ضد التدخل والهيمنة الإيرانية.. الشعب العراقى يهتف: «بغداد حرة.. حرة»

ضد التدخل والهيمنة الإيرانية.. الشعب العراقى يهتف: «بغداد حرة.. حرة»ضد التدخل والهيمنة الإيرانية.. الشعب العراقى يهتف: «بغداد حرة.. حرة»

*سلايد رئيسى5-10-2019 | 14:57

تقرير تكتبه: نادية صبره
"بغداد حرة.. حرة. إيران بره.. بره..".. هكذا هتف الشباب العراقي في ساحة التحرير قرب بغداد ضد التدخل والهيمنة الإيرانية على العراق.. إلى جانب العديد من المطالب الأخرى المتعلقة بتردي الأوضاع المعيشية والخدمات الصحية وتفشي الفساد والبطالة والمحاصصة وإقالة ضباط بارزين فصلوا من عملهم بأوامر إيرانية كان آخرهم اللواء (عبد الوهاب الساعدي) الذي رفع المتظاهرون صوره وهتفوا باسمه... القوى السياسية كانت تحذر من أن الأول من أكتوبر سيشهد ثورة شعبية حقيقية عنيفة ويبدو أنه كان لديها معلومات وقرارات خاصة وأن 99% منها ممثلة في الحكومة والبرلمان.
ولكن المفارقة أن يكون الثالث من أكتوبر وهو العيد الوطني للعراق (يوم استقلاله وانضمامه لعصبة الأمم) يأتي والعراق ينتفض والأوضاع به مشتعلة..
المظاهرات التي لا زالت مستمرة حتى كتابة هذه السطور بدأت يوم الثلاثاء الأول من أكتوبر بنزول ألف شخص إلى ساحة التحرير قرب بغداد ثم المنطقة الخضراء القريبة منها ثم ما لبثت أن ازدادت الأعداد وامتدت الاحتجاجات للمحافظات ذات الأغلبية الشيعية مثل محافظة (ذي قار) و (الناصرية) وفي منطقة الزعفرانية جنوب شرق بغداد.. كذلك تم إندلاع اشتباكات في محافظة ديالي بعد خروج مظاهرات شعبية في منطقة الشعب للتنديد لما تعرض له المتظاهرون من قمع في ساحة التحرير ودعا نشطاء إلى مظاهرات حاشدة لمواصلة الاحتجاج في محافظة الديوانية. مفوضية حقوق الإنسان العراقية أعلنت مقتل 100 شخصاً خلال الأربعة أيام الأولى من الاحتاجات الدامية في البلاد منهم (18) جثة على الأقل في مستشفى واحد في بغداد وأكثر من 4000 جريحاً واعتقلت السطات 555 متظاهراً وقد طالبت الأمم المتحدة السلطات العراقية بالتحقيق سريعاً وبشفافية في مسألة استخدام قوات الأمن القوة بحق المتظاهرين ما أسفر عن مقتل العشرات وإصابة المئات..
مطالب المتظاهرين:
التظاهرات لم تنطلق بدعوة من حزب أو زعيم ديني كما تجري العادة في العراق وإنما انطلقت بشكل عفوي من شباب ظلموا وظلمت أجيالهم. الشباب الموجود في التظاهرات تتراوح أعماره ما بين الـ 15-25 عاماً وهناك أعمار أقل لأطفال في العاشرة خرجوا بحثاً عن كرامة العراق وكرامة الإنسان العراقي.
والتظاهرات أيضاً نتيجة طبيعية لكل ما حذر منه المراقبون الذين يتابعون الشأن العراقي بشكل واقعي وحقيقي، هي انتفاضة شعبية بكل المقاييس ضد نظام سياسي تهيمن عليه إيران..
تظاهرات ليست تابعة لأي حزب سياسي وقودها الإحساس بالمظلومية لدى العديد من المناطق والمحافظات التي جرى تهميشها بشكل واضح.. مظاهرات ضد أحزاب الإسلام السياسي السني والشيعي المهيمنة على المشهد السياسي ولكل منها حساباتها الخاصة التي لا تمت للشعب العراقي من بعيد أو قريب.
التدخل الإيراني.. والأزمة الاقتصادية والفساد ونقص الأمن والمطالبة بالإصلاح وإيجاد فرص عمل مناسبة تلك كانت أهم مطالب المتظاهرين..
عنف الميليشيات:
المتظاهرون كانوا يهتفون ضد إيران وميلشياتها في شوارع بغداد ويتهمون موالين لإيران بإطلاق النار عليهم، وتحديدا ميليشيا سرايا الخرساني الإيرانية..
أحد الشباب قال: "أوصلوا أصواتنا ومطالبنا نحن اليوم معتقلين في سجن تديره دولة جارة." الحكومة العراقية تركت المتظاهرين في مواجهة المليشيات الموالية لإيران كما تم إطلاق رصاص حي في الهواء وقنابل صوتية وغاز مسيل للدموع لتفرقة المتظاهرين حتى أن بعض المتظاهرين قال إن المليشيات الإيرانية كانت ترتدي زي رجال أمن لقتل المتظاهرين.. والشيء اللافت هنا هو تصريح الخارجية الإيرانية بأنها تأسف للإضطرابات في العراق وأن بغداد لن تسمح باستمرار التحركات التي قد يستغلها أجانب.
تصريح غريب ومثير وكأن الخارجية الإيرانية هي المنوط بها الحفاظ على أمن واستقرار العراق ويعكس مدى الوقاحة الإيرانية.
أيقونة الانتفاضة:
أكثر شيء أشعل غضب المتظاهرين وكان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير.. هو قرار نقل الفريق (عبد الوهاب الساعدي) القائد العسكري الرفيع الذي يحظى بشعبية واسعة في الشارع العراقي فهو الذي قاد المعارك ضد تنظيم داعش في عملية استعادة مدينة الموصل من قبضة التنظيم بعد حصار تسع أشهر حيث تم عزله بأوامر من إيران وحسب صحيفة (واشنطن إكزامينر) الأمريكية، إن "سبب إقالة الفريق الساعدي أنه وطني وإيران فشلت في إخضاعه لذا مارس فصيلين تابعين لميلشيا الحشد الشعبي ضغوطاً على رئيس الوزراء العراقي لإبعاد الساعدي من قوات مكافحة الإرهاب ونقله إلى وزارة الدفاع العراقية."
كلمة رئيس الوزراء:
مساء الجمعة الماضي ألقى رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي كلمة حملت الكثير من الرسائل ما بين التحميل والتجميل والتهدئة والتبرئة وهذه أبرز ما جاء فيها:- لا توجد حلول سحرية والحكومة لا تستطيع تحقيق أحلام المواطنين في سنة واحدة. نحن اليوم بين خيارين أن نبقى دولة أو لا دولة. إطلاح سراح المحتجزين ممن لم يرتكبوا أعمالاً جنائية. البعض نجح في إخراج المظاهرات عن مسارها السلمي.
ووجه رئيس الوزراء تحية للمتظاهرين الذين مارسوا حقهم الدستوري وشكر أجهزة الأمن، معتبرا أن القتلى من المتظاهرين والأمن شهداء مكفولين من الدولة.
وقال رئيس الوزراء: "شكلنا لجان قانونية لمنع استخدام العنف ضد المتظاهرين." وحذر المتظاهرين من السماح لدعاة اليأس ولمن يريدون العودة بهم للوراء وعسكرة الدولة من جديد. كما وعد بالاستجابة لمطالب المتظاهرين والدعوة إلى الإصلاح ومحاربة الفساد وإحالة 100 موظف للمحاكمة وكشف عن خطط مستقبلية لاستيعاب العاطلين عن العمل وتعديلات وزارية بعيدة عن المحاصصة.
الرئيس.. والزعيم الدينى
الرئيس العراقي (برهم صالح):- طالب جميع الأطراف بضبط النفس كما دعت الرئاسات الثلاث إلى حوار وطني شامل أما رجل الدين العراقي وزعيم التيار الصدري (مقتدى الصدر) فقد دعا نواب كتلة سائرون إلى تعليق عضويتهم في البرلمان العراقي إثر التظاهرات الدامية ثم أشار في بيان صدر له مساء الجمعة دعا فيه الحكومة العراقية إلى الاستقالة حقناً للدم العراقي وإجراء انتخابات مبكرة بإشراف أممي.
محمد الحلبوسي، رئيس البرلمان العراقي، من جانبه، دعا إلى الاستماع إلى المتظاهرين وأكد أن الفساد لا يقل عن الإرهاب وكان من المقرر تخصيص جلسة البرلمان اليوم السبت لمناقشة مطالب المتظاهرين لكن البرلمان العراقي فشل في عقد جلسة طارئة اليوم وحولها لجلسة تشاورية مع القوى السياسية وممثلين للمتظاهرين حيث التقى الحلبوسي ببعض المتظاهرين لسماع مطالبهم.
كما دعت الجامعة العربية الحكومة العراقية لتهدئة الوضع وللبدء الفوري في حوار جدي يفضى إلى إزالة أسباب التظاهرات. المرجع الدين الأعلى للشيعة في العراق (آية الله على السيستاني) قال في كلمته.. نأمل أن يعي الجميع التداعيات الخطيرة لإستخدام العنف والعنف المضاد في التظاهرات الجارية وأدان الاعتداء على المتظاهرين والقوات الأمنية وأن على الحكومة النهوض بواجباتها لتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل للعاطلين ومكافحة الفساد..
كما دعا رئيس إقليم كردستان (نيجرفان بارازائي) في بيان أصدره إلى الحفاظ على القانون والأمن والاستقرار ومراعاة المصلحة العليا للعراق. الحكومة العراقية أقدمت في بداية التظاهرات يوم الاربعاء الماضي على فرض حظر التجوال وعلى حجب مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك.. تويتر.. واتسأب..) خشية تفاقم الأحداث ثم عادت خدمة الإنترنت تدريجياً في مناطق العراق منذ مساء الجمعة باستثناء كردستان العراق، كما تم رفع حظر التجوال في الخامسة فجر السبت بتوقيت بغداد، وفاضت مواقع التواصل بالفيديوهات التي تفضح العنف تجاه المتظاهرين.
أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2