم المساند لزوجته، حتى في الفن بداية من فيلم "مراتي مدير عام" وكيف كان الزوج غير متقبل لفكرة أن تكون زوجته هي نفسها رئيسته في العمل، وصولاً إلى "تيمور وشفيقة" وفكرة المرأة الناجحة إلى أن أصبحت وزيرة وقررت التضحية بعملها ونجاحها في سبيل إرضاء زوجها. كانت تلك هى فكرتي التي كانت تسبب لي الكثير من الإحباط وفقدان الأمل في أن يجتمع النجاح في العمل والأسرة معاً إلى أن حالفني الحظ بحضور فعالية "منتدى المرأة المصرية"، فعالية مصرية تضم العديد من النماذج النسائية يتحدثن عن نجاحاتهن المهنية، أمر معتاد رأيته بحكم عملي في الكثير من الفعاليات سابقاً، ولكن مفاجأتي كانت بحكاياتهن الشخصية؛ عشرات السيدات الناجحات يسردن الجانب الشخصي والأسري بحياتهن الاجتماعية. سمعت نموذج نائبة البرلمان، المحاربة لسرطان الثدي تحكي عن دورها في المنزل كأم وزوجة، كيف يدعمها زوجها في أيامها الحزينة قبل أيام الفرح، كيف استمدت القوة من بناتها، وكيف قامت بتربيتهن حسن التربية في ظل ظروف عملها ومسئولياتها وأيضاً مرضها الصعب، الذي ما أن سمعنا عن شبحه يطوف نعتقد أنها نهاية الدنيا. مروراً بنموذج رئيس مجلس إدارة أحد البنوك الشهيرة، الأستاذة بالجامعة، وهي أيضا محاربة سرطان الثدي وكيف دعمها زوجها وأسرتها، إضافة إلى كابتن الطيران، حكت لنا عن ردة فعل المسافرين في كل مرة تبث لهم في أول الرحلة أنها من تصحبهم اليوم في رحلتهم وكيف عبر الزمن تحول ردة فعلهم من قلب ورفض إلى شعور بالتميز، وأيضًا نموذج المرأة الصعيدية بمجتمعها والتي قررت تحقيق النجاح المهني وفي نفس الوقت تربية أولادها في ظل دعم أسرتها لها. العديد من المناصب القيادية النسائية والنجاح المهني المبهر الذي لم يعيق أي منهن عن قيامها بدورها كأم وزوجة وكان الدعم الأسرى عاملا مشتركا إن كان زوجها، أباها أو ابنها، وربما على أن تلك القصص التى سمعتها كانت بمثابة جرعة أمل وإلهام للكثير على الجانب العملي والمهني في مجال التمكين السياسي والمجتمعي والاقتصادي للمرأة، ولكن بنسبة لي ومن هن مثلي من الفتيات اللاتي يتملكهن شغف وحب العمل والسعي الدائم للنجاح المهني وبين الحين والآخر يراودهن حلم الزواج والأمومة وتكوين أسرة، فقد كانوا خير برهان أن حب العمل اليوم أصبح لا يفسد لحلم الأسرة قضية، وإن كانت كلمة السر لهذا النجاح هو حسن اختيار الشريك الداعم ،الذي يفخر أن يكون السبب وراء نجاح امرأة عظيمة...

    أضف تعليق